"النشامى" يتفرجون على "معركة آسيا" و"الثور الإسباني" يواجه "الماكينة الألمانية"

"النشامى" يتفرجون على "معركة آسيا" و"الثور الإسباني" يواجه "الماكينة الألمانية"
"النشامى" يتفرجون على "معركة آسيا" و"الثور الإسباني" يواجه "الماكينة الألمانية"

قضايا ومشاهد رياضية

 

تيسير محمود العميري

عمان - مهمة صعبة للعرب في المرحلة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010، فالمنتخبات العربية الاربعة توزعت على مجموعتين، فذهبت البحرين وقطر الى المجموعة الاولى برفقة منتخبات استراليا واليابان واوزبكستان، فيما جاء منتخبا السعودية والامارات في المجموعة الثانية الى جانب منتخبي الكوريتين وايران.

اضافة اعلان

اربعة منتخبات ستتأهل مباشرة الى جنوب افريقيا... نحلم ان تكون كلها عربية ونخشى في ذات الوقت ان يكون ذلك وهما، مع ان ما يجري في كأس الامم الاوروبية الحالية، يعطي اشارات بليغة الى كل المنتخبات الراغبة ان تكون بين اللاعبين المؤثرين وليس على مقاعد المتفرجين.

نحزن على فراق منتخبنا لتصفيات المونديال... فالفراق وإن كان حالة ثابتة ومتكررة في كل التصفيات السابقة، الا انه يبعث على الاسى في النفوس، فقد كان جمهور الكرة الاردنية يمني النفس في استمرار "النشامى" بين المتصارعين على بطاقات التأهل، وليس من الجالسين امام شاشات التلفزيون لمتابعة هذا المنتخب او ذاك، او ممن يتفرجون على "معركة آسيا".

جمهور الكرة يترقب ماذا ستحمل الايام المقبلة من اخبار عن المنتخب، هل يستمر الجهاز الفني الحالي بقيادة البرتغالي نيلو فينجادا حتى استحقاق غرب آسيا، ام يأتي اتحاد الكرة بمدرب جديد يتردد بأنه سيكون العراقي عدنان حمد.

لقد جاء المصري محمود الجوهري وقاد الكرة الاردنية نحو مرحلة اكثر تقدما من تلك التي بدأ عهده فيها، وتوج ذلك بالوصول الى نهائيات امم آسيا للمرة الاولى، لكنه لم يستطع المضي في مؤشر تصاعدي نحو مزيد من الانجازات، فكان التغيير والاستعانة بفينجادا الذي لم يقدم شيئا عما كان عليه الحال بعد ترك الجوهري للمهمة.

ترى هل نحتاج الى مدرب ينقل كرتنا خطوات بطيئة الى الامام ومن ثم يعود ادراجه الى الخلف، ام نحتاج الى مدرب كفؤ "بصرف النظر عن السعر" يمكنه ان يحقق قفزات صحيحة للكرة الاردنية، مع الايمان المطلق بأن يد المدرب مهما علا شأنه لن تصفق وحدها، بل يحتاج الى عمل اداري وفني محترف من قبل اتحاد الكرة، فيتم البناء من الاسفل الى اعلى وفق اسس صحيحة، فلا يمكن البناء في الهواء وسيكون ذلك ضربا من المستحيل.

ماذا يجري في الفيصلي؟

بصرف النظر عن عدد اللاعبين الذين غابوا عن اجتماع النادي الفيصلي، فإن ثمة مشكلة تعلن عن نفسها قبل انطلاق مباريات الموسم الكروي 2008/2009، لا سيما بطولة الدرع التي ستبدأ يوم الجمعة المقبل.

الحديث المترشح عن اسباب "الحرد" لعدد من لاعبي الفريق، يعود للمطالبة بمكافآت الفوز التي حجبت عن اللاعبين بعد خروجهم من دور الاربعة لمسابقة دوري ابطال العرب، و"الحرد" بات "حالة طبيعية" بين اندية الكرة الاردنية وان كانت بشكل متفاوت، وترتكز اساسا على "الخلاف المادي".

ما قدمه الفيصلي لنجومه عبر العقود الماضية ربما لم يقدمه ناد آخر، والفيصلي بعطاء نجومه وعناية ادارته فرض نفسه بين كبار الاندية العربية والآسيوية، وبات مثارا للاعجاب والاحترام.

لاعبو المنتخب الألماني يحيون جمهورهم بعد الفوز على تركيا - (أ ف ب)

ولكن لماذا تستمر هذه العلاقة بين اللاعبين والاندية، هل هي نتاج رغبة اللاعبين بالتحرر من القيود والبحث عن فرص احتراف في الداخل والخارج، وهل هي نتيجة عدم الاستقرار النفسي للاعبين مع انديتهم والرغبة في التغيير، ام ان نظرة اللاعبين باتت مادية اكثر من اي وقت مضى؟.

ربما آن الآوان للفيصلي وغيره من الاندية ان يطالع الواقع الحالي بواقعية، ويدرك بأن لاعب اليوم ليس لاعب الامس، وان متطلبات الحياة باتت تجبر اللاعبين على الهرولة من الهواية صوب الاحتراف حتى وان كان الواقع غير ذلك، كما انه من حق اللاعبين ان يحصلوا على حقوقهم على ان يقوموا بواجباتهم على اكمل وجه.

في مقدور الاندية ان تنتهج سياسة سليمة قائمة على اساس "الثواب والعقاب"، فلا مجال للحديث عن "عقاب جماعي"، بل ان اللاعب يجب ان يعرف حقوقه ووجباته، وان يتحمل مسؤولية اي سلوك خاطئ يرتكبه طالما انه "يناضل" من اجل الحصول على مستحقاته.

الفيصلي .. ناد كبير يرعى فريقا كبيرا فرض احترامه في الساحتين المحلية والخارجية، ويحتاج الى جهد مسؤول للخروج من هذه المعضلة قبل فوات الاوان.

الثور امام الماكينة

وأخيرا حُسم الصراع وعُرف الفريقان اللذان سيستحوذان على اهتمام وانظار العالم بأسره يوم غد، وسيتنافسان على لقب بطولة الامم الاوروبية.

الاسبان لحقوا بالالمان الى المشهد النهائي.. الاسبان لقنوا الروس درسا لن ينسوه وأظهروا "الدب الروسي" بمظهر "الحمل الوديع" امام "الثور الهائج" الذي احال ملعب ارنست هبل في فيينا الى ما يشبه "حلبة المصارعة" فصال وجال الاسبان كيفما شاءوا، واكدوا بأن "ثورة الروس" ما كانت سوى "زوبعة في فنجان" ولم تتجاوز مفهوم "الطفرة" اذ سرعان ما ظهرت الحقيقة.

الاسبان ام الالمان سيحملون كأس الامم الاوروبية ويعودون به الى بلادهم؟.. سؤال ربما سيحير كل عاشق للكرة وسيجبر المراهنين على المغامرة بعد التفكير مليا بهوية البطل الجديد.

هي فرصة ان يلتقي كبيران مع بعضهما البعض، ربما يتشابهان في بطء الاداء وهذا ما يخيف المتابعين بأن يكون المشهد الختامي مملا وبعيدا عن الاثارة على خلاف المباريات السابقة.

سيجلس الهولنديون والبرتغاليون والايطاليون والفرنسيون والتشيك والاتراك والروس وغيرهم يتفرجون على المشهد النهائي، والحسرة والالم تنغصان عليهم بعد الخروج من الادوار السابقة، لكنهم حتما سيصفقون وبقية العالم لمن يطبع قبلاته على الكأس الغالي.

ترى من ينجح في اداء المهمة.. هل "الماكينة الالمانية" ام "الثور الاسباني الهائج"؟.