
جهاد المنسي
عمان – وضع العصف الفكري المقتضب الذي اطلقه رئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي لتعديل النظام الداخلي للمجلس خلال جلسة المجلس يوم امس، والتي خصصت لاستكمال انتخاب اللجان الدائمة البالغ عددها 15 لجنة، التعديل على طاولة الحوار.
الرئيس الدغمي استثمر بداية الجلسة لطرح رؤيته في تعديل النظام الداخلي، فاسحا المجال للاستماع لآراء عدد من النواب في هذا الصدد.
وخلال حديثه أشار الدغمي لبعض الجوانب فيما يتعلق بالنظام الداخلي، التي يرى أهمية تعديلها، ابرزها عدد اللجان، مقترحا اعادة عدد اللجان الى سابق عهده من خلال تقسيم بعضها لأكثر من لجنة نيابية، بحيث تعود الى 20 لجنة كما كانت في أوقات سابقة، ووقتها قرر المجلس النظر في دمج اللجان بعد ان وجد ان بعضها لا يجتمع.
تجدر الإشارة، الى ان عدد اللجان النيابية قد ارتفع وانخفض وتأرجحا بين 14 لجنة كما في مجالس نواب سابقة كالرابع عشر والخامس عشر والثالث عشر، او 20 لجنة نيابية كما في السابع عشر او 15 لجنة كما في مجالس الثامن والتاسع عشر.
الدغمي لم يتوقف في مقترحه عند ذاك، وإنما تحدث عن مقترح آخر يقوم على تمثيل نسبي للكتل النيابية في اللجان الدائمة، مشيرا إلى أن ذاك يعتبر افكارا يمكن تداولها والتفكير فيها بشكل اوسع واشمل.
العصف الفكري شارك فيه ما يقرب من 7 نواب جميعهم أيدوا الدغمي ومقترحه بتعديل النظام الداخلي، والنواب الذين طرحوا تداخلا في هذا الموضوع هم: محمد ابو صعيليك، زيد العتوم، محمد العلاقمة، مجحم الصقور، محمد الظهراوي، خالد ابو حسان، عارف السعايدة.
مداخلة النائب نصار القيسي، كانت في غير موضوع، فالقيسي اعتبر ان القرار الذي اتخذه مجلس النواب بتمديد فترة السماح للكتل النيابية للتسجيل لدى الأمانة العامة، لا يتوافق مع احكام النظام الداخلي، وان القرار يشوبه عيب عدم النظامية، باعتبار انه لا يوجد نص صريح في النظام الداخلي يسمح بذلك.
الرئيس عبد الكريم الدغمي رد على مداخلة القيسي بالقول، ان الرئيس لم يقرر التمديد وإنما الذي قرر هو المجلس والمجلس سيد نفسه في هذا الجانب.
التأييد لما قاله الدغمي جاء من قبل رئيس اللجنة القانونية السابق النائب محمد هلالات، الذي اوضح ان للنظام الداخلي لائحة خاصة بعمل المجلس، والمجلس أيد مقترح التمديد وبالتالي لا عيب تشريعيا او نظاميا في ذلك.
وخلال العصف الفكري المقتضب ظهرت رؤى نيابية مختلفة، فالنائب زيد العتوم اشار لوجود مقترح متكامل بحوزته لتعديل النظام الداخلي، وهو الامر الذي اثنى عليه الدغمي مطالبا العتوم الإسراع بتسليمه المقترح، كما ان النائب محمد ابو صعيليك وهو من نواب قائمة الاصلاح المدعومة من حزب جبهة العمل الاسلامي، اعلن ان القائمة لديها مقترح متكامل حول النظام الداخلي، وهو ما اثنى عليه الرئيس ايضا.
من بين المداخلات ظهر من اقترح تشكيل لجنة خاصة لتعديل التظام الداخلي مشكلة من الكتل النيابية والمستقلين، باعتبار ان “قانونية النواب” لديها مشاريع قوانين مستعجلة ومهمة، ابرزها التعديلات الدستورية وقوانين الانتخاب والأحزاب، وبالتالي يتوجب التخفيف عليها.
وايضاً ظهر من بين المداخلين من انتقد طريقة انتخاب اللجان الدائمة والوقت، الذي يبذله النواب في ذلك، مطالبا بان يتم توزيع الأوراق على النواب في مقاعدهم والنص على ذلك في النظام الداخلي، باعتبار ان ذاك يوفر جهد كبير على النواب.
وفق ما يتوقع فان ابرز ما يمكن ان يطوله التعديل في التظام الداخلي هو التراجع عن تقديم مقترحات مسبقة حول مواد مشاريع القوانين والسماح لكل من يريد الكلام اثناء النقاش بالحديث، دون إلزامه بضرورة تقديم مقترح مسبق فيما يريد قوله، هذا المقترح ان تم الأخذ به، فإن من شانه اعادة النظام الداخلي الى المربع الاول اي لما كان عليه قبل العام 2004، اذ إن التعديل الحالي جاء بهدف منح اللجان الدائمة دور في ان تكون فعلا مطبخ التشريع والقرار والتعديل، وان يكون النقاش تحت القبة، محصورا بالمقترحات المقدمة مسبقا، فيما يرى الفريق المؤيد للتعديل ان القبة هي مجلس الكلام ولا يجوز حرمان النائب من الحديث في مجلسه، بينما يراه فريق آخر ان ذاك من شأنه نزع دور اللجان، لاسيما وان تلك اللجان في كل المجالس العالمية تعتبر مطبخ التشريع ومن يريد ان يقترح من النواب عليه حضور اجتماعات اللجان وعدم اقتصار عمله النيابي على الحضور تحت القبة فقط.
مقترحات التعديل لا تقف عند هذا الحد فقط، وإنما هناك مقترحات اخرى عبر عن بعضها رئيس المجلس عبد الكريم الدغمي، مثل اعادة تشكيل اللجان الدائمة، وكذا توزيع اللجان على الكتل كتمثيل نسبي، كما سوف تبرز مقترحات اخرى مثل زيادة الوقت المحدد لتشكيل الكتل من أسبوعين من افتتاح الدورة الى شهر، وإعادة النظر في الحد الأدنى لتشكيل الكتلة النيابية.
بالمجمل فإنه بات واضحا ان النظام الداخلي لمجلس النواب سيشهد عن جديد اجراءات تعديل جديدة، وربما علينا الانتظار لرؤية مدى قدرة التعديلات المقترحة في رفع وتيرة عمل المجلس وقبوله عند الناس.
إقرأ المزيد :