الوظيفة هي الأمان! فكر مرة أخرى

Untitled-1
Untitled-1
عمان- الأمان الوظيفي.. ذلك المفهوم الذي يسيطر على عقول الشباب بأن الوظيفة المكتبية تبقى دائما وأبدا هي بر الأمان الذي سينجي من الفقر ويمنح الاستقرار والثبات. ذلك لم يأت من فراغ إنما من مفاهيم زرعها المجتمع والمحيط بنا لنصبح مؤمنين به! ماذا لو كان هذا المفهوم خاطئا؟! ماذا لو كانت الوظيفة لها مخاطر قد تكون أكبر مما تظن، والتي من الممكن أن تقتل أحلاما رافقتنا العمر برمته؟! يتم إغراؤنا بالوظيفة من منطلق أن الراتب سوف يكون في حسابك بداية كل شهر، على عكس العمل الخاص أو الريادي، الذي سيتطلب صرف جزء من أموالك كي تقطف ثمار جهدك بعد فترة من الوقت. ولكن ما يتم سماعه مؤخراً بأن المؤسسات، وبغض النظر عن حجمها، قد تلجأ للتخلي عن العاملين لديها وأحياناً من غير ذكر الأسباب، أليس هذا أخطر من العمل الخاص/الريادي الذي قد يكون محطة جديدة لنا في المستقبل؟ العديد منا يبقى عالقاً في المكان نفسه، ظناً أن ذلك داخل منطقة الأمان، ويتم تكرار ذلك يوماً بعد آخر، وهذا ما يبعدنا عن أحلامنا وتحقيقها، أو التفكير باللحاق بها. ماذا لو استطعت أن تحدث تغييرا ولو كان بسيطا كل يوم؟ تخيل ما باستطاعتك أن تحققه خلال عام! في ظل الظروف الحالية، الاقتصاد الرقمي هو مفتاح النجاح لأي فكرة أو مشروع بغض النظر عن حجم المشروع، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بالإمكان تحقيق مكاسب مالية وتعظيمها، إن كانت هنالك أفكار لافتة تتماشى مع سوق العمل الحالي وتخدم تطلعاته. نعيش حالياً في عصر التطور وقد وصلنا الى مرحلة النضوج والثقة بالأعمال الرقمية، وذلك لم يكن فقط منذ عام مضى، حجم التطور الذي شهدناه من بداية العام الى يومنا هذا، تطور هائل، على صعيد المؤسسات الكبيرة أو الصغيرة والتي استطاعت أن تواكب وتعظم من أرباحها، وهناك أمثلة عدة على ذلك محلياً وعالمياً، وقصص نجاح لشباب أردنيين استطاعت شركاتهم أن تحقق أرباحا هائلة وترتقي بأفكار تواكب تطور العالم. ما الذي يمنع من وضع خطة بديلة تكون سبباً لنجاحنا؟ هناك العديد من الشباب الرياديين الذين أثبتوا مكانتهم في السوق الأردني ووصلوا الى الأسواق العالمية وتم استثمار عشرات الملايين في أفكارهم/مؤسساتهم، لماذا؟ لأنه لا يوجد ما يسمى بفكرة خاطئة، بل يوجد عزيمة وإصرار. ما قاموا بفعله هو الجرأة والخروج من المنطقة الآمنة وملاحقة أحلامهم التي كانت وما تزال سببا لنجاحهم. لذلك أقول إن قصة نجاحك لم تنته بعد، حتى تنجح! بحسب آخر الإحصائيات التي تم نشرها، وصلت نسبة البطالة في الأردن الى 23 % مقارنة بالعام 2019؛ حيث بلغت 19.2 %، وهذه النسبة تعد مرتفعة جداً خاصة بين فئة الشباب. لذلك حان وقت تغيير الأفكار التي بدواخلنا وتطويرها والارتقاء بها وصولا إلى مشاريع ريادية تحقق نجاحا كبيرا من دون انتظار الوظيفة التي يعد الاستقرار بها أصعب بكثير مع استمرار أزمة فيروس كورونا وتأثيرها الكبير وتسببها بخسارات لشركات ومؤسسات، ليكون الحل المبدئي والأسهل دائما: التضحية بـ"الموظف"! ناصر صايمة ناشط بالتطوير الذاتي وقيادة الأعمالاضافة اعلان