النسور: تأخير قرار رفع الأسعار خطأ يرقى إلى مستوى الجريمة

عمان - أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور أن تأخير اتخاذ قرار رفع أسعار المشتقات النفطية خطأ يرقى إلى مستوى الجريمة.
وأضاف خلال لقاء أجراه معه أمس مدير الإذاعة الأردنية محمد الطراونة أنه لم يكن هناك تسرع في اتخاذ القرار نظرا لخطورة الوضع الاقتصادي في المملكة، ما تطلب إجراءات وقرارات لا تحتمل التأخير.اضافة اعلان
وقال: يعلم الكل إنه بإمكاني أن أتجاهل ما يحدث وأتمم مدة رئاسة الوزراء وأترك رحلة العذاب للمواطنين والحكومات المستقبلية للتخبط وفقدان السيطرة على الاقتصاد.
وبين أن الحكومات السابقة عملت في جو خاص وصعب ومتفجر وكان من الصعب على صاحب القرار أن يتخذ قرارات ويستطيع تسويقها.
وأشار إلى أن قرارات حكومة الدكتور فايز الطراونة كانت صحيحة لكنها رجعت عنها وألغتها ليس لأنها خاطئة ولكن لأنها لم تضع خطة لكسب تأييد الرأي العام.
وردا على سؤال عن معارضته خلال السنوات الماضية لسياسات الحكومة ثم دفاعه الآن عن هذه القرارات بقوة، قال:
في كل مداخلاتي في مجلس النواب وفي كل خطابات الثقة وخطابات الموازنة وفي عشرات القوانين والقرارات السياسية مواقفي مسجلة بالصوت والصورة ولا يوجد أي تناقض على الإطلاق وأنا منسجم مع نفسي في كل المواقف لكن الآن دوري اختلف؛ فالنائب وظيفته أن يوجه وينتقد ورئيس الحكومة أن يقرر وينفذ.
وعن خشيته فقدان شعبيته التي حققها بعد سنوات طويلة بين المواطنين وكانت سبب وصوله الى قبة البرلمان، أجاب الدكتور النسور: أنا لا أدعي أن لي شعبية ولكن لدي مصداقية وهناك من يؤيدني وهناك من يعارضني، وأنا أرى أن الشعبية وسيلة، فإذا كنت تملك الشعبية والمصداقية يكون أسهل عليك أن تسوق القرار.
وعن سؤال: هل أنت عاتب على زملائك بالتربية والتعليم وعلى نقابتهم لتعطيلهم مليونا ونيفا من الطلبة، قال رئيس الوزراء:
حقيقة لا، أنا استقبلتهم في مجلس الوزراء وجلست معهم وهم أبنائي وأحبائي وقد دخلوا غاضبين وخرجوا راضين لأنهم فهموا المنطلقات لاتخاذ الحكومة هذه القرارات.
وقال: لا أدعو إلى التمرد على النقابات وأنا أعلم أهمية النقابات ومدى مساعدتها للحكومة ولكن لا نريد أن تكون النقابات ألعوبة أو تصبح لأغراض سياسية لأنها للعمل المهني والمعيشي ولمكانة المهنة ولاحترامها.
وعن تفاؤله باجتياز الاقتصاد الوطني لهذه المرحلة وأن هذه الاجراءات لتحرير أسعار المشتقات النفطية ستنعكس ايجابا على اوضاع الاقتصاد الوطني، أكد أنه لو لم تتخذ هذه القرارات فسيتدهور الاقتصاد لكن بعد هذه الاجراءات سيبدأ الانتعاش وسيبدأ اعتدال الاقتصاد ولا بد ان نمر بهذه العملية، مشيرا الى أن زيادة المشتقات النفطية ستصيب الربع الأغنى من السكان.
وفيما يخص مسيرات يوم الجمعة قال: إن هؤلاء شعب ذكي وواع ومتعلم وحتى الحناجر التي احتجت واعترضت في داخل قلوبهم ليسوا حاقدين لكن لديهم صعوبات وضيق وفقر وشعور بعدم العدالة وهذه مواجع ومعهم كل الحق بها.
وعن توقع ردة الفعل بهذا الشكل، أكد أن من قام بالاعتداء والتخريب وحرق البنوك ليسوا من الحراك وأقول لكل شخص بالحراك أنت وطني وأنت تعتقد أنك تخدم وطنك بهذه الطريقة وأنا أعتز بهذا وقد اختلف معك بالرأي وقد اتفق معك ولكني أحترمك، والذين قاموا بأعمال التخريب هم مندسون وأصحاب سوابق وسارقون ولديهم قضايا سابقة وبعيدون عن شرفاء الحراك، والأحزاب المشاركة بالحراك بريئة منهم.
وعن رسالته إلى المواطن الذي انحاز إلى الوطن وأمنه واستقراره وقيادته وتناسى رفع الاسعار، قال: هذا شعب واع ويثق بقيادته الهاشمية ويثق أن هناك حكمة باتخاذ هذه القرارات وأنه لو لم تتخذ هذه القرارات ستكون العواقب أسوأ. - (بترا)