المنتخب الفرنسي.. إيجابيات عديدة لا تخفي الشكوك

نجم المنتخب الفرنسي أنتوان غريزمان -(رويترز)
نجم المنتخب الفرنسي أنتوان غريزمان -(رويترز)

باريس- تنطبق على المنتخب الفرنسي لكرة القدم المشارك في كأس اوروبا 2016 المقامة في بلاده حتى 10 تموز (يوليو) قصة نصف الكأس المملوءة والنصف الفارغة.
ويتأرجح منتخب الديوك بين الرضا بعد أن حجز بطاقة التأهل الى الدور الثاني (ثمن النهائي) باحتلاله صدارة المجموعة الأولى، والشكوك المشروعة حول مستوى لعبه في المباريات الثلاث التي خاضها حتى الآن.
ويجب عدم الركون الى المباريات الودية حيث كان ديناميكيا على الصعيد الهجومي وحقق انطلاقة جماعية حقيقية خلال الموسم، لكنه ظهر بوجه مناقض تماما منذ انطلاق البطولة الحالية.. فالضغوط والغيابات الكثيرة بعد استبعاد كريم بنزيمة ورفاييل فاران ومامادو ساخو ولاسانا ديارا وجيريمي ماتيو لأسباب مختلفة منها الاصابات ترخي بثقلها على المنتخب وتشل حركته وتفقده بشكل لافت السيطرة والتحكم.
وكان من المفترض ان تشكل هذه البطولة التي تقام على الأرض الفرنسية مسك الختام على الصعيد الدولي لمجموعة ولدت من رحم الملحق بعد خسارتها ذهابا أمام أوكرانيا 0-2 في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 وفوزها ايابا 3-0 في 19 منه، وبلغت ربع النهائي في مونديال 2014 في البرازيل. لكن الاصابات (ديارا وفاران وماتيو) والابتزاز الجنسي (بنزيمة) وتناول مادة محظورة (ساخو) قلبت كل التوازنات، ورغم الأداء والنتائج، لا يمكن مقارنة المنتخب الحالي بذلك الذي فاز في كأس أوروبا 1984 أو مونديال 1998، البطولتان اللتان نظمتا على ارضه.
ويجب في لحظة ما رفع مستوى الأداء، ويعي المدرب ديدييه ديشان تماما هامش التطور الهائل للاعبيه، لكنه وعلى عادته براغماتي، يرفض المجازفة في الاختيار، وبالنسبة إلى قائد المنتخب بطل العالم وبطل أوروبا، فقد تحقق المهم حتى الآن من خلال تصدر المجموعة وحجز بطاقة التأهل.
وقالو ديشان الأحد بعد التعادل السلبي مع سويسرا، "هناك امور كثيرة يجب تحسينها، وكل المنتخبات لديها مباريات صعبة. كان مهما جدا ان ننهي الدور الاول في صدارة المجموعة، ونستطيع دائما ان نقوم بالأفضل، انا راض عما قدمه اللاعبون".
باييه السلاح القاتل
والمدرب (ديشان) بالتأكيد ليس مغفلا، وصدارة المجموعة الأولى ليس امرا وضيعا بالنسبة الى منتخب هدفه الادنى في هذه البطولة بلوغ نصف النهائي خصوصا بعد ان حررت القرعة الأفق امام صاحب المركز الأول.
وتلتقي فرنسا في ثمن النهائي مع ثالث المجموعة الثالثة أو ثالث الرابعة أو ثالث الخامسة، ما يعزز فرصها نظريا في بلوغ ربع النهائي.
ويعرف منتخب فرنسا اليوم الأربعاء منافسه في الدور الثاني، وهو يملك 9 من أصل 15 فرصة ان يكون من المجموعة الثالثة وقد يكون بالتحديد منتخب ايرلندا الشمالية الذي يحتل المركز الثالث، وفي حال تخطيه سيقابل في ربع النهائي ثاني المجموعة الثانية (انجلترا) أو ثاني السادسة.
والجدول ليس مظلما كثيرا بالنسبة إلى ديدييه ديشان في نهاية الدور الأول، وهو يملك الكثير من أسباب الارتياح الاخرى. لقد وجد المدرب الفرنسي في ديميتري باييه، صاحب هدفين في الدور الأول، سلاحا هجوميا فتاكا، ويعتبر هدفه في الوقت بدل الضائع في مرمى رومانيا (2-1) في المباراة الافتتاحية، إحدى الصور البارزة في هذه البطولة.
ذخيرة في الاحتياط
وعرف ديشان أيضا كيف يطلق نجميه بول بوغبا (يوفنتوس الايطالي) وانتوان غريزمان (اتلتيكو مدريد الاسباني)، فالأول وبعد بداية متواضعة في المباراتين الأوليين ضد رومانيا والبانيا (2-0)، أظهر في الثالثة ضد سويسرا الأحد (0-0) مستوى يليق به كنجم في كوكب كرة القدم.
من جانبه، التحق غريزمان بالمنتخب بعد موسم طويل ونهاية مأسوية في دوري أبطال أوروبا (خسر أتلتيكو أمام جاره ريال بركلات الترجيح)، لكنه كان ملهما لزملائه خصوصا في المباراتين الأخيرتين ومصدر أمل لما هو قادم.
ولا يمكن ديشان ان يشتكي من دفاعه رغم انه لم يختبر بشكل حقيقي امام مهاجمين من طينة الكبار، وقد سد التفاهم بين عادل رامي الذي استدعي في اللحظة الاخيرة بعد اصابة فاران، ولوران كوسييلني، الثغرة التي تشكلت بغياب لاعب ريال مدريد ونظيره مدافع برشلونة جيريمي ماتيو.
ويستطيع الفرنسيون التعويل على ذخيرتهم الاحتياطية مثل موسى سيسوكو الجاهز دائما لتقديم الخدمة في الجهة اليمنى واستحق أن يحل محل بول بوغيا في الجهة اليسرى أيضا.
وخيار سيسوكو (26 عاما) ليس مستبعدا في المستقبل شرط التضحية ببليز ماتويدي الذي أخذ زيته بالنضوب (29 عاما).
ويعتبر الشاب كينغسلي كومان، لاعب بايرن ميونيخ الالماني، مهاجما مهما من خلال سرعته الهائلة وحسن تصرفه في مواجهة الخصوم والتخلص منهم، لذلك لا يمكن إهمال من يريد الذهاب بعيدا.

اضافة اعلان

فينغر: بوغبا لم يقدم أفضل مستوياته بعد

قال الفرنسي ارسين فينغر مدرب ارسنال الانجليزي، إن مواطنه بول بوغبا لم يظهر إمكانياته كافة وإنه من المبكر للغاية الحكم على لاعب وسط يوفنتوس الايطالي.
وعقب الأداء المتواضع الذي قدمه في أول مباراتين لمنتخب فرنسا ضمن المجموعة الأولى لبطولة أوروبا 2016 أمام رومانيا وألبانيا كان أداء اللاعب البالغ من العمر 23 عاما أحسن في التعادل السلبي أمام سويسرا يوم الأحد الماضي لتتصدر فرنسا التي لم تخسر إلى الآن في البطولة مجموعتها.
وخاض بوغبا 48 مباراة في المسابقات كافة مع يوفنتوس في الموسم الماضي وقاد النادي لتحقيق ثنائية دوري الدرجة الأولى الايطالي وكأس ايطاليا قبل ان يثير التكهنات بشأن رحيله عن الفريق في صفقة ضخمة.
وقال فينغر لوسائل إعلام بريطانية "سيكون اللاعب الذي نتوقعه عندما يبلغ 26 عاما. لم يقدم كل ما توقعناه منه بعد. هذا من الأمور الطبيعية في مثل هذا السن. لا أعرف أي لاعب استطاع قيادة المنتخب الفرنسي وهو في سن 23 عاما. لا يوجد على الإطلاق".
وأضاف "هو يمر الآن بمرحلة من النضج بينما بدأنا نحن في إلقاء ظلال من الشك عليه. انه اختبار ذهني في مسيرته كلاعب كبير".
وتابع "أما ان يفقد عطره المميز الذي يملكه أو انه سيظهر انه اللاعب الذي ننتظره ويتطور بشكل أكبر".
وتتصدر فرنسا المجموعة برصيد سبع نقاط من ثلاث مباريات وستلاقي الفريق صاحب المركز الثالث في المجموعات الثالثة أو الرابعة أو الخامسة يوم الأحد المقبل في ليون ضمن دور الـ16.
إلى ذلك، دخلت فرنسا منافسات بطولة أوروبا بتشكيلة يفترض أنها هجومية وتعاني من ضعف دفاعي لكنها غيرت هذه الصورة بعدما استقبلت هدفا واحدا في دور المجموعات بينما سجلت أربعة أهداف.
ويعتقد ديميتري باييه الذي سجل هدفين من الأربعة أن الواجبات الدفاعية التي نفذها المهاجمون تفسر صعوبة وصول مهاجمي فرنسا لشباك المنافسين. وقال باييه للصحفيين من مقر تدريبات فرنسا أول من أمس الاثنين "نحظى بدفاع جيد ولا يقتصر الأمر على الرباعي في الخط الخلفي فقد وصلنا إلى مستوى جديد في الدفاع".
وسجلت فرنسا 13 هدفا بينما استقبلت ستة في آخر أربع مباريات ودية مما يتناقض مع انطلاقتها في بطولة أوروبا حيث تصدرت المجموعة الأولى بسبع نقاط من ثلاث مباريات. وتابع باييه "الجهود الدفاعية تعكس شعورنا بالنشاط وأنا أفضل عدم استقبال هدف والتسجيل في الدقيقة 90 على استقبال هدفين أو ثلاثة والفوز بثلاثة أو بأربعة أهداف".
وأضاف باييه الذي سجل هدفيه في الدقيقة 89 وفي الوقت المحتسب بدل الضائع "لأنه لا توجد فجوات كبيرة بين الفرق فمن الصعب تسجيل ثلاثة أهداف أو أكثر".
وأشار إلى أن حالة الأرض في الملاعب لم تسمح لفرنسا بتقديم أداء سلس في المباريات السابقة موضحا "لهذا السبب لم نلعب بالشكل المرغوب لكن نعرف أن اللعب في ليون سيكون أفضل".-(وكالات)