"النشامى" يخسر نقطتين.. وسلاح "الأرض والجمهور"

المنتخب الوطني لكرة القدم - (تصوير: أمجد الطويل)
المنتخب الوطني لكرة القدم - (تصوير: أمجد الطويل)
تيسير محمود العميري عمان - ماذا بعد تعادل "النشامى" أمام الكويت سلبا يوم الخميس الماضي على ستاد عمان، في إطار التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023؟، وماذا سيفعل المنتخب الوطني في مواجهته المقبلة أمام نيبال عند الساعة 7 مساء يوم الثلاثاء 15 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي على ستاد عمان؟، وهل ما يزال "النشامى" يمتلك فرصا تنافسية على واحدة من 12 بطاقة مخصصة للتأهل من 8 مجموعات إلى نهائيات كأس آسيا مباشرة، وفي ذات الوقت إلى المرحلة الثانية من تصفيات مونديال قطر؟، ولماذا "خسرنا" في الملعب وعلى المدرجات؟، وكيف السبيل للتعاطي مع المباريات الثلاث المقبلة للمنتخب الوطني في عمان، والمباريات الثلاث الأخيرة خارج الديار؟، وهل يدفع المنتخب الوطني ثمنا لقرار غير سليم بتأجيل إنطلاق الموسم الكروي الى شهر شباط (فبراير) المقبل، بدلا من الموعد المعتاد في تموز (يوليو) أو آب (أغسطس) الماضيين؟. بالطبع، ثمة من يسأل أيضا عن مصير الجهاز الفني بقيادة البلجيكي فيتال، إذا ما كان سيتقرر خلال التصفيات أم بعد نهايتها، في ظل حصول المنتخب على 4 نقاط من فوز على الصين تايبيه 2-1 وتعادل مع الكويت 0-0. ماذا بعد؟ لم يكن أداء المنتخب الوطني ونتائجه مقنعة في الأونة الأخيرة، سواء في المباريات الرسمية أو الودية، فخرج متعادلا من دون أهداف في آخر مباراتين أمام سنغافورة "وديا" والكويت "رسميا"، ومن قبلهما خسر أمام بارغواي 2-4 في عمان، بعد أن كان متقدما بهدفين نظيفين مع إنتهاء أحداث الشوط الأول. هل كان الخلل في المدرب فيتال أم في اللاعبين الذين يتواجدون في أرض الملعب؟. عقب إنتهاء المباراة أمام الكويت أبدى فيتال عدم رضاه عن النتيجة، مؤكدا ان الفريق ظهر متوترا ومتسرعا خلال الشوط الأول، قبل أن ينشط مع التبديلات ويحكم سيطرته على اللقاء، من دون أن يوفق بالتسجيل، والمشوار ما يزال طويلا خلال التصفيات من أجل التعويض والتأهل. بخلاف معظم المباريات السابقة، فإن "النشامى" كان أكثر إقناعا أمام الكويت في الشوط الثاني، لكن التسرع والانانية والتوتر كان ملحوظا على أداء كثير من اللاعبين، وكاد أن يحدث أكثر من شجار على أرض الملعب نتيجة لذلك. ربما تفرض أجندة المباريات على المنتخب الوطني عدم التفريط بمزيد من النقاط في المباريات الثلاث المقبلة التي سيلعبها على أرضه وأمام جمهوره ضد منتخبات نيبال يوم 15 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي واستراليا يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل والصين تايبيه يوم 19 منه. من المؤكد أن المنتخب الوطني بحاجة إلى 9 نقاط من مواجهاته الثلاث التالية قبل أن ينهي العام الحالي برصيد 13 نقطة، وقبل استئناف مشوار التصفيات بخوض آخر ثلاث مباريات خارج الأردن العام المقبل، حيث يواجه الكويت يوم 31 آذار (مارس) المقبل ثم نيبال في 4 حزيران (يونيو) المقبل واستراليا في 9 منه. ورغم أن قاعدتي "الأرض والجمهور" تعدان في الغالب ورقتين رابحتين لأي فريق، الا أنهما لم يكونا كذلك في المباراة السابقة، ففقد "النشامى" نقطتين مهمتين بعد تعادل بطعم الخسارة، وتسببت فئة ضالة غير مسؤولة من الجمهور بالضرر للأردن، حين أطلقت هتافات أساءت لدولة الكويت الشقيقة، لا مبرر لها ولا فائدة منها سوى أنها دخلت في باب "المناكفة" بإسلوب سيئ للغاية. كان المنتخب بحاجة الى ذلك الجمهور الوفي الذي كان يحضر الى الملعب مرتديا قميص "النشامى" وهاتفا للمنتخب الوطني ومتخلصا من إنتماءاته النادوية.. ذلك الجمهور الذي كان يشحذ الهمم بهتاف مدو "أردن... أردن" ويكون بالفعل "اللاعب الثاني عشر في الملعب". ثلاث مباريات مقبلة لا بد للمنتخب أن يحقق فيها "العلامة الكاملة" قبل أن يدخل في ثلاثة اختبارات خارج الديار، لا بد من الحصول فيها على أكبر قدر من النقاط، والا فإن حلم الوصول إلى الدوحة سيصبح سرابا، والتأهل الى الصين سيحتاج الى تصفيات جديدة تكرر ذات السيناريو الذي حدث في التصفيات الماضية. ومن المؤكد أن تأجيل إنطلاق الموسم الكروي لنحو ستة أشهر على الأقل بخلاف ما كان عليه الحال باستمرار، ساهم في تراجع أداء ولياقة كثير من اللاعبين باستثناء المحترفين في الخارج، وهذا أمر يتحمله "المخططون" في اتحاد كرة القدم "إن كان للأمر علاقة بالتخطيط أصلا"، إذ أننا الدولة الوحيدة في العالم التي لا تقام فيها مسابقات محلية حاليا، ما يدعو للتساؤل إن كان مثل هذا القرار جاء نتاجا لدراسات عميقة أو لاجتهادات خاطئة، أو كان متعلقا بعدم وجود راع لبطولات المحترفين بعد إنتهاء عقد مجموعة المناصير الشهر الماضي. عموما.. يحتاج "النشامى" إلى مساندة كبيرة من "الجمهور الحقيقي" للمنتخب الوطني، الذي يأتي للمدرجات لتشجيع المنتخب الوطني وليس لاعبي الأندية.. لجمهور يعي تماما دوره وأهمية هتافاته الحماسية غير المسيئة لأحد وغير المتسببة بالضرر المادي والمعنوي للكرة الأردنية.. يحتاج المنتخب إلى لاعبين يتسلحون بارادة الفوز وروح "النشامى".. لاعبين يستحقون فعليا إرتداء قميص الوطن وتحقيق أفضل النتائج معه، كما يحتاج المنتخب إلى جهاز فني قادر فعليا على قراءة أوراقه وأوراق المنتخب المنافس بشكل صحيح. المهمة لم تنته بعد.. صحيح أنها إزدادت صعوبة، ولعل نتيجة التعادل السلبي أمام المنتخب الكويتي الشقيق تكون بمثابة "الضارة النافعة"، التي تعيد "النشامى" الى الطريق الصحيح، وتمكنهم من التعويض وتحقيق هدف التأهل إلى قطر والصين معا.اضافة اعلان