المنتج محمد السبكي: "رجل هز عرش مصر" بأفلامه الشعبية

المنتج محمد السبكي: "رجل هز عرش مصر" بأفلامه الشعبية
المنتج محمد السبكي: "رجل هز عرش مصر" بأفلامه الشعبية

سوسن مكحل

عمان- "منتج الشعب" هو، على الأرجح، أدق المصطلحات تعبيرا عن صاحب أضخم شركة للإنتاج السينمائي في مصر محمد السبكي، الذي انحاز للشعب فكرا وإنتاجا، منذ انطلاقة مشواره السينمائي العام 1985.

اضافة اعلان

والحال أن انحيازه "الشعبي"، إن جاز التعبير، لم ينطلق من فراغ، ذلك أنه انصهر منذ طفولته بالأجواء الشعبية المصرية، الكفيلة بملء المخزون الفني لدى المبدع بالكثير، لا سيما إذا أتقن توظيف تلك التفاصيل داخل أجواء العمل الفني، كشأن السبكي نفسه.

انطلاقة السبكي الأولى، تبلور أول ملامحها، حين افتتح أخوه أحمد نادي فيديو في الطابق الذي يعلو محل الجزارة الذي يمتلكه والده حسن السبكي، في حي الدقي بالجيزة، وتخصص هذا النادي بتسويق الأفلام الأجنبية داخل مصر، وسرعان ما انضم محمد السبكي إلى شقيقه، وفي سنوات قليلة أصبح الشقيقان يمتلكان أكبر شركة لتسويق الأفلام في المنطقة.

محمد السبكي يعرف كيف يختار أفلامه لمخاطبة أوسع قطاع شعبي، وربما لهذا السبب، يتعرض، دوما، لهجوم لاذع خصوصا من الطبقة "البرجوازية"، إن صح التعبير.

محمد السبكي، الذي يرى في إنتاجه للأفلام الشعبية والطبقة الوسطى مجالا مفتوحاً وسرعة في الوصول إلى قلوب الجمهور والشعب، يؤمن أن مقياس نجاح الفيلم، أيا كان نوعه، يعود إلى مبلغ الأحاسيس الكامنة داخل الفيلم.

وحول تعاونه مع المركز الثقافي الملكي، من خلال منح السبكي للمركز حق عرض أفلامه مباشرة، وبكلفة تتجاوز المليون دينار، يؤكد السبكي، في هذا المضمار، أن الهدف من ذلك يتمثل بتعزيز أواصر التعاون الفني بين البلدين، وبزغت الفكرة عندما صور آخر أفلامه في لبنان، في حين يستعد حالياً لتصوير عمله الجديد في الأردن.

وفي حديثه مع "الغد"، يرى السبكي أن نجومية بعض الفنانين مدعاة لنجاح أي فيلم، على الأغلب، مدللاً بمثال على الفنان والمطرب المصري تامر حسني، معتبرا إياه من الذين يمتلكون مواصفات متميزة من حيث المظهر والصوت وطريقة التفكير وكتابة الكلمات والتلحين.

ويضيف منتج فيلم "نور عيني" أنه يعمل مع الفنانين الذين يختارهم، سواء أكانوا نجوما أم لا، موضحاً أنه لا يحبذ مصطلح "صناعة النجم"، وهو "لا يتضايق مع فنان عمل معه بجد ثم غادره إلى شركة إنتاج أخرى"، لكنه سيرفض التعاون معه مجددا.

أما فيلم "غزوة مؤتة"، والذي سبق وأن أعلن السبكي عن عزمه على إنتاجه، والذي يتحدث عن تلك المعركة الإسلامية الخالدة، فأوضح أن العمل لم يتعد، بعد، الفكرة التي طرحتها الفنانة القديرة عبلة كامل، وهو عمل يحتاج إلى مجهود طويل ربما يستغرق عامين كاملين لإنجازه.

والمعروف عن السبكي، أنه يتعمد الظهور في كل فيلم من إنتاجه، ولو بلقطة واحدة أو لقطتين، وهو الأمر الذي يثير بعض التساؤلات عن السبب وراء هذا الظهور، ويجيب السبكي، بدوره، أن "كل ما في الأمر أنني أتفاءل بظهوري ضمن كادر الفيلم".

يؤكد السبكي أن المنتج يسوق لفيلمه، كون الفن "صناعة وتجارة"، وهو لا يعتقد أن أحداث مونديال 2010 أثرت على تسويق أفلامه، سوى "بنسبة بسيطة لا تتجاوز 15 %"، مشيرا إلى أنه سيكون "مخطئاً لو حاول أن يؤجل عرض الفيلم لفترة أخرى أو إلى ما بعد المونديال، كما فعل الكثير من الفنانين".

ولا ينفي السبكي أن أجور الفنانين المصريين الشبان تفوق نظيرتها لدى الفنانات الشابات، ما يؤثر على وجودهن في العمل السينمائي، ويضيف أن في الأمر "لبسا" فحواه يعود إلى اعتقاد الكثيرين أن المرأة غير قادرة على صنع "نجومية" بمفردها، الأمر الذي دفع السبكي إلى تقديم بطولة حالية للفنانة ياسمين عبد العزيز، كما سبق وأن قدم، أيضا، الفنانة مي عز الدين بفيلم من بطولتها.

ويعتبر السبكي أن السينما، في الوقت الراهن، آخذة بالتراجع، لأسباب متعددة، أهمها أن العالم أصبح "محوسبا وإلكترونيا"، فضلا عن تعاظم انشغال الناس بأولويات واهتمامات أخرى، في الوقت الذي شهدت فيه السينما تطورا مذهلا على الصعيد التقني والإخراج والتصميم.

وحول الرقابة المصرية على الأفلام السينمائية، يرى السبكي أنها ما تزال غير محدودة، غير أن الأطر العامة للحرية تتحدد وفق التقاليد والأعراف والدين، فلا يجوز المساس بهذا الثالوث بطريقة سيئة، وهو يعتبر أن هامش الحرية في مصر، من وجهة نظره كمنتج، جيد وهو يتمتع "بحرية" رغم الرقابة الحالية.

السبكي مجاز في حقل الحقوق، غير أن حضوره لأكثر من جلسة تصوير، استحوذ على اهتماماته، وأخذ يجذبه نحو عالم الإنتاج الفني، نظرا لثقته بأن الرسالة المقدمة هي ذات تأثير في معالجة المشاكل وطرح القضايا المجتمعية الواقعية.

وفي تأكيد لإشاعات متداولة عن وجود جزء ثالث لفيلم "عمر وسلمى"، يقول السبكي إن العمل المقبل، بالفعل، سيتمثل بالإعداد لهذا الجزء، ويشير، بهذا الصدد، إلى أن الأفلام التي تتكون من أكثر من جزء، يظل الجزء الأول منها هو الأهم حتى في الأفلام العالمية، غير أن ما حدث مع فيلم "عمر وسلمى" بجزئه الثاني، جاء على خلاف القاعدة السابقة، ويتوقع أن يحظى الجزء الثالث بالأهمية نفسها أو يزيد.

ومن أشهر الأفلام التي أنتجها السبكي "عيون الصقر"، "امرأة هزت عرش مصر"، "الرجل الثالث"، "اللمبي"، "اللي بالي بالك"، "كلم ماما"، "سيد العاطفي"، "عمر وسلمى"، "حلم العمر"، "آخر كلام"، "أيظن"، "حبيبي نائماً".

عموما، يعد السبكي منتجا مصريا حققت معظم أفلامه إيرادات ضخمة في دور العرض، رغم ما واجهته من هجوم من قبل النقاد. وهو يعترف بأن أعماله تخاطب الطبقات الشعبية، التي جاء منها، كما يعرف كيفية مخاطبة "جمهور سينما وسط البلد".

s[email protected]