النساء تصاب بالحصى ثلاثة أضعاف الرجال لأسباب غير معروفة

النساء تصاب بالحصى ثلاثة أضعاف الرجال لأسباب غير معروفة
النساء تصاب بالحصى ثلاثة أضعاف الرجال لأسباب غير معروفة

 د. نعيم أبو نبعة

   عمّان- تزداد نسب الإصابة بحصيات المرارة في كلا الجنسين مع التقدم في السن، وفي الأردن لا توجد إحصائيات دقيقة عن نسبة الإصابة بين المواطنين بحصى المرارة.

اضافة اعلان

   ولسبب غير معروف تصاب النساء بالحصى ضعفي أو ثلاثة أضعاف الرجال، وقد تلعب زيادة الوزن دوراً في ذلك بالإضافة الى كثرة الإنجاب وتعاطي حبوب منع الحمل, وتندر إصابة الأطفال بحصى المرارة، ولكن فرص الإصابة بها تزداد مع الوقت.

   واذا أخذنا الدول الغربية وعلى الأخص الولايات المتحدة الأميركية كمثال نجد أن بعض الإحصائيات تشير الى ان نسبة الإصابة بالحصيات المرارية في عمر  65 - 55  سنة هو20%  عند النساء و10%  عند الرجال.

الأعراض

   يشكو مريض حصى المرارة فقط عندما تغلق قناة كيس المرارة او عندما يحدث التهاب في كيس المرارة، أما الاعراض المتمثلة بشعور عدم الراحة في الجهة اليمنى العليا من البطن، كالغثيان، والانتفاخ, فهي الاعراض الشائعة عند العديد من الناس من دون وجود حصوات في مرارتهم او بوجودها.

   واذا اشتكى مريض حصوات المرارة من يرقان ومن إخراج براز ابيض اللون وبول غامق اللون مع حكة في الجلد فهذا يعطينا انطباعا ان إحدى الحصوات قد انتقلت الى القناة الجامعة وحصل انسداد في تلك القنوات.

   ان الحصوات المتواجدة داخل كيس المرارة قد تسبب أعراضاً مختلفة شدتها وهذه الشدة تتراوح ما بين اللاشكوى من أي شيء (حصوات مرارية من دون أعراض) مروراً بالشكوى من آلام حادة وشديدة في البطن.

   والحقيقة ان كثيراً من الناس قد يصابون بحصى المرارة لكن القليل منهم الذي يشعر بألم او يصاب بمضاعفات, هذا ويقدر ان حوالي20%  من السيدات يحملن حصى المرارة الى حين موتهن، في حين لا يعاني إلا القليل منهن من مشاكل في هذا الصدد.

   ولكن هناك بعض المصابين يعانون من آلام شديدة جداً (آلام مبرحة) وهذا ما يحدث حين تعلق حصاة في القناة الخارجية من المرارة (في قناة كيس المرارة) ما يسبب المغص الصفراوي الذي يتميز بآلام شديدة في الجهة العليا اليمنى من البطن وقد يمتد أحياناً الى ما بين عظمتي الكتفين وقد يرافق المغص الصفراوي ضيق تنفس، تقيؤ شديد، مع شعور بعسر هضم وشعور بانتفاخات في البطـن.

العلاج

1. يتم عن طريق الفم باعطاء Chenodeoxycholic acid  وكذلك  Urodeoxycholic acid  وهو عبارة عن أملاح صفراوية قادرة على إذابة بعض الحصيات الكولسترولية وتكون فعالة عند المرضى الذين لديهم مرارة, وظيفتها سليمة بالرغم من احتوائها على حصوات ولكن الـ  Chenodeoxycholic acid  قد يؤدي الى حدوث آثار جانبية مثل الإسهال وارتفاع في إنزيمات الكبد، أما الحامض الآخر فهو غالي الثمن.

وقد يتطلب تذويب الحصيات المرارية سنتين او اكثر وفي اكثر من 50%  تعود هذه الحصيات بعد خمس سنوات من توقف العلاج.

2. ظهرت في الأدب الطبي الحديث عدة مطبوعات منذ عام  1989م حول تفتيت الحصى المرارية بواسطة الموجات الصادمة من خارج الجسم  ESWL وتلي عملية التفتيت المعالجة بالأحماض الصفراوية لإذابة الحصى، وبالمقارنة مع الطرق الجراحية فان موقع الموجات الصادمة في علاج الحصى غير ثابت لذلك يجب التروي عند اتخاذ القرار في استخدام هذه الطريقة.

   وتكون النتائج مختلفة بين مريض وآخر نتيجة عدد الحصيات في المرارة وقطر كل واحدة منها بالإضافة الى كونها متكلسة أم لا؛ حيث ان افضل النتائج تكون عند المرضى ذوي الحصيات قليلة العدد والصغيرة وغير المتكلسة "اقل من ثلاث حصيات قطر كـل واحد منها اقل من  2  سـم".

   ولا يمكن التكهن  بنتائج هذه الطريقة (تفتيت الحصى عن طريق الموجات الصادمة) لأنها حديثة العهد وبحاجة الى متابعة مستمرة للمرضى, والى اجراء دراسات على عدد كبير من المرضى قبل اعتمادها، ويعتقد البعض ان نسبة الانتكاسات وعودة تكوين الحصيات من جديد بعد الانتهاء من العلاج تكون متقاربة ومتشابهة الى حد بعيد مع إذابة الحصيات عن طريق الأدوية 40% بعد  7-5  سنـوات.

   ويلجأ الأطباء لاستعمال طريقة التفتيت بالموجات الصادمة من خارج الجسم  ESWL  في حالة الفشل في استخراج الحصى عن طريق التنظير الباطني او في حالة حصى الأقنية الصفراوية التي يحول كبر حجمها دون الاستخراج بالتنظير الباطني.

3.استئصال المرارة: يشكل استئصالها العلاج المفضل لالتهاب المرارة الحاد . وتجرى هذه العملية بشكل واسع في مختلف مستشفيات الأردن، ومن الجدير بالذكر أن حوالي 15%  من المرضى الذين يستأصل لهم كيس المرارة بسبب وجود حصيات فيه تبقى الأعراض نفسهـا موجودة بعد العملية الجراحية، وهذا يكون ناتجا عن ان الاعراض سببها ليس وجود حصيات في المرارة إنما وجود عسر هضم او قولون عصبي او شيء آخر يجب البحث عنه.