النمسا: هزيمة اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية

فيينا - فاز ألكسندر فان دير بيلين من حزب الخضر أمس بالانتخابات الرئاسية في النمسا بفارق ضئيل جدا على منافسه من اليمين المتطرف نوربرت هوفر، إثر دورة ثانية تميزت بمنافسة شديدة، حسب ما أعلنت وزارة الداخلية.اضافة اعلان
وأعلن هوفر على صفحته في الفيسبوك هزيمته. وكتب "أصدقائي الأعزاء. أشكر لكم دعمكم. بالتأكيد، أشعر بالحزن اليوم".
وبعد فرز أصوات الذين انتخبوا عبر المراسلة تبين أن فان دير بيلين البالغ من العمر 72 عاما حاز على 50،3 % من الأصوات، متقدما بـ31،026 صوتا على منافسه هوفر الذي جمع 49،7 %.
وكان هوفر متقدما باكثر من 144 الف صوت أول من أمس بعد فرز صناديق الاقتراع في الجولة الثانية.
وقد تصدر هوفر بفارق كبير في الدورة الاولى من خلال حصوله على 35% من الاصوات، مسجلا افضل نتيجة في انتخابات وطنية لحزبه، حزب الحرية. وحصل فان دير بيلين على 21،3 % من الاصوات. لكن التصويت عبر البريد، وهو امر غير مؤات تقليديا لليمين المتطرف، اعاد التوازن لصالح مرشح البيئة في ختام انتخابات حبست الانفاس. وطلب قرابة 900 الف شخص أو 14 % من الناخبين، التصويت عن طريق المراسلة في عملية الاقتراع التي تابعتها اوروبا عن كثب وسط تصاعد النزعة الشعبوية.
ويحمل فوز فان دير بيلين (72 عاما) الاستاذ الجامعي السابق، الذي يميل الى التيارات الليبرالية والوسطية، الى رئاسة النمسا للمرة الاولى احد انصار البيئة.
وعلى غرار ما حصل في الدورة الاولى، حصل هوفر على اكثرية اصوات الناخبين الذكور (54 %)، وعلى (58 %) من اصوات غير الحاصلين على دبلوم الدرجة الثانية، وعلى اصوات في مناطق ريفية. وتمكن فان دير بيلين من اجتذاب الناخبين الشبان (56 %) والذين تفوق اعمارهم 50 عاما.
كذلك ذهب القسم الاكبر من أصوات العمال الى نوربرت هوفر (71 %).
لكن فلوريان اوبرهوبر من معهد سورا قال انه لا يمكن الحديث بالنسبة الى الفئات الاخرى عن "هوة اجتماعية، لان الفوارق بسيطة بين الاصوات".
واعتبر الخبير السياسي ان "الهوة الاساسية هي على الصعيد السياسي، حول مسائل مثل الاتحاد الاوروبي واللاجئين والثقة في النظام".
فأزمة اللاجئين التي شهدت تقديم 90 الف شخص اللجوء الى النمسا في 2015، اي اكثر من 1 % من عدد سكانها، اضطلعت بدور كبير في الحملة. وقد تحفظ هوفر عن الخوض في الحملات المعادية للاجانب التي كانت العلامة المميزة لحزبه في السابق.
وقد ركز هوفر، المهندس السابق، والناشط منذ شبابه في حزب الحرية، خطابه حول فرص العمل ومستوى معيشة النمسويين، مؤكدا انه لا يريد خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، إلا اذا دخلته تركيا.
ووعد أول من أمس "بالترشح من جديد بعد ست سنوات" اذا لم يتم انتخابه.
وقد دعي حوالي 6،4 ملايين ناخب الى اختيار خلف للاشتراكي الديمقراطي هاينز فيشر.
ونبه هوفر، المقرب من زعيم حزب الحرية، هاينز-كريستيان ستراش، الى انه يريد ان يكون "رئيسا نشيطا" في حال انتخابه. وبذلك يخرج عن الدور البروتوكولي اساسا الذي كان يضطلع به حتى الان الرؤساء في النمسا.
وأعرب رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر عن تخوفه من تنامي قوة اليمين وفوز اليمين المتطرف" في النمسا، الا ان الجبهة الوطنية في فرنسا رحبت بهذه الإمكانية.
وقد مني الحزبان الاشتراكي الديموقراطي والمحافظ اللذان يتوليان الحكم منذ الحرب العالمية الثانية، بهزيمة تاريخية في الدورة الاولى. واستقال المستشار فرنر فايمن بين الدورتين وحل محله رئيس الشركة الوطنية للسكك الحديد كريستيان كيرن.
وسيتسلم الرئيس الجديد مهام منصبه في الثامن من تموز (يوليو). - (ا ف ب)