انتخابات "المهندسين": محاولات يائسة لتوحيد "البيضاء" و"الخضراء".. و"المستقل" يعمل بصمت

مهندسة تدلي بصوتها بانتخابات نقابة المهندسين الماضية في مجمع النقابات -(أرشيفية)
مهندسة تدلي بصوتها بانتخابات نقابة المهندسين الماضية في مجمع النقابات -(أرشيفية)

محمد الكيالي

عمان - مع اقتراب “العرس” الانتخابي لنقابة المهندسين، في دورتها الجديدة، السابعة والعشرين، والمقرر في أيار (مايو) المقبل، تواصل القوائم المتنافسة، بكافة توجهاتها وأطيافها، حشد قوتها ومناصريها لكسب المعركة المرتقبة، فيما يتوقع مراقبون أن تكون المعركة الانتخابية المقبلة في أكبر النقابات المهنية الأكثر سخونة منذ سنوات.
وفيما أكدت مصادر مطلعة داخل قائمتي “البيضاء (التيار الإسلامي)” و “الخضراء (التيار القومي واليساري)”، أن الاجتماعات، بينهما شبه متوقفة، إن لم تكن توقفت فعلا، إلا أن التيار الهندسي المستقل، والذي يعد الوليد الجديد في النقابة، ولم يسبق له خوض الانتخابات، ما يزال يعمل خلف الكواليس وبعيدا عن الإعلام، لبحث امكانية إقامة نوع من التحالفات مع كلتا القائمتين، رغم صعوبة تحقق ذلك، خاصة مع “البيضاء” حسب مراقبين.
الدورة الانتخابية، والتي تمتد على مدار ثلاث سنوات، من العام 2015 إلى العام 2018 ستنطلق في شباط (فبراير) المقبل بانتخابات مجالس فروع النقابة في المحافظات، البالغ عددها 11 فرعا وممثليها في الهيئة المركزية.
وتلي انتخابات مجالس الفروع، انتخابات مجالس الشعب الهندسية الست، وهي (الكهربائية والمدنية والميكانيكية والكيماوية والمعمارية والمناجم والتعدين)، وأعضاء الشُعب في الهيئة المركزية في نهاية شباط (فبراير)، تليها انتخابات نقيب ونائب النقيب وأعضاء مجلس النقابة السبعة بداية أيار (مايو) المقبل.
وبعد أن انتخبت القائمة الخضراء (تحالف القوميين واليساريين) لجنتها التنفيذية، المكونة من 16 مهندسا، من مختلف التوجهات النقابية والحزبية، تعمل في الأيام المقبلة على دراسة الأسماء المطروحة لديها للترشح للانتخابات، وفق مصدر مطلع في القائمة.
وبالرغم من أن آخر فوز لـ”الخضراء” في انتخابات النقابة، كان في بداية تسعينيات القرن الماضي، إلا أن هذه القائمة تعتبر الدورة السابعة والعشرين المرتقبة، بمثابة دورة مفصلية، عليها أن تؤدي إلى انهاء احتكار التيار الإسلامي، والقائمة البيضاء، لمجلس النقابة ومجالس الشعب والفروع.
مراقبون للشأن النقابي الهندسي، يرون أن الانتخابات المقبلة ستكون مختلفة عن سابقاتها، من حيث الإقبال على المشاركة من جهة، ومن حيث الأسماء المرشحة، فيما يتوقع أن تحتفظ القائمة البيضاء بمعظم أسماء مرشحيها لعضوية مجلس النقابة، باستثناء طرحها لمرشح جديد لمنصب النقيب، خلفا للنقيب الحالي عبدالله عبيدات، الذي لا يمكن له الترشح مرة ثالثة بعد أن حصد منصب النقيب على مدى دورتين متتاليتين.
ويؤكدون أن “البيضاء” تعمل في الوقت الحالي على التحضير لمحاورة “الخضراء”، لبحث امكانية تشكيل ائتلاف نقابي، تخوضان فيه انتخابات الشعب والفروع، حيث تنتظر الأولى رد الأخيرة، على ذلك، بعد أن شكل الطرفان لجانهما التي ستعمل على عقد الاجتماعات الثنائية، الا ان مراقبين يؤكدون صعوبة الاتفاق بين الطرفين والتحالف في الانتخابات.
ويدفع دعاة التحاور والائتلاف بين القائمتين البيضاء والخضراء الى الاتفاق على تشكيل قوائم “منقوصة” او غير مغلقة بكامل المقاعد، لخوض انتخابات مجالس الشعب، بحيث تتحقق نظرية التمثيل النسبي، في هذه المجالس، وبالتالي فوز اعضاء من كلتا القائمتين، بدلا من اعضاء ممثلين لتيار واحد، كما جرت العادة في الدورات الأخيرة.
من جهة أخرى، يعتبر اقطاب القائمة البيضاء ان انتخابات الدورة المقبلة ستكون الاكثر تنافسية منذ سنين مضت، فيما لم يترددوا في توجيه اتهامات علنية بان ثمة مؤشرات لـ”تدخلات حكومية” في الانتخابات، من خلال دعم جهات معنية لتحقيق مكاسب انتخابية.
تجمع المهندسين المستقلين، الذي يعتبر التجمع الوليد الجديد في النقابة، يعمل بصمت، وفق مصادر مقربة منه، حيث تدور الاجتماعات في مختلف محافظات المملكة، لتشكيل تحالفات، تكون قادرة على خوض المنافسة الانتخابية بشكل قوي.
ويحمل التجمع الجديد تطلعات عدة في الانتخابات المقبلة، أهمها تجربة المنافسة والتغيير، إضافة إلى العمل على الإطاحة بـ”التيار الاسلامي” من سدة النقابة، حيث سبق وأن أكد التجمع، خلال حفل إشهاره مؤخرا، أنه يأتي كصوت موحد لـ “الأغلبية الصامتة”، التي لحق بها التهميش والإقصاء، وفق بيان التجمع التأسيسي.

اضافة اعلان

[email protected]