"النووي الإيراني" بمهب رياح ترامب

الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء مؤتمر صحفي لهما في البيت الأبيض أمس - (ا ف ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء مؤتمر صحفي لهما في البيت الأبيض أمس - (ا ف ب)

واشنطن -  أشاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمس بنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون لكنه هاجم بشدة الاتفاق النووى الإيراني مؤكدا بذلك خلافهما حول هذا الملف رغم آمال الأوروبيين بتغيير موقفه حياله.اضافة اعلان
في حين قالت طهران إن إيران قد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا ألغى الرئيس الأميركي الاتفاق النووي مهددة بـ "العواقب الوخيمة".
وقال ترامب في مستهل محادثاته التي طال انتظارها مع ماكرون في المكتب البيضوي ان "الاتفاق مع ايران كارثة"، مضيفا انه اتفاق "فظيع لم يكن ينبغي التوصل اليه مطلقا".
وبعد ان قال "اذا استعادوا (الايرانيون) برنامجهم النووي، ستكون لديهم مشاكل أكثر خطورة من أي وقت مضى"، اضاف "سنناقش" هذا الاتفاق.
ورد الرئيس الفرنسي قائلا ان الهدف المشترك هو "تجنب التصعيد وانتشار الاسلحة النووية في المنطقة (...) والسؤال هو، ما هي الوسيلة الافضل" لتحقيق ذلك.
وتشكل هذه الملاحظات الاولية المتباينة بداية مناقشات صعبة بين الرجلين اللذين ضاعفا علامات التقارب منذ وصول ماكرون إلى واشنطن الاثنين رغم خلافاتهما العميقة حول سلسلة من القضايا مثل الاتفاق النووي الايراني والحرب التجارية.
وبذل ماكرون، اول رئيس اجنبي يقوم بزيارة دولة الى الولايات المتحدة في ظل رئاسة ترامب، اقصى ما في وسعه لاقامة علاقات وثيقة مع نظيره الذي تعارض رؤيته للعالم تماما رؤيته الشخصية.
ويعتقد الاليزيه، وسط تفاؤل ضئيل، ان "المؤشرات غير مشجعة" حول موضوع إيران منذ أن وعد ترامب علنًا جمهوره الانتخابي بـ "تمزيق" الاتفاق
ويدعو الى عدم تعليق امال كبيرة على تحقيق "انفراج دبلوماسي" خلال يومين، لكنه يريد طرح نص توفيقي. فالامر ملح مع اقتراب موعد 12 ايار/مايو حين سيقرر ترامب موقفه النهائي من الاتفاق.
ويريد الرئيس الاميركي الانسحاب من الاتفاق اذا لم يتم فرض قيود مشددة ضد طهران وتدخلها في المنطقة، وهذا ما تخشاه فرنسا والقوى العظمى الاخرى الموقعة على هذا الاتفاق الذي يفرض قيودا صارمة على ايران لمنعها من تصنيع سلاح نووي.
ورحب مسؤول ايراني كبير امس بجهود القوى الاوروبية لانقاذ الاتفاق النووي التاريخي إلا أنه دعاها الى عدم دفع "فدية" للرئيس الاميركي دونالد ترامب مقابل الابقاء على الاتفاق.
وصرح علي شمخاني الامين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي الايراني في مؤتمر صحفي متلفز "نرحب باصرار الاتحاد الاوروبي على الابقاء على الولايات المتحدة في الاتفاق النووي".
وأضاف "لكن إذا كان ذلك يعني اهانة جمهورية ايران الاسلامية او دفع فدية لترامب، فان الاوروبيين يرتكبون خطأ استراتيجيا".
وقال شمخاني إن إيران قد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا ألغى الرئيس الأميركي الاتفاق النووي.
واكد للصحفيين إن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية مستعدة لبعض "التحركات المفاجئة" إذا تم إلغاء الاتفاق النووي.
وقال شمخاني إن جمهورية ايران الاسلامية لن تسمح لأي بلد وتحت أي ظروف، تجاوز خطوطها الحمر"..
ومن جانبه حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأميركي من مغبة الانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية في 2015 وقال إن ترامب سيواجه "عواقب وخيمة" إذا حدث ذلك.
وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة "أقول لمن في البيت الأبيض إنهم إذا لم يفوا بالتزاماتهم فستتحرك الحكومة الإيرانية بحزم".
وأضاف أمام حشد ضم الآلاف في مدينة تبريز "إذا خان أي شخص الاتفاق فعليه أن يعلم أنه سيواجه عواقب وخيمة... إيران مستعدة لكل المواقف المحتملة".
وهدد ترامب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران الموقع في العام 2015 والذي رفعت بموجبه العقوبات ضد إيران مقابل الحد من برنامجها النووي إذا لم يتم فرض قيود جديدة على برنامجها الصاروخي بحلول 12 أيار/مايو المقبل.
ولكن القوى الأخرى الموقعة وهي روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا تقول إنها تريد الحفاظ على الاتفاق الذي فرض قيودا على برنامج إيران النووي مقابل رفع معظم العقوبات.
ووافقت إيران بموجب الاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين على كبح برنامجها النووي لطمأنة القوى الكبرى على أنه لا يمكن استخدامه لتصنيع قنابل نووية. وفي المقابل تم رفع العقوبات عن طهران، ورُفع أكثرها في كانون الثاني (يناير) 2016.
وطلب البيت الابيض تشديد القيود على سلوك ايران في المنطقة وبرنامجيها النووي والبالستي.
الا ان ايران تقول انه من غير الوارد اجراء اي محادثات للحد من برنامجها البالستي الذي تعتبره أساسيا لأنظمتها الدفاعية.
وحضت روسيا أمس المشاركين في منتدى للامم المتحدة حول منع انتشار الاسلحة النووية الى دعم الاتفاق "الهش" حول الملف النووي الايراني، وذلك في بيان وقعته الصين ايضا.
ودعا رئيس دائرة مراقبة الاسلحة وحظر الانتشار النووي في وزارة الخارجية الروسية فلاديمير ارماكوف الدول المؤيدة لهذا الاتفاق مع ايران الى "عدم البقاء صامتة على امل ان يتلاشى الأمر بشكل او بآخر".
وفي خطاب في جنيف أمام الاجتماع التحضيري لمؤتمر بحث معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية ، وصف المسؤول الروسي الاتفاق المبرم بين ايران والقوى الست بانه "تسوية هشة".
واعدت روسيا والصين اللتان تدعمان الاتفاق الهادف الى منع ايران من امتلاك السلاح النووي، البيان وأكدتا فيه "دعمها الثابت في سبيل التطبيق الكامل والفعال" لهذا الاتفاق.
وقال ارماكوف "نعتقد ان هناك طلبا لمثل هذه الرسالة الجماعية ونأمل في أن تلاقي تأييدا واسعا".
وفي إشارة مبطنة الى الرئيس ترامب أضاف البيان ان "كل محاولة تهدف الى تعديل النص لمصلحة طرف ما ستترك بالتأكيد عواقب سلبية جدا على الاستقرار والأمن الاقليميين".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعلن الاثنين في بكين ان الصين وروسيا ستعارضان أي "تخريب" للاتفاق النووي. - (وكالات)