
يديعوت آحرونوت
ناحوم برنياع 30/1/2023
المظاهرة في مفترق عزريئيلي في السبت بدأت بدقيقة صمت لذكرى القتلى السبعة في العملية في القدس. آلاف المتظاهرين ممن رفعوا أعلام الدولة نكسوها دفعة واحدة. وكان الصمت مطبقا. الخطاب الاول القاه بوغي يعلون. بعد أن أعرب عن الصدمة والاسى كما يجدر، تمنى الشفاء العاجل للجرحى اختار أن يشبه بين هجومين، ذاك الذي وقع في مغارة الماكفيلا في الخليل في نيسان (أبريل) 1994 وانتهى بقتل 29 مصليا مسلما، وهذا الذي وقع في نافيه يعقوب في ليل السبت. وكانت اللذعة موجهة الى ايتمار بن غفير الذي مجد وقدس على مدى السنين باروخ غولدشتاين، القاتل في الخليل.
رغم أنني مقتنع بان تعيين بن غفير وزيرا للأمن القومي هو عار لا يغتفر، تعيين هو وحده يبرر فرض العار على نتنياهو شعرت بعدم الارتياح. يخيل لي ان هذا كان احساس قسم كبير من المتظاهرين: فالانتقال من العزاء الى الاستفزاز كان حادا جدا. ورد الجمهور ببضع ثوانِ من الهدوء المتوتر. اما التصفيق فجاء لاحقا.
“الحرب ضد الارهاب – كيف تهزم الانظمة الديمقراطية الارهاب”، هذا هو العنوان الواثق للكتاب الذي شق طريق نتنياهو الى السياسة. عدت وراجعت الكتاب في نهاية الاسبوع. لم اجد فيه مشورة واحدة تتلاءم وما تتصدى له الحكومة اليوم. لقد بحث نتنياهو عن مذنبين وقدس القوة العسكرية. آمن بان ما لا ينجح بالقوة سينجح بمزيد من القوة. هذه ليست المبررات التي ستردع كهربائي من حي الطور وطفل ابن 13 من سلوان. وحتى الاغلاق العاجل لبيت القاتل لن يحقق شيئا وهو يستهدف التأثير على الناخبين اليهود وليس على منفذي العمليات العرب.
أحد الدروس التي تعلمتها من عشرات سنوات في تغطية العمليات هو اهمية التواضع. موجات التصعيد تصعد وتهبط. ليس لحكومات اسرائيل مجال مناورة سياسية تسمح لها بأن تتصدى لجذور (المقاومة)، لدوافعها، وبالتأكيد ليست الحكومة الحالية. لكن الحكومات لا تعترف ابدا بقصر يدها. فهي تسوق للجمهور اجراءات وهمية وتأمل بالخير.
ان المشكلة التي تميز بين الحكومات السابقة لنتنياهو وهذه الحكومة هي ان في كل ما يتعلق بالقدس والمناطق تقف امامه جبهة داخلية صاخبة وسائبة. شهر فقط مر منذ تشكيل الحكومة. في هذا الشهر فهم وزراء الليكود القدامى بضعة امور. اولا، بن غفير هو سياسي غير جدي، انتقل الى عطشه للاعلام، في اعادة صياغة للجملة التي قيلت ذات مرة عن سياسي اسرائيلي آخر، توقعوا ان يروا متطرفا فوجدوا مهرجا، واحدا يعنى بحروب صغرى، بالترهات. المشكلة هي المنصب الذي اعطي له. فعندما يتولى التهريج المسؤولية عن الشرطة يكون هذا ساما وخطيرا.
لقد اكتشف هؤلاء بان سموتريتش اخطر منهم. في كل حدث امني سيحرص على أن يميز نفسه وان يعرض الليكود كحزب واهٍ، ضعيف وجبان يخاف حماس ويخاف الادارة الاميركية. امام هذين الشخصين وامام الوزراء والوزيرات الجدد الذين امتشقهم نتنياهو من تغريدات التويتر مطلوب عصبة من الراشدين المسؤولين، المجربين، المرتبطين بجهاز الامن والادارة الاميركية. يوآف غالنت، ايلي كوهن، رون ديرمر، آفي ديختر، غيلا جمليئيل، المراقب آريه درعي وآخرين. دور هذه المجموعة هو التوازن مع الوزراء المتطرفين في مواضيع الخارجية والامن والسماح لنتنياهو بان يعرض حوكمة. ادارة بايدين ستشجعهم.
الجبهة الثالثة هي التصدي لحركة الاحتجاج. كل شيء مرتبط: يريف لفين ونتنياهو بحاجة ماسة لتعاون سمحا روتمان، رئيس لجنة الدستور ورجل حزب سموتريتش لاجل اجازة الانقلاب في جهاز القضاء. روتمان يتحكم بوتيرة التشريع وبترتيب القوانين. يمكنه أن يقدم ويمكنه أن يؤخر. يمكنه أن يتطرف ويمكنه أن يعتدل. حيال لفين وروتمان مجال مناورة نتنياهو ضيق جدا. حتى لو كان قلقا من الاثار الاقتصادية للانقلاب القضائي، من هروب المال ومن خوف المستثمرين فانه لا يمكنه ان يوقف روتمان، سموتريتش ولفين. القوة في ايديهم.
حكومة تعرفها العناصر المتطرفة في داخلها يصعب عليها ان تؤدي مهامها. فهي تعرض وحدة تجاه الخارج ولكن في الداخل هي متصدعة ومفزوعة. ليس فقط يوجد ما يمكن التظاهر والاحتجاج عليه بل يوجد ايضا من اجل ماذا ينبغي التظاهر والاحتجاج. سبع مرات حاصر يهوشع بن نون اسوار اريحا حتى سقطت. حركة الاحتجاج وصلت بالاجمال الى الهجوم الثالث.