الملك يصل الليل بالنهار للتقدم بالأردن وحماية استقراره

زايد الدخيل

عمان - منذ اعتلائه العرش، نذر جلالة الملك عبدالله الثاني نفسه لتحويل الأردن إلى أنموذج عصري متقدم في المنطقة رغم أزماتها، فكانت التنمية المستدامة، والإصلاح السياسي، والنمو الاقتصادي، والرعاية الاجتماعية في مقدمة أولويات أجندة عمل جلالته، والتي يتم تحقيقها في ظل مناخ يكفل الإصلاحات السياسية والديمقراطية والترابط الاجتماعي، من أجل تزويد الأردنيين بالأدوات اللازمة لتمكينهم من المساهمة بتطوير وتقدم وطنهم.اضافة اعلان
والمتتبع للأنشطة الملكیة على مدى أعوام خلت، یستشف مدى الحرص الملكي على الارتقاء بمستوى معيشة المواطن الأردني وتحسين نوعية الخدمات المقدمة له، بالتزامن مع جهود متواصلة على مختلف الصعد الدولية لحماية المصالح الأردنية وتأكيد ثوابت الدولة الأردنية في السعي إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، بالإضافة الى تركيز الجهود على القضية الفلسطينية وضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهي جهود تترافق مع دعم ملكي متواصل للأشقاء الفلسطينيين لنيل حقوقهم العادلة.
ويرى سياسيون أن جلالة الملك سعى إلى تكريس عنصري الشراكة والمساهمة الفاعلة من الأردنيين في كل الخطوات التي تنتهجها المملكة، لتحقيق الحياة الفضلى للمواطن، استناداً الى جزء أساسي في فلسفة الحكم الهاشمي، ألا وهي قاعدة "الإنسان أغلى ما نملك"، بالإضافة الى حمل جلالته لواء الإصلاح السیاسي والاقتصادي.
وبالتوازي مع ما تقدم، أكد هؤلاء السياسيون أن جلالته، وخلال الأعوام الأخیرة، تصدى لتحدیات شهدتها المنطقة والإقليم، وعلى رأسها الأزمة السوریة وتداعیاتها، والإرهاب والتطرف، والدفاع عن صورة الإسلام الحقیقي المعتدل عبر مختلف المحافل الدولیة ومنصات المجتمع الدولي، فیما بقیت القضیة الفلسطینیة وحقوق شعبها الفلسطیني على رأس أولویات جلالته.
ويرى نائب رئیس الوزراء الأسبق العین توفیق كریشان، أن الأردنیين في عید میلاد ملیكهم السابع والخمسین، يقفون بكل ثقة خلف قیادته لمسیرة الوطن بعیداً عن مرحلة التأزیم وحالة الفوضى التي تشهدها المنطقة، نحو مستقبل یرتكز على قیم الإنجاز والإصلاح والإیمان والثقة بمستقبل أفضل للأردنیین.
ويضيف كريشان لـ"الغد": "رغم التحديات الداخلية التي نعيشها في الأردن، لم يغب عن بال الملك في لقاءاته ومباحثاته في مختلف المحافل الدولیة التصدي لمختلف قضایا وأزمات المنطقة والعالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحقوق شبعها، والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، والأزمة السورية، ومكافحة الإرهاب والتصدي لعصاباته المتطرفة".
ونذر جلالة الملك نفسه، منذ تولیه، أمانة المسؤولیة لخدمة الوطن والشعب، كما نذر والده المغفور له بإذن الله الملك الحسین بن طلال طیب الله ثراه، نفسه لوطنه وأمته، حین قال في 30 كانون الثاني (ینایر) 1962، یوم میلاد جلالة القائد "قد كان من الباري جل وعلا ومن فضله علي وهو الرحمن الرحیم أن وهبني عبدالله، ومثلما نذرت نفسي منذ البدایة لعزة هذه الأسرة ومجد تلك الأمة كذلك، فإنني قد نذرت عبدالله لأسرته الكبیرة ووهبت حیاته لأمته المجیدة".
ومن جهته، يقول وزير الخارجية الأسبق كامل أبو جابر "إن الأردن تمكن بقيادته الهاشمية من تجاوز التحدیات الكبیرة التي عصفت في المنطقة، فضلاً عن التحدیات الداخلیة السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة، في ظل الأعباء التي یتحملها الأردن نتیجة الفوضى التي تعصف بالإقلیم".
دولياً، يرى أبو جابر أن جلالته حمل القضية الفسلطينية وأحلام شعبها ومطالبتهم المشروعة في دولة فلسطينية مستقلة؛ إذ تصدرت جل اهتمامات جلالة الملك باعتبارها قضية الأردن الأولى، كما حمل لواء الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومواجهة القرار الأميركي أحادي الجانب نقل سفارتهم إلى القدس، باعتباره قراراً يخالف القانون والشرعية الدولية.
ويضيف أبو جابر، لـ"الغد": "محلياً، عمل جلالته، وعبر جهود دؤوبة ومكثفة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى مختلف المستويات، لتحقيق الحياة الأفضل للمواطن الأردني"، من خلال تعزيز مسيرة الإصلاح وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية وإشراك المواطنين في صنع القرار.
وبدوره، يقول أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية محمد مصالحة "إن جلالته، ومنذ أن تسلم سلطاته الدستورية، كانت قضايا شعبه وأمته العربية والإسلامية على رأس الأولويات، حملها معه في زياراته ولقاءاته مع قادة العالم، واضعاً نصب عينيه المصلحة الوطنية الأردنية فوق كل اعتبار، وموضحا للعالم أن الأردن يعد أنموذجاً للدولة العصرية المتمسكة بمبادئها العربية والإسلامية، الداعية الى السلام العادل والشامل في المنطقة من خلال إيجاد حلول لأزمات الإقليم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة السورية، بالإضافة الى التركيز على حقوق الإنسان والاعتدال والتسامح، ورفض الإرهاب وعصاباته".
ويضيف مصالحة لـ"الغد": "یحق للأردنیین، الذین یحتفلون الیوم بالعید السابع والخمسین لمیلاد جلالته أن یعبروا عن اعتزازهم، وهم یرون وطنهم بقيادته الهاشمیة العربیة قد تبوأ المكانة الرفيعة على المستویین الإقلیمي والعالمي، لیصبح الأردن أنموذجا في السیاسة المعتدلة والواقعیة المبنیة على الاحترام المتبادل بینه وبین جمیع دول العالم، رغم حجم المسؤولیات التي يحملها باقتدار".