الملك يدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه أزمة اللجوء السوري

الملك يشارك في جلسة حوارية خلال الملتقى الاقتصادي بمدينة صن فالي بولاية أيداهو الأميركية
الملك يشارك في جلسة حوارية خلال الملتقى الاقتصادي بمدينة صن فالي بولاية أيداهو الأميركية

عمان - شارك جلالة الملك عبدالله الثاني، ترافقه جلالة الملكة رانيا العبدالله، في الملتقى الاقتصادي المنعقد بمدينة صن فالي بولاية أيداهو الأميركية، بحضور قيادات اقتصادية وسياسية أميركية ودولية.اضافة اعلان
واجتمع جلالته، على هامش الملتقى، مع عدد من رجال الأعمال ورؤساء كبريات الشركات الأميركية والدولية، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع الأردن.
كما تم استعراض أوجه الاستفادة من الفرص والمزايا والحوافز التي توفرها البيئة الاستثمارية في المملكة، وما ترتبط به من اتفاقيات مع عدد من الاقتصاديات العالمية.
وشارك جلالة الملك، ضمن أعمال الملتقى في جلسة حوارية أدارها الدبلوماسي الأميركي السابق وليم بيرنز، وتناولت أبرز القضايا الملحة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وعرض رؤيته حيال الأزمات الإقليمية الراهنة، والسبل الكفيلة للحد من مخاطر هذه الأزمات، ضمن حلول سياسية، مؤكدا مواقف الأردن الداعمة للجهود الدولية المبذولة لمكافحة خطر الإرهاب وعصاباته، وضمن استراتيجية شمولية للتعامل مع هذا الخطر باعتباره تهديدا رئيسا للأمن العالمي.
وشدد جلالته على أن الحل السياسي للأزمة السورية، والذي طالما دعا له الأردن منذ أعوام، هو السبيل الوحيد للخروج منها، مؤكدا ضرورة تكثيف التعاون الدولي في التعامل مع أزمة اللجوء السوري، والتي يتحمل الأردن أعباء متزايدة جراء استضافته نحو 3ر1 مليون سوري على أراضيه وما يشكله ذلك من ضغوط على بنيته التحتية وموارده المحدودة.
ودعا جلالة الملك إلى ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في التعامل مع أزمة اللجوء السوري، بوصفها أزمة إنسانية دولية.
وتطرق إلى الأوضاع التي تمر بها بعض دول المنطقة، خصوصا العراق وليبيا، وسبل التعامل مع التحديات التي تواجهها، لا سيما ما يتعلق بمحاربة التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها عصابة داعش الارهابية.
وفيما يتعلق بالشأن المحلي، أكد جلالة الملك أن الأردن، ورغم ما يواجهه من تحديات جراء الأزمات الإقليمية، إلا أنه يسير وفق رؤية مستقبلية شمولية لا تعيقها أي ظروف، وتستهدف تعزيز مسيرة الإصلاح الشامل وتحقيق التنمية المستدامة.
ولفت إلى حزمة الخطوات والتشريعات الإصلاحية التي أدخلها الأردن خلال الأعوام
القليلة الماضية، موضحا أن المملكة ستشهد، خلال شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، انتخابات نيابية يتطلع الجميع من خلالها لتعزيز المسيرة الإصلاحية وتحقيق المزيد من الإنجازات للوطن.
يشار إلى أن ملتقى صن فالي الاقتصادي يعقد سنويا منذ العام 1983، بمشاركة قيادات سياسية واقتصادية أميركية ودولية من مختلف دول العالم، لمناقشة الشؤون والتحديات السياسية والاقتصادية العالمية وانعكاساتها.
وكان جلالته التقى، على هامش الملتقى، رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، حيث جرى بحث سبل تعزيز علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، والمستجدات الإقليمية والدولية.
وجرى، خلال اللقاء الذي تم فيه تأكيد حرص البلدين على تعزيز العلاقات المشتركة، استعراض سبل توسيع آفاق التعاون الاقتصادي، خصوصا في ظل الاتفاقيات الاستثمارية والتجارية التي تجمع البلدين.
وأعرب جلالة الملك عن تقدير الأردن للدعم الذي تقدمه كندا للمملكة بواسطة برامج المساعدات ومن خلال مؤتمر لندن للمانحين.
وتناول اللقاء تداعيات الأزمة السورية وتطورات الأوضاع في العراق والجهود المبذولة لمواجهة الاٍرهاب والتطرف، الذي تستهدف عصاباته الإجرامية أمن واستقرار جميع الدول، ما يتطلب تكثيف جهود محاربة هذه التنظيمات ضمن استراتيجية شمولية.
بدوره، أشار رئيس وزراء كندا إلى التقدير الدولي الكبير للجهود التي يبذلها الأردن، بقيادة جلالة الملك، في التعامل بحكمة مع الأزمات الإقليمية والتحديات الناتجة عنها، إلى جانب مساعي جلالته لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. - (بترا)