الهيئة التنفيذية لمدينة صديقة للطفل تكرم الجهات الداعمة لبرنامج التعليم غير النظامي

الهيئة التنفيذية لمدينة صديقة للطفل تكرم الجهات الداعمة لبرنامج التعليم غير النظامي
الهيئة التنفيذية لمدينة صديقة للطفل تكرم الجهات الداعمة لبرنامج التعليم غير النظامي

لبنى الرواشدة

عمّان- كرمت الهيئة التنفيذية لمدينة صديقة للطفل أول من أمس الهيئات والجهات التي ساهمت في إنجاح برنامج التعليم غير النظامي خلال حفل نظمته الهيئة في فندق المريديان رعاه مندوبا عن أمين عمان المهندس اسماعيل الأسطة.

اضافة اعلان

واستعرضت مديرة الهيئة تغريد الفاخوري خلال الحفل مراحل المشروع وأهدافه ونتائجه الذي تم تنفيذه بالتعاون مع مؤسسة كويست سكوب.

وقالت فاخوري في كلمتها ان الأطفال والشباب اليافعين الذين شاركوا في برنامج التعليم غير النظامي أعطوا درسا في المثابرة، متحدين ظروفهم الصعبة من خلال البحث عن فرصة جديدة وأمل للتعلم رغبة منهم في المعرفة وتحسين ظروفهم.

يذكر أن برنامج التعليم غير النظامي يستهدف الأطفال والشباب الذين تسربوا من المدارس في أعمار صغيرة لأسباب مختلفة منها قسوة تعامل الأساتذة والحاجة للعمل، الأمر الذي دفع الهيئة التنفيذية لمدينة صديقة للطفل الى خلق هذه المبادرة لإعطاء هؤلاء الشباب فرصة جديدة للتعلم والتأهيل.

ويعتبر هذا المشروع، بحسب منسقته ريم الزيود، من المشاريع الرائدة في الأردن والموجهة للأطفال المتسربين من المدارس والعاملين لمحو أميتهم وإعادتهم لمقاعد الدراسة.

وبينت الزيود أن المشروع ينفذ عبر عدة مستويات تتمثل بإلحاق اليافعين  المتسربين من المدرسة الذين لا يجيدون القراءة والكتابة في التعليم غير الرسمي بهدف محو أميتهم. وتستمر هذه الحلقة لمدة تتراوح بين(6-8 شهور)، ثم إلحاق الأطفال المتسربين من المدرسة في التعليم غير النظامي في مدارس وزارة التربية والتعليم في الصفوف المسائية بهدف تعليمهم وإيصالهم للصف العاشر حيث يمنحوا (وثيقة اجتياز برنامج الثقافة للمتسربين لأغراض الالتحاق بالتدريب المهني) ثم إلحاق الطفل في التدريب المهني لمدة عام يمنح في نهايته شهادة، والمستوى الأخير هو منح الطفل قرضا صغيرا للبدء في مشروعه الخاص بعد تقديم دراسة الجدوى لصندوق التنمية والتشغيل.

وقد راعى تصميم هذا البرنامج أن يكون المستوى الأول داخل المجتمعات المحلية وذلك للوصول إلى فئة الأطفال المتسربين من المدارس من خلال الجمعيات والفعاليات غير الحكومية في المجتمعات المحلية بحيث تكون هي المدخل الأساس للعملية التعليمية واختيرت هذه المؤسسات نظراً لقربها من أفراد المجتمع ومعرفتها بظروف الناس وطريقة حياتهم.

وقامت مؤسسة كويست سكوب وأمانة عمان الكبرى الهيئة التنفيذية لمدينة صديقة للأطفال، ببناء وتنفيذ الحلقة الأولى والتي تعد الأهم نظراً لأهمية الوصول إلى الفئة المستهدفة في مجتمعاتها الأقل حظاً في مناطق أمانة عمان الكبرى.

وتم تنفيذ المشروع في أربع مناطق هي اليرموك وبسمان وخريبة السوق وراس العين، حيث استفاد من جلسات تثقيف الشارع حوالي 281 طفلا وطفلة والمشروع بشكل عام 1626.

من جانبه أكد مدير عام مؤسسة كويست سكوب الدكتور كيرتس رودز في كلمته خلال الحفل على تعاظم حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق الجهات المختلفة لاستيعاب التوسع العمراني والامتداد الجغرافي وازدياد عدد السكان.

كما أكد على ضرورة تضافر الجهود وتساند الأدوار حتى تتحقق الأهداف مشيرا الى أن أمانة عمان لديها رؤى واضحة في مجال تنمية قطاع المرأة والطفل.

يشار الى أن مؤسسة كويست سكوب هي مؤسسة غير حكومية وغير ربحية سجلت في بريطانيا وتعمل في الأردن منذ عام 1994 بموجب اتفاقية تعاون موقعة مع الحكومة الأردنية.

وتمثل دور المؤسسة في البرنامج بحسب مدير البرامج جواد القسوس بعقد دورات تدريبية للميسرين ودورات لرؤساء الجمعيات والمتابعة الميدانية.

وقدم مجموعة من اليافعين الذي انخرطوا في البرنامج مشهدا تمثيليا على هامش الحفل عكسوا من خلاله حالة الضياع التي كانوا يعيشونها بعد تركهم للمدرسة ثم عثورهم على البرنامج واستفادتهم منه.

وتحدث عدد من هؤلاء اليافعين لـ(الغد) عن تجربتهم مع البرنامج مؤكدين على شعورهم بالامتنان لهذه الفكرة التي اعادت لهم الحلم بالتعلم والحصول على شهادة تؤهلهم للعمل في مهن محترمة تحفظ لهم حقوقهم.

يحيى عبدالمعطي يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً وكان قد ترك المدرسة في سن صغيرة هربا من المعاملة القاسية للأساتذة والمتمثلة بالضرب والتعنيف المستمر يقول "إن برنامج التعليم غير النظامي في الصفوف المسائية وفر لهم طريقة غير تقليدية في التعلم تقوم على الحوار بدل التلقين".

أما يوسف البستنجي(16 عاما) الذي عمل في ورشة نجارة بعد تركه المدرسة في سن صغيرة فيقول إنه علم بأمر البرنامج وتحمس للفكرة ونشرها بين أصدقائه وشجعهم على الالتحاق بهذا البرنامج.

ويحلم إسلام تركي(17 عاما) بنيل شهادة الصف العاشر والالتحاق بمشروع التدريب المهني للتسلح بحرفة أو صنعة معينة كما يقول.

 وعمل كل من محمد خميس(15 عاما) وعبدالكريم أبو رياش في مهن متعبة مقارنة بأعمارهم الصغيرة بعد تركهم المدرسة، إذ عملوا في الطوبار والدهان والعتالة في السوق المركزي، مشيرين إلى امتنانهم لبرنامج التعليم غير النظامي الذي منحهم فرصة وأملا جديدين بالتعلم من خلال أجواء دراسية مريحة تلائم ظروف حياتهم.

وفي نهاية الحفل قدمت فاخوري والدكتور رودز الدروع للجمعيات الخيرية التي تعاونت في تنفيذ البرنامج والشهادات التقديرية للميسرين.