النروجيون يحيون العيد الوطني... كلّ في منزله

اذ حيّا الملك هارلد الخامس وعائلته المواطنين عبر التلفزيون
اذ حيّا الملك هارلد الخامس وعائلته المواطنين عبر التلفزيون
اوسلو -عادة ما يكون اليوم الوطني النروجي لحظة ابتهاج شعبي، لكن الاحتفالات به الأحد جرت بشكل محدود وعلى الانترنت، اذ نُظّمت فعاليات بدون جمهور وألغيت استعراضات الأطفال لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية. فيما ادى النروجيون النشيد الوطني من شرفات منازلهم، وذلك بسبب انتشار وباء كوفيد-19. عاشت النروج طويلا تحت هيمنة جارتيها الدنمارك والسويد، وهي تحتفل بذكرى وضع دستور 1814 في 17 أيار/مايو من كل عام، وقد برز هذا التقليد قبل عدّة عقود من استقلالها عام 1905. في الأوضاع الطبيعية، تنظّم بالمناسبة عدة مسيرات للتلاميذ ويقبل الناس على المثلجات وسندويشات الهوت دوغ، وتتوّج الاحتفالات باستعراض كبير بالزي التقليدي (البوناد) في أجواء محبّبة للأطفال أمام القصر الملكي في أوسلو. لكن شيئا من ذلك لم يحصل هذا العام. اذ حيّا الملك هارلد الخامس وعائلته المواطنين عبر التلفزيون. أما شارع الملك كارل يوهانس، الشريان الرئيسي للاحتفالات الذي يعجّ بالناس عادة، فقد كان خاليا. بسبب فيروس كورونا المستجد، منعت الاحتفالات وكذلك التجمعات التي يشارك فيها أكثر من 50 شخصا. في ضاحية باروم السكنية في أوسلو، أدت فرقة موسيقية من التلاميذ عروضا في مستشفى محلي ودور مسنين أمام جمهور صغير، مع الالتزام بالارشادات الصحية. وتقول كايا فانغ أندرياسن (10 أعوام) التي شاركت لأول مرة عبر عزف الناي إن الأمر "استثنائي لكن ممتع". بفضل والد أحد الموسيقيين الشباب، تمكنت عائلات أعضاء هذه الفرقة من متابعة الحفل عن طريق كاميرا مثبّتة على سارية علم مرفوع. وتضيف كايا "شاهدنا كثيرون حتى وإن لم نشاهد نحن كثيرا من الناس". ألغيت استعراضات الأطفال في النروج لأول مرة منذ أن بدأ تنظيمها الروائي بيورنستيارنه بيورنسون في المملكة عام 1870. خلال 150 عاما، تم تعليق الاستعراضات مرة واحدة خلال الحرب العالمية الثانية. وفي عدة مدن ساحلية، تم استبدال الاستعراضات بتجمعات لعشرات الزوارق. كتبت كريستينا رونيفيلد في مقال نشر بالصحافة "سنتذكر هذا اليوم باعتباره يوما مميزا". واضافت الشابة البالغة 19 عاما "سنتذكره باعتباره اليوم الذي رغم ابتعادنا خلاله عن بعضنا، بقينا قريبين أكثر من أي وقت مضى". في الساعة 13,00 (11,00 ت.غ)، دُعي النروجيون لاداء النشيد الوطني من شرفات منازلهم وحدائقهم. وقال وزير الصحة بينت هوي إن الإلقاء كان "قويا بحيث يمكنك سماعه من ساحة القصر". لإبقاء معنويات المواطنين عالية، استدعت رئيسة الحكومة إرنا سولبرغ أرنولد شوارزنيغر. على صفحته على فيسبوك، بعث الممثل برسالة أمل عبر جملته الشهيرة "سأعود"، بخليط من اللغات النروجية والإنكليزية والإسبانية. وأضاف شوارزنيغر "ستعود استعراضات الأطفال، ستعود سباقات الأكياس، ستعود احتفالات الـ17 من أيار/مايو، لكن تأكدوا من غسل أيديكم باستمرار واحترام التباعد الجسدي"، قبل أن يختم بجملة "حتى لقاء آخر" الهوليوودية. في الأيام الماضية، ظهرت رئيس الحكومة في فيديو طريف آخر وهي ترقص مع أعضاء حكومتها على موسيقى تحتفل بـ17 أيار/مايو. وقالت سولبرغ لتلفزيون إن آر كاي "إننا نمزح قليلا حتى يضحك الناس معنا، وذلك أمر جيد". من حقّ النروج الاحتفال، لأن الوباء يبدو تحت السيطرة منذ أسابيع عديدة. وفي البلد الذي تقطنه 5,4 ملايين نسمة، سجلت نحو 8200 إصابة بكوفيد-19 بينها 232 وفاة، في حصيلة أقل بكثير من عدة دول أوروبية أخرى.( ا ف ب)اضافة اعلان