الوحدات "الهروب الى القمة" والفيصلي "السقوط الى الهاوية"

الوحدات "الهروب الى القمة" والفيصلي "السقوط الى الهاوية"
الوحدات "الهروب الى القمة" والفيصلي "السقوط الى الهاوية"

الفرق العشرة سكنت في ثلاثة طوابق ونصفها طارده شبح الهبوط


الحسين اربد حافظ على الوصافة وشباب الأردن "مفاجأة سارة"

اضافة اعلان


 

 

       تيسير العميري وصلاح غنام وعاطف البزور

     مباراة واحدة تبقت من بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم،وستجمع بين فريقي الوحدات "بطل الدوري" وذات راس "الهابط للدرجة الاولى"،وستقام برعاية الامير علي بن الحسين رئيس اتحاد الكرة،في الساعة الخامسة من مساء يوم الخميس المقبل على ستاد مدينة الملك عبد الله الثاني بن الحسين،وفيها سيتم تتويج الوحدات وتسليمه كأس البطولة الاغلى التي اشتاق اليها بعد غياب استمر منذ نهاية موسم 1997.

    والمباراة المقبلة لا تعني الكثير للوحدات سوى انها ستمكنه من جمع النقطة الخمسين في رصيده،وستجعله الفريق الوحيد الذي لم يخسر في الدوري وهذا انجاز معنوي يزيد من فرحة انصار الوحدات،الذين باتوا في شوق لرؤية نجوم الفريق وقد اعتلى بعضهم منصة التتويج للمرة الاولى.

    "فعليا" انتهى الدوري الممتاز فالنتيجة المقبلة لن تقدم او تؤخر في شيء،فالوحدات بطلا بفارق "11 نقطة" مؤقتا عن الحسين اربد صاحب المركز الثاني،وربما يرتفع الفارق الى "14 نقطة" كما هو متوقع،والفيصلي اكتفى بالمركز الثالث وخرج من حسابات اللقب مبكرا في مشهد لم يسر انصاره،في حين اقتنع شباب الاردن بالمركز الرابع كانجاز يسجل للفريق المشارك في البطولة للمرة الاولى،وحل البقعة خامسا بصورة غريبة،بعد ان كان مؤهلا للمنافسة على اللقب مع نهاية مرحلة الذهاب،لكن الحلم تحول الى وهم وبأيدي البقعاوية انفسهم تراجع الفريق لهذا المركز المتأخر.

     وربما يحق لنا تقسيم فريق الدوري الممتاز الى ثلاثة طوابق،فسكن الوحدات وحيدا في الطابق الاعلى ونتائجه وعدد نقاطه دليل ذلك،فالفارق مع الوصيف قد يصبح "14 نقطة" ومع الثالث "19 نقطة" ومع الرابع "21 نقطة" ومع الخامس "22 نقطة"!.

    أما في الطابق الثاني فسكنت اندية الحسين اربد والفيصلي وشباب الاردن والبقعة،في حين حلت خمسة فرق في الطابق الارضي هي شباب الحسين وكفرسوم "19 نقطة" والرمثا "18 نقطة" والاهلي "17 نقطة" وذات راس "7 نقاط".

    ويلاحظ ان نصف فرق الدوري كانت مهددة بالهبوط،والنصف الآخر كان منافسا على اللقب او المراكز المتقدمة الاخرى. المستوى الفني للبطولة كان متوسطا واجواء المنافسة ازدادت قوة واثارة خلال مرحلة الاياب،التي كانت ستصبح في ضعف سابقتها لو ان الفارق النقطي توسع بين الفيصلي "المتصدر آنذاك" والوحدات "المتعثر"،الا ان مباراة القمة بين قطبي اللعبة حملت عنوانا وحداتيا صريحا مفاده "الهروب الى القمة" وعنوانا فيصلاويا مفاده "السقوط الى الهاوية" وبطبيعة الحال بالمعنى المجازي للعنوانين.

الوحدات ..استعادة مجد

   أعاد الوحدات الى الاذهان هذا الموسم الصورة الزاهية" للمارد الأخضر" الذي احتكر بطولة الدوري سنوات طويلة في التسعينيات وهو عقد المجد الحقيقي للفريق الذي شكل ظهوره في بداية الثمانينيات حالة استثنائية رافقها مد جماهيري هائل لم نكن معتادين عليه ، هذا الموسم استعاد الوحدات مجدا كاد ان ينسى بعد ان" ضل" الصعود الى منصات التتويج في المواسم الخمسة الماضية .

    الاخضر كان اكثر الفرق ثباتا في المستوى والافضل فنيا بعد ان واجه تعثرا في بداية الموسم بتعادلين امام الاهلي وشباب الاردن ولكنه بعد ذلك حقق الانتصار تلو الآخر واستحق في النهاية ان يكون البطل للبطولة الاولى ، الفريق اعتمد على عنصر الخبرة الى حد كبير مستفيدا من تجربة المحترفين فشكل دابوندي في الخط الخلفي عمقا دفاعيا اعطى زملاءه الثقة وفي المقدمة كان علاء ابراهيم يتوج مجهود زملائه باهداف ساهمت الى حد كبير بخروج الفريق فائزا ، قد يكون الوحدات قد استفاد من بطولة الدرع بتجهيزه عدد من البدلاء ولكن في بطولة الدوري اختلف كل شيء وتم تثبيت التشكيلة تأكيدا على ان الاستقرار اهم عوامل الفوز ولم يكن ظهور الوجوه الجديدة مؤثرا بنفس القدر الذي كان عليه في بطولة الدرع بعد ان اعتمد المدير الفني محمد عمر على الخبرة اضافة الى ان الاصرار الذي تسلح به لاعبو الفريق لتحقيق الفوز باللقب بدا واضحا وتبقى العلامة الفارقة في الظهور الجيد للحارس محمود قنديل الذي الغى ضعف حراسة المرمى التي عانى منها الوحدات سنوات طويلة .

    الوحدات استفاد ايضا من الاستعداد المبكر ومن بطولة درع الاتحاد وايضا دورة الشيخ راشد التي اقيمت في الامارات وتباعد انطلاق الدوري عن هذه البطولات اعطى المدير الفني محمد عمر القدرة على معرفة قدرات لاعبيه ومواطن الضعف والقوة قبل بدء الموسم ونجح بالوصول الى التشكيلة المثالية في وقت مبكر من البطولة .

    الوحدات حقق الفوز في (15) لقاء وتعادل في اثنين وبقي سجله خاليا من الخسائر وسجل مهاجموه ( 30) هدفا وتلقى مرماه (8) أهداف ليكون اقوى خط دفاع وافضل لاعبيه هم "محمود قنديل ، هيثم سمرين ، فيصل ابراهيم ، حسن عبد الفتاح ، علاء ابراهيم .

الحسين اربد.. صرخة كروية قادمة بقوة

    فرض فريق الحسين اربد نفسه كقوة كروية على الصعيد المحلي والآسيوي هذا الموسم وبعيدا عن "زفة الفرج" التي اوقدتها الجماهير احتفاء بوصيف بطل الدوري فإننا لا نبالغ اذا قلنا ان الفريق "الاصفر والاسود" كان الى جانب شقيقه "الاخضر والاحمر" الفريقان الاكثر امتاعا على مدار الموسم حتى وهو لم يحقق البطولة واكتفى بلقب الوصافة كما جرت العادة.

    طبعا الارقام لا تجامل احدا ولا تعرف مراهنة الحسين او غيره لكنها تقول الحقيقة المجردة وهي وحدها سلاحنا في هذا السرد غير العاطفي. لا بد ان نشير في البداية الى حقيقة يتناساها البعض وهي ان فريق الحسين هذا الموسم حارب على ثلاث جبهات مختلفة محلية وعربية وآسيوية فبعد خروجه الحزين من الدور الاول في مسابقة دوري ابطال العرب حافظ الفريق على توازنه وشق طريقه بقوة نحو المراكز المتقدمة على الصعيد المحلي وغير العزف على اوتار اللعبة وسحب البساط من تحت اقدام فرق الاضواء والشهرة ليحافظ على مركز الوصافة للعام الثاني على التوالي.. ثم تحول الى اسد في البطولات الخارجية وضرب بقوة في اول ظهور له على مسرح الكرة الآسيوية فاحتل صدارة المجموعة الثانية من كأس الاتحاد الاسيوي وبلغ الدور ربع النهائي وبالتالي كان فريق الحسين من اكثر الفرق ثباتا في المستوى الفني رغم الارهاق الكبير الذي اصاب الفريق جراء مشاركاته المتعددة.

     واذا اردت ان تتحدث عن هجوم الحسين فقد ضرب رقما قياسيا في مسابقة الدوري ربما خلال السنوات الخمس الاخيرة فالحسين هو أعلى الفرق تسجيلا للاهداف فقد سجل مهاجموه 49 هدفا بفارق 8 اهداف عن فريق شباب الاردن صاحب المركز الثاني على هذا الصعيد و19 هدفا عن فريق الوحدات بطل الدوري. وقد استطاع الفريق ممثلا بالزبون والرياحنة والعثامنة والشياب واحمد غازي ان يمثل قوة هجومية ضاربة ارهقت مدافعي الفرق ومزقت شباكهم.. لكن دفاع الفريق كان نقطة الضعف الوحيدة فاستقبلت شباك الحسين 27 هدفا وربما يعود ذلك لفقدان هذا الخط لقائده وعقله المدبر بشار بني ياسين الذي احترف في صفوف المحترف البحريني.

    والحسين كان ثاني اكثر الفرق تحقيقا للفوز بعد الوحدات حيث فاز في 11 مباراة والاقل خسارة بعد البطل ايضا حيث تلقى اربع خسائر مقابل 3 تعادلات. وامام كل هذه المعطيات فإن فريق الحسين يستحق المركز الذي وصل اليه ولعل النتائج هذه بمثابة الانتصار للمدرب الشاب اسامة قاسم.. وقد يستغرب البعض قفزة الحسين هذه خاصة وانه لا يمتلك الامكانات التي تمتلكها فرق المقدمة الاخرى كالوحدات والفيصلي.. لكن هذا لا يعني ان لاعبي الحسين لا يستحقون هذه الانجازات خاصة وانهم مجموعة منسجمة الى حد كبير وتمتلك المهارات الفنية والبدنية العالية لتحقيق مثل هذه الانتصارات..

     وهناك حقيقة اخرى ساهمت بهذه القفزة وهي ان كرة الحسين اعتمدت على قاعدتها العريضة من الناشئين لذلك استعادت توازنها وعادت الى التحليق والفوز والصعود الى منصات التتويج حيث وصل الفريق الى أفضل حالاته في وقت كان منافسوه يمرون في مرحلة انعدام الوزن.. كما اعطى الاصفر بصفوفه المتكاملة ودعم ادارته المتواصل فرصة جيدة لتقدم وتحقيق الانجاز.

الفيصلي .. موسم في غاية السوء

    قد يتفق انصار الفيصلي جميعا على ان الموسم الماضي عموما والدوري الممتاز على وجه الخصوص،كان موسما في غاية السوء بالنسبة للفريق،الذي كانت كلمة الخسارة غير مقبولة في قاموسه،فأصبح الفوز استثناء والخسارة قاعدة لفريق،تحول من "نسر كاسر" الى "حمل وديع"،فضاع اللقب وحتى الوصافة لم يحصل عليها وكاد ان يفقد المركز الرابع الا ان هدفا للبقعة في مرمى شباب الاردن ترك الفيصلي ثالثا،كما ترك انصار الفريق في حيرة من امرهم يضربون كفا بكف،و"يترحمون" على الماضي التليد،فاللقب هو الانجاز،وغير ذلك من المراكز يعد اخفاقا بكل المقاييس.

    ورغم ان الفيصلي ظهر في البداية بثوب مختلف،وكان مرشحا للقب لا سيما وان منافسه الوحدات فقد اربع نقاط جراء تعادلين،الا ان مباراته امام الوحدات كانت نقطة فاصلة،وشهدت تحولا جذريا في خارطة المنافسة،وظهرت اعراض "الامراض" التي اصابت الفيصلي تباعا،وجاءت الخسارة امام الحسين اربد لتمنح الوحدات الصدارة وتترك الفيصلي يصارع الفرق الاخرى الراغبة بالمركز الثاني على أقل تقدير.

     فالفريق عانى من ارهاق كبير حيث عاد نجوم الفريق من المنتخب منهكين ومشبعين وبعضهم مصاب،وكان القرار خاطئا عندما تقررت المشاركة في دوري ابطال العرب وكأس الاتحاد الاسيوي،وأضحت معنويات اللاعبين في ادنى مستوى لها،وكانت المشكلة الكبرى كثرة تغيير المدربين،فمن خالد عوض الى محمد اليماني واخيرا مظهر السعيد،فعانى الفيصلي من غياب الاستقرار التدريبي.

     وتشاء الصدفة ايضا ان يشهد فريق الفيصلي غيابا لعدد من الاعمدة الرئيسية،تارة بسبب الزواج وتارة للاصابة وتارة اخرى لقرار تدريبي،ولم يكن البدلاء جاهزين لسد الفراغ مكان الاساسيين،نظرا لافتقادهم الخبرة المطلوبة لسد فراغ اللاعبين الكبار الذين اختار بعضهم قرار الاعتزال.

     وعندما تسلم مظهر السعيد المهمة ايقن بان اللقب لم يعد ممكنا الحصول عليه،فأخبر النادي بالحقيقة المرة،وكان لزاما استكمال الدوري والخروج منه بأقل الاضرار،فتم الزج بعدد من اللاعبين الشباب الذين ما زالوا بحاجة للمزيد كي يسدوا الفراغ الذي يخلفه الجيل الذهبي،لكن الفيصلي تعرض لسلسلة من الخسائر امام شباب الحسين والاهلي والوحدات والبقعة والحسين اربد وتعادل مع الرمثا،فأضحى الفارق النقطي بين القطبين "19" نقطة وهو امر غيرمسبوق،ومع نهاية الدوري كان مظهر السعيد يقدم استقالته ليترك عشرات من علامات الاستفهام.

شباب الأردن .. انجاز غير مسبوق

     فرض شباب الاردن احترام جميع المراقبين لما قدمه خلال الدوري من اداء رفيع،وما حققه من نتائج جعلته في سباق "الأربعة الكبار"،فحقق مركزا رابعا اعتبر انجازا بالنسبة لفريق،يظهر للمرة الاولى في مشهد الدوري الممتاز،واستحق شباب الاردن وصف "الحصان الاسود".

   وشباب الاردن تعامل مع الواقع بواقعية تامة،ولم يضع طموحا يفوق الواقع الحالي لفريق يتطلع الى البناء المستقبلي ورفع وتيرة الانجاز،وتكيف مع الظروف المحيطة به فعاش نعمة الاستقرار الفني والاداري،وتمكن عيسى الترك المدير الفني للفريق من اعداد فريقه جيدا واستغلال كافة الامكانيات المتاحة،بهدف جعل الفريق يلعب كل مباراة وكأنها بطولة بحد ذاتها،وضرب مثلا طيبا في مستوى الذكاء بالتعامل مع ظروف فريقه جيدا،وتنبه مبكرا لأهمية ايجاد اللاعب البديل الجاهز،لتغطية الفراغ،الذي تركه بعض اللاعبين المصابين او اولئك الذين غابوا للعقوبة "الانذار او الطرد".

    واذا كان البعض قد راهن على ان مشاركة شباب الاردن في بطولة الدوري،لن تكون من اجل المنافسة على مراكز متقدمة،وانما في محاولة للبقاء ضمن فرق الاضواء،مستندين في رؤيتهم للخسارتين اللتين تعرض لهما الفريق امام الحسين اربد والفيصلي تباعا.

    وربما كان من سوء طالع الفريق ان تضعه القرعة في مواجهات قوية مبكرة،فشكل الفوز على الرمثا نقطة تحول هامة،اذ توقف نزيف النقاط ووضع شباب الاردن اول ثلاث نقاط في حسابه ضمن"بنك الدوري"،وخطوة وراء خطوة كان شباب الاردن يمضي بثقة وينهي المرحلة الاولى بأربع عشرة نقطة ومركز خامس.

     وخلال الفترة الفاصلة بين المرحلتين أجرى شباب الاردن جردة حساب متأنية،ووضع المركز الرابع على أقل تقدير هدفا امامه لكي يشارك للمرة الاولى في مسابقة دوري ابطال العرب لكرة القدم،ونجح في اضافة "15" نقطة جديدة جعلته ضمن الاربعة الكبار،بل ان الهدف المتأخر الذي سجله البقعة وادرك منه التعادل،حرم شباب الاردن من المركز الثالث،حيث كان رصيده سيصبح "31" وفارق الاهداف عن الفيصلي في مصلحته.

     ونجح شباب الاردن في ان يكون ثاني اقوى هجوم بين فرق الدوري،عندما سجل "41" هدفا مقابل "27 هدفا في مرماه،وسجل ثمانية انتصارات وتعادل في خمس مباريات وخسر مثلها.

    وعانى شباب الاردن من اخطاء الحكام في كثير من المباريات،كما افتقد الى عدد من نجومه في مرات كثيرة بسبب الاصابة،ولولا براعة المدير الفني في تهيئة البدلاء لكان الفريق في ورطة حقيقية.

    واجمع المراقبون على ان شباب الاردن كان احد ابرز الظواهر الايجابية في الدوري،ولعله يصبح أحد الفرق المؤهلة للمنافسة بجدية على المراكز المتقدمة في السنوات المقبلة.

**الأهلي وذات راس ودعا الأضواء وكفرسوم وشباب الحسين والرمثا افلتت من الهبوط**

البقعة ... التخلي عن حلم

    أعطى البقعة انطباعا في بداية الموسم انه قادم لتقديم افضل مواسمه منذ ان طرق ابواب الكبار قبل سنوات وبدا حلم الاقتراب من اللقب او المركز الثاني يداعب مخيلة نجومه وجماهيره التي تزايدت مع الحالة المتطورة التي ظهر عليها الفريق ، مرحلة الذهاب كانت الفترة الذهبية للفريق وان كان قد تعادل مع الرمثا في بداية الموسم وخسر من الوحدات ولكنه بقي قريبا من القمة بعد ان خدمته نتائج الفرق الاخرى ، ولكن مجلس ادارة النادي اتخذ قرارا غريبا باقصاء المدرب منير مصباح وتعيين ثائر جسام خلفا له بالرغم من ان نتائج مصباح مع الفريق كانت مميزة والتبديل كان غير مبرر ودفع الفريق ثمن عدم الاستقرار الفني وتغيير المدربين وساءت النتائج والفريق الذي كان يحلم بالقمة تخلى عنها وعن الحلم ليعود الى المركز الخامس مع نهاية الدوري وهو مركز لا يتناسب وطموحات النادي ولكنه درس قاس يجب الاستفادة منه . 

    البقعة في هذا الموسم اعتمد على ابنائه اكثر خاصة وانه على غير العادة لم يستفد من تجربة المحترفين باستثناء جبار هاشم اما عامر قاسم فتم فسخ عقده وهشام محمد لحق به ولكن الفريق عانى من فراغ(دكة الاحتياط) من البدلاء الجاهزين وربما يكون ذلك من الاسباب المهمة لتراجع اداء الفريق في مراحل متقدمة من الدوري ، اضافة الى الفردية التي ظهرت على اداء بعض اللاعبين الذين لعبوا لانفسهم وليس للفريق .

     وتبقى مشكلة البقعة المتكررة في كل موسم هو تقديمه العروض القوية امام فرق المقدمة وتعثره امام الفرق الضعيفة وهذا ما حصل معه هذا الموسم بتعثره امام ذات راس وتعادله مرتين امام الرمثا وهذه النقاط الثماني التي خسرها لو نجح بتحقيقها لكان في المركز الثاني خلف الوحدات ،

     الفريق حقق الفوز في (8) لقاءات وتعادل في اربعة وخسر (6) لقاءات وسجل مهاجموه (25) هدفا وتلقى مرما (18) هدفا افضل لاعبيه " فراس طالب ، محمد محمود ، مؤيد ابو كشك ، مصطفى شحدة ، جبار هاشم .

شباب الحسين .. صحوة متأخرة

    غريب امر هذا الفريق الذي يمتلك مواهب قادرة على تحقيق افضل النتائج ولكن هذا الموسم عانى الامرين قبل ان يثبت نفسه بين الكبار بعد ان كادت التقلبات الادارية الفنية والادارية ان تعصف به الى المجهول ، وبعد فوزه الاول على الاهلي في افتتاح الدوري غاب عن الانتصارات وتلقى الخسارة تلو الاخرى واصابت الشيخوخة الشباب وهو من الفرق التي تأثرت كثيرا بتغيير المدربين وقاده هذا الموسم اربعة مدربين ودون ان يستفيد الفريق من هذا التغيير.

    وبقيت نتائجه أسيرة دوافع فردية وجهود لاعبين شعروا بحرج موقفهم امام جمهورهم ، شباب الحسين افتقر الى تثبيت التشكيلة فتارة نجد لاعبا معينا اساسيا في الفريق وفجاة يعود الى مقاعد الاحتياط فترة طويلة قبل ان يعود للمشاركة مرة اخرى ، الفريق كسب في هذا الموسم حراسة المرمى بوجود محمد حلاوة وابو لاوي اللذين كانا من عوامل بقاء الفريق هذا الموسم ،الى جانب استفادته من وجود المحترفين رامي جبلاوي وتيسير عامر في حين لم يظهر نجومه بالصورة التي اعتدنا عليها باستثناء امجد الشعيبي الذي كان الاكثر ثباتا بين اللاعبين .

     شباب الحسين حقق الفوز في (6) لقاءات وتعادل في واحد وخسر (11) لقاء وسجل مهاجموه (26) هدفا وتلقى مرماه (34) هدفا ، افضل لاعبيه "محمد حلاوة ، رامي جبلاوي ، امجد الشعيبي ، تيسير عامر ، بلاب ابو لاوي "  .

  

كفرسوم.. قهر سوء الحظ وفرح بالبقاء

     وأخيرا قهر لاعبو كفرسوم سوء الحظ الغريب الذي لازم فريقهم طيلة مبارياته في الدوري ولم يحققوا نتائج ايجابية من خلالها رغم انهم كانوا الافضل في العديد منها بشهادة الجميع.. فأبقاهم الفوز الاخير على فريق شباب الحسين في معاقل الكبار وهم اهل لذلك.

    وللامانة فان فريق كفرسوم رغم موقعه المتأخر على سلم الترتيب الا انه لا يقل شأنا عن كل الفرق بأدائه المتميز وحماس لاعبيه المنقطع النظير بل انه كان أفضل بكثير من مستوى نصف فرق الدوري.. كما انه تميز بخاصية تفوق بها على كل فرق الدوري وهي ندائية اللعب من خلال الحافز المثير الذي كان يدفع لاعبيه المخلصين لاجتياز كل المواقف الصعبة..

    وكان لمدربه محمد فلاح عبيدات تأثير خاص على اداء الفريق وحماس اللاعبين كما كان لهدافه البارع محمود الرياحنة الذي مثل قوة هجومية ضاربة دور كبير في تسجيل العديد من الاهداف الحاسمة التي منحت كفرسوم مزيدا من النقاط الهامة في المواقف الحرجة وكذلك كان حارسه المخضرم محمود الجراح الذي حمل فريقه في مباريات كثيرة.

لغة الثبات بالأرقام

     احتل كفرسوم المركز السابع برصيد 19 نقطة بفارق الاهداف عن شباب الحسين صاحب المركز السادس حقق الفريق خمسة انتصارات واربعة تعادلات وتسع هزائم سجل 21 هدفا 12 منها لهدافه محمود الرياحنة ودخل شباكه 34 هدفا.. سجل لاعبه محمد عبدالكريم اول اهداف الدوري في شباك حارس الوحدات محمود قنديل وسجل مهاجمه المخضرم شامان عبيدات آخر الاهداف في شباك الحارس محمد حلاوة حارس شباب الحسين.. هذا على اعتبار ان مباراة تتويج البطل امام ذات رأس هي مباراة مؤجلة من الاسبوع 17.

الرمثا.. سنوات من الضياع والقادم أجمل

    منذ سنوات لا زال فريق الرمثا يمر بمرحلة انعدام وزن غريبة وهو الذي تعرض هذا الموسم للعديد من الخسائر القاسية وغير المسبوقة في تاريخ النادي ابقته في دوامة الخطر حتى المرحلة قبل الاخيرة من عمر الدوري رغم ان الفريق الوحيد الذي تغلب عليه 4 مدربين دفعة واحدة الا ان اموره بقيت على حالها.

    وكانت جماهير النادي قد استبشرت خيرا مع بداية الدوري بعد ان حقق الرمثا نتائج جيدة بتعادله امام البقعة وفوزه على جاره الحسين اربد لكن سرعان ما تخلى الفريق عن عروضه الجيدة وما زاد الطين بلة الخسائر المريرة والثقيلة التي مني بها ، تلك الخسائر التي اطاحت برأس المدرب ثائر حسام وجاءت بالمدرب الشاب حمودة ذيابات ثم العراقي عادل يوسف في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه.

    والحقيقة ان الروح الواحدة كانت مفقودة بين اللاعبين والاداريين والجهاز الفني.. وكلها اسباب ومسببات اسقطت الرمثا في مستنقع الهزائم ومنها الدائرة قائمة من المغالطات والسلبيات.. والضحية كان تاريخا مفعما بالنجوم وصفحات من ذهب. وللامانة فان فريق الرمثا سجل نسبة اقل في متوسط الاعمار بين الفرق المشاركة وعمدت ادارته واجهزته الفنية المتعاقبة الى اختيار العناصر الشابة واستبعدت لاعبي الخبرة وبالتالي فان الفريق لم يكن مؤهلا منذ البداية لدخول المربع الذهبي كونه كان يمر بمرحلة تجديد شاملة في صفوفه, وهذا ما اكده القائمون على الفريق الذين كشفوا "للغد" ان الاخفاق الذي تعرض له فريقهم في الدوري لا يعني النهاية مؤكدين ان فريقهم قادر على تجاوز تبعات الاخفاق وسيعود متفوقا كما كان.. فالفريق دخل الموسم ولم يكن هدفه المنافسة بل كان الهدف ايجاد جيل جديد للكرة الرمثاوية لذلك كانت مشكلته تتمثل في نقص الخبرة لدى اللاعبين الشباب فكان تعادله مع البقعة وفوزه على الحسين بداية طيبة الا انه لم يستطع مواصلة الانتصارات للاسباب آنفة الذكر.

أرقام رمثاوية

    احتل الفريق المركز الثامن برصيد 18 نقطة بفارق نقطة واحدة عن فريق الاهلي الذي هبط للدرجة الاولى, حقق خمسة انتصارات وثلاثة تعادلات مقابل عشر خسائر سجل مهاجموه 26 هدفا مقابل 41 هدفا طرقت شباك مرماه وبالتالي ثاني اضعف خط دفاع بعد فريق ذات رأس التي تلقفت شباكه 45 هدفا.

الأهلي .. وداع للمرة الأولى

    اعتاد عشاق الكرة الاردنية ممن طعنوا في السن وعايشوا انطلاقة الدوري الممتاز لاول مرة عام 1944،مشاهدة فريق الاهلي وهو يلعب في الاضواء تارة يحصل على اللقب وتارة ينافس عليه،وطالما عاش الاهلاوية ليالي جميلة كيف لا وقد كانوا ضمن كبار البطولة واحد اعمدتها الاساسية.

    لكن المشهد هذه المرة كان مؤسفا فالفريق يودع الآن دوري الاضواء،وسيشارك للمرة الاولى في دوري الدرجة الاولى،ولم يستطع تدارك الوضع في الزفير الاخير،رغم انه حقق الفوز المطلوب،لكن ذلك لم يكن يكفي،فمنافسه كفرسوم ادى هو الآخر المهمة على اكمل وجه،واتضح بالتالي ان فوز الاهلي اشبه بـ "الحمل الكاذب" وحمل مرارة الخسارة تماما.

    ويعد الدوري الحالي امتدادا لما سبقه من بطولات بالنسبة للاهلي،الذي طالما تهدد بالهبوط لكنه كان ينقذ نفسه في اللحظات الاخيرة،ولعل الدوري الماضي خير شاهد،عندما لعب الاهلي في المربع الفضي،بهدف تحديد الفريقين الهابطين الى الدرجة الادنى.

    "17" نقطة جمعها الاهلي في الدوري بعد ان فاز في 3 مباريات وتعادل في 5 وخسر 9 مباريات ولم يسجل سوى "12" هدفا في كافة المباريات،رغم ان شباكه اهتزت "28" مرة.

    ومن المؤكد ان تجربة الاهلي الصعبة لم تأت من فراغ،لان الفريق افتقد كثيرا لمقومات النجاح،فعانى من المشاكل الادارية التي طغت قبل بضعة اشهر،وعانى من تغيير المدربين الى جانب افتقاد الفريق لحوافز الفوز والجدية الادارية المطلوبة،الا ان حاولت الادارة الحالية انقاذ ما يمكن انقاذه ولكن فات الاوان،وحتى عودة انزور نفش لم تكن وحدها تكفي فريقا غير قادر على تحقيق هدفه.

    عموما ما حصل مع الاهلي في الدوري الحالي كان درسا صعبا،ان لم يكن "زلزالا" كرويا لم يعتد النادي عليه،ولكنه درس صعب للآخرين ايضا لان العراقة وحدها لا تكفي وكانت عبرة الجزيرة في وقت سابق خير دليل.