النشامى "قدها وقدود"

ثلاثة أيام تفصل منتخب النشامى عن مواجهة، أقل ما يمكن وصفها بأنها "مصيرية" وبالغة الأهمية، وربما تحدد بشكل كبير اتجاهات المنتخب الوطني في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لمونديال قطر 2022 وكأس آسيا- الصين 2023. قد يرى البعض أن نتيجة هذه المباراة لن تكون حاسمة، بمعنى أنها لن تؤهل في حال الفوز، ولن تُخرج المنتخب من حسابات التأهل في حال الخسارة لا سمح الله، وتلك وجهة نظر أحترمها وإن كنت أختلف معها، ذلك أن المنتخب الوطني بحاجة الى النقاط الست في المباراتين المقبلتين على أرضه وأمام جماهيره، قبل أن يخوض آخر ثلاث مباريات خارج القواعد ويحتاج فيها الى مزيد من النقاط. الفوز على المنتخب الأسترالي مطلوب، حتى وإن كان "الكنغر" من أبرز المرشحين لاحتلال المركز الأول في المجموعة، وللتذكير فإن "النشامى" قلب التوقعات رأسا على عقب وأفسد حسابات كل المحللين عندما نال المركز الأول في المجموعة على حساب نظيره الأسترالي في نهائيات كأس آسيا مطلع العام الحالي في الإمارات. لا أريد التعويل على "التاريخ" الذي يضع "النشامى" على حساب الأستراليين بالكفة الراجحة في ميزان المواجهات المباشرة، لأن لكل مباراة حساباتها وظروفها، ويجب أن يدخل نجوم المنتخب الوطني المباراة المقبلة وكأنها مباراة تحديد المصير، ولا توجد مباراة غيرها يمكن التعويض فيها. المنتخب يحتل حاليا المركز الثاني برصيد 7 نقاط خلف الأسترالي المتصدر بـ9 نقاط، و"نظريا" هناك 6 نقاط تبدو سهلة المنال في المواجهتين أمام الصين تايبيه في عمان يوم الثلاثاء 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، وأمام نيبال في كاتماندو يوم 4 حزيران (يونيو) المقبل، ما يعني أن رصيد المنتخب سيصل إلى 13 نقطة، وبالتالي فهو يحتاج إلى 4 نقاط على الأقل وإن كانت النقاط الست ستمنحه فرصة التأهل بشكل مثالي الى نهائيات آسيا مباشرة والى المرحلة التالية من تصفيات كأس العالم، في حال حصل على تلك النقاط من مواجهاته الثلاث الأخرى "أمام أستراليا مرتين والكويت مرة". لا نريد أن نضع ضغوطا نفسية على اللاعبين، ولكن هذه هي الحقيقة وهذه هي الحسبة التي يجب أن ينظر إليها المنتخب الوطني ولا يعول على نتائج أخرى في علم الغيب، ويعتقد أنه في حال الخسارة أمام أستراليا يمكن الفوز على المنتخب الكويتي على أرضه وأمام جمهوره، فكما نحن نمتلك طموحات هم أيضا يمتلكون طموحات مشروعة للتأهل. الثقة كبيرة بنجوم المنتخب لكي يكونوا في الموعد كما عهدناهم، وفي الوقت ذاته على الجميع أن يتجه بقوة إلى ملعب مدينة الملك عبدالله الثاني، لمؤازرة اللاعبين ورفع معنوياتهم عبر هتاف يصدح في السماء، يجمع شمل الجميع تحت كلمة الأردن. المواجهة صعبة من دون شك، لكن "النشامى" عهدناهم "قدها وقدود"، وطالما كان الرهان عليهم صائبا في أقوى المواجهات الكروية.اضافة اعلان