الوحدات يتطلع للحسم أمام الجبيهة الليلة.. والأرثوذكسي يفرض التعادل على الأهلي

figuur-i
figuur-i

أيمن أبو حجلة

عمان - يريد الوحدات مساء اليوم عند الساعة السابعة، حسم سلسلة نصف النهائي أمام الجبيهة، عندما يقابله في المباراة الثالثة بينهما في صالة الأمير حمزة بمدينة الحسين للشباب، ضمن منافسات دوري بنك الإسكان الممتاز لكرة السلة.
وكان الوحدات قد حقق الفوز في أول مباراتين له أمام الجبيهة، والفوز الثالث، سيضمن له بطاقة التأهل إلى المشهد الختامي، بانتظار الطرف الثاني في النهائي، بعدما حقق الأرثوذكسي أمس الفوز على الأهلي بنتيجة 81-76 (النصف الأول 41-36)، ليتعادل الفريقان 1-1 في السلسلة بينهما، قبل اللقاء الثالث بينهما عند الساعة السابعة من مساء غد الإثنين.
وتتكون سلسلة الدور نصف النهائي من 5 مباريات، ويتأهل إلى النهائي الفريقان اللذان يسبقان منافسيهما في تحقيق 3 انتصارات.
الوحدات - الجبيهة
يعلم الوحدات تماما، أن الفريق لا يعيش أفضل حالاته الفنية هذه الأيام، رغم تكامل صفوفه وتألق مجموعة من اللاعبين على المستوى الفردي.
وحتى هذه اللحظة، لم تظهر بصمات المدرب ماز تراخ على أداء الفريق، في ظل طغيان النزعة الفردية على الأداء، وعدم وجود هوية جماعية بالمعنى الحقيقي، ورغم ذلك، فإن كوكبة اللاعبين أصحاب الخبرة، يمكنها حسم المباريات في صالح الوحدات، بغض النظر عن هوية المنافس.
وبالإضافة إلى غياب الهوية الجماعية، يعاني الوحدات كثيرا على مقاعد البدلاء، فلا يشارك في مبارياته سوى لاعبين اثنين بديلين هما ابراهيم حماتي وخلدون أبو رقية، وبقية اللاعبين لا يحظون بثقة المدرب لإشراكهم وإراحة اللاعبين الأساسيين، ومساعدته في تطبيق أساليب خططية متنوعة.
الوحدات يكثف الاعتماد دائما على القدرات الهجومية المميزة لصانع ألعابه محمود عابدين الذي يتبادل المراكز مع سامي بزيع، لكن الأخير عانى من انخفاض طفيف في مستواه خلال المباراتين الأخيرتين، ولم يحقق نسب التسجيل التي اعتاد الوصول إليها منذ بداية الموسم، والفرصة تبدو سانحة أمامه للتعويض في مباراة اليوم، شريطة أن يتم توزيع الأدوار على نجوم الفريق بالتساوي.

لاعب الأرثوذكسي نيك ستوفر يلتقط الكرة خلال المباراة أمام الاهلي أول من أمس -(تصوير: أمجد الطويل)
اضافة اعلان


الانخفاض الطفيف في مستوى بزيع، قابله ارتفاع ملموس في مستوى أفضل لاعب في الدوري الموسم الماضي أحمد حمارشة، وسيكون من الظلم القول أن اللاعب لم يظهر بالمستوى المعهود ببداية الموسم، ذلك لأن دوره هذه الأيام، يختلف بشكل كلي عن دوره مع الفريق الأخضر في الموسم الماضي.
ويبقى الوصول إلى درجة معقولة من التناغم بين علي حيدر وخالد أبو عبود تحت السلة، مطلبا ملحا، وإن كان المدرب تراخ، أبعد الثاني عن فترات عديدة خلال المباراة الماضية، مع إشراك حيدر كلاعب ارتكاز، علما بأن نقطة قوة الجبيهة تكمن أساسا في هذه المنطقة تحديدا.
في الناحية المقابلة، من المتوقع أن يضع مدرب الجبيهة يوسف أبو بكر، يده على مكامن الخلل التي أضاعت الفوز على فريقه في المباراة الأخيرة.
الفريق الأزرق يقدم لمحات جماعية مميزة منذ بداية الموسم، لكن وعندما يحاول لاعب واحد حمل الفريق على كتفيه، فإن المنظومة الهجومية تنهار فجأة، لينحدر مستوى الفريق ويفقد الكرات في مراحل حساسة.
الحل لهذه المعضلة، يتمثل في منح صانع اللعب عمار بسطامي، الدور القيادي الأبرز في مباراة اليوم، فهو أكثر اللاعبين التزاما بالقالب الجماعي للفريق، من خلال تدويره للكرة وتقديمه للتمريرات الحاسمة، بمساعدة مهمة وضرورية من زميله محمد خلف صاحب الأداء الواثق.
إذا قام بسطامي بدور قيادي، وبرع خلف في التصويبات الثلاثية، وقدم لاعب الـ”سمول فوروورد” المساندة المطلوبة تحت السلة، فإن أداء الثنائي أحمد عبيد والأميركي غريغوريشون ماغي، سيتحسن بكل تأكيد تحت السلة.
لكن على عبيد بالتحديد، الابتعاد عن تولي زمام المبادرة في الأوقات الحاسمة، نظرا لكثرة فقدانه للكرة في هذه اللحظات، ما يؤدي إلى ضياع فرصة التشبت باللقاء، وبدلا من ذلك، يتوجب أن ينصب تركيزه على محاولة كسب الأخطاء الشخصية على حيدر، إضافة لدوره المعتاد في الهجوم نحو السلة بمزيج من العدوانية والدقة، لا مثيل له في الدوري حاليا.
بالإضافة إلى ذلك، أن الابتعاد عن الأخطاء الشخصية المبكرة، أمر في غاية الأهمية بالنسبة للجبيهة الذي لا يملك دكة قوية، لكن سلطان بسام وجلال بسطامي، يمكنهما إراحة الأساسيين عندما يحين وقت ذلك.
الأرثوذكسي 81 الأهلي 76
وفي مباراة أول من أمس، قدم الأرثوذكسي دلائل قوية على امتلاكه الأوراق اللازمة للوصول إلى النهائي، بعدما أوحت المباراة الأولى أمام الأهلي، إلى عدم وجود القدرات التي تمكنه من الوصول إلى هذا الحاجز.
الأرثوذكسي دخل إلى اللقاء بوجود مجموعة أساسية على الدكة لمعاناتهم من أعراض مرضية، وأهمهم فريدي ابراهيم الذي قدم المساعدة الضرورية واللازمة في الوقت الذي يهم، ليقود فريقه إلى انتصار ثمين.
غامر مدرب الأرثوذكسي معتصم سلامة في الزج بالأميركي نيك ستوفر كلاعب “باور فوروورد” إلى جانب لاعب الارتكاز يوسف أبو وزنة، في وقت توزعت فيه الأدوار على الثلاثي متري بوشة وعلي الزعبي ويزن الطويل حول القوس، وجنى سلامة في النهاية ثمار مغامرته، بعدما جارى منافسه وتقدم عليه في أغلب أوقات المباراة، رغم أن الأهلي الذي بدأ اللقاء بالخماسي الأساسي مالك كنعان وهاني الفرج وموسى العوضي والكندي غراندي غلايز ومحمد شاهر، أجاد خلال الربع الأول الذي انتهى بالتعادل 19-19، في تنويع الهجمات بقيادة المدرب هيثم طليب.
لكن مع بداية الربع الثاني، ودخول فريدي إلى التشكيلة، بدا واضحا أن الأرثوذكسي، لن يرضى بأقل من الفوز، فسجل الزعبي ثلاثية (24-19)، قبل أن يتقدم الأهلي 33-30 بعد 3 ثلاثيات متتالية من غلايز ومجدي الغزاوي والعوضي، إلا أن الأرثوذكسي بقيادة ستوفر وفريدي، إعادا الأمور إلى نصابها، قبل أن يختم الزعبي النصف الأول بسلة ذكية مانحا التقدم لفريقه (41-36).
وانطلق الأرثوذكسي في الربع الثالث، باحثا عن تعزيز تقدمه، فسجل فريدي من خارج القوس مرتين، (54-42)، ووصل الفارق إلى 17 نقطة (62-45) بعد دنك موسى مطلق، لكن الأهلي بقيادة العوضي نجح في تقليص الفارق إلى 10 نقاط (62-52) بنهاية الربع.
ولعب الأرثوذكسي في الربع الأخير بذكاء، وواصل الطويل تألقه اللافت في اللقاء بوصول سلس إلى سلة الأهلي الذي بدوره، بدأ يلتقط أنفاسه، ليصل الفارق إلى نقطتين فقط (69-67) بعد ثلاثية من الفرج، بيد أن فريدي حمل الفريق على كتفيه، عندما أخرج كنعان من الملعب بالخطأ الشخصي الخامس، وسرق الكرة وسجل من الفاست بريك، قبل أن يساهم في خروج شاهر من الملعب للسبب ذاته، ليخرج الأرثوذكسي فائزا في نهاية المطاف بفارق 5 نقاط (81-76).
تفوق الأرثوذكسي في نسبة التسجيل العامة بمعدل 43.1 % مقابل 36.0 % للأهلي الذي تواضعت نسبة تسجيله من خارج القوس بمعل 25 % (8 من 32)، مقابل 42.1 % للأرثوذكسي (8 من 19)، وجمع الأرثوذكسي 48 متابعة مقابل 44 للأهلي، وتعادل الفريقان في عدد مرات فقدان الكرة (تيرن أوفر) برصيد 11 نقطة لكل منها.
سجل كل من الفريقين 13 نقطة من التيرن أوفر على المنافس، وتفوق الأهلي في التسجيل من الفرصة الثانية (second chance) برصيد 21 نقطة مقابل 16 للأرثوذكسي الذي أحرز 19 نقطة من الفاست بريك مقابل 7 فقط للأهلي، والأخير أحرز بدلاؤه 7 نقاط أيضا مقابل 23 لبدلاء الأرثوذكسي.
وبرز ستوفر بشكل لافت في دوره الجديد، حيث سجل 21 نقطة مع 14 متابعة و5 تمريرات حاسمة، وسرقتين للكرة، وأضاف فريدي 17 نقطة مع 6 تمريرات حاسمة في 21:06 دقيقة فقط، وحقق أبو وزنة الدبل دبل مع 10 نقاط و10 متابعات وتألق أيضا الزعبي مع 13 نقطة و5 متابعات، والطويل مع 11 نقطة و5 متابعات.
في الناحية المقابلة، كان العوضي أفضل مسجلي فريقه برصيد 21 نقطة وحقق ثلاثة لاعبين الدبل دبل هم محمد شاهر (17 نقطة و13 متابعة)، وكنعان (11 نقطة و10 تمريرات حاسمة)، وغلايز (13 نقطة و15 متابعة).