انتصار حكومي جديد للقطاع الخاص!

بطريقة أو بأخرى تُسجل حكومة النهضة انتصارًا جديدًا لصالح القطاع الخاص، على حساب المواطن الأردني، وخصوصًا أولئك محدودي الدخل، ولكن هذه المرة، حصرته في قطاع التعليم الخاص، حيث كان من نصيبها فقط. نعم، انتصار حكومي للتعليم الخاص.. فهناك معلومات تتسرب أو تحليلات، تُشير إلى أن التعليم سيكون في أول شهر فقط من العام الدراسي، أي ما بين بداية شهر أيلول وحتى مطلع تشرين الأول المقبلين، ثم جعله «عن بُعد»، وخاصة مع تزايد الإصابات اليومية التي باتت تتعدى حاجز الـ23 إصابة يوميًا. بهذه الطريقة تكون الحكومة، ممثلة بوزارة التربية والتعليم، قد ضربت عصفورين بحجر واحد، إذ بذلك ستُنجي نفسها من احتمالية انتقال طلبة بأعداد كبيرة من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية، التي تُعاني أصلًا الأمرين، جراء قلة عددها، والاكتظاظ الطلابي فيها، وافتقادها لبنى تحتية، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، فهي تُسهم، بطريقة أو بأخرى، بالإبقاء على نسبة كبيرة من الأرباح، كانت وما تزال وستبقى تجنيها المدارس الخاصة، التي وللأمانة تُسهم بتعليم نسبة ليست بسيطة من الطلبة، إلا أنها تحقق أرباحًا طائلة من وراء ذلك. وإلا ما معنى وفائدة تصريحات وزير الصحة سعد جابر، لقناة المملكة الفضائية مساء الأحد الماضي، حول»اعتماد نظام التدريس الهجين في المدارس. أي بمعنى دراسة المواد الأساسية داخل الصفوف، أما بقية المواد فستتم عن بُعد». ليس شكًا، وإنما يقينًا، بأن مثل هذه التصريحات تصب في صالح المؤسسات التعليمة الخاصة، التي تغولت كثيرًا، إلى درجة لم تقم بتخفيض الرسوم الدراسية، جراء ما يمربه الوطن والمواطن من أزمة بل أزمات، وإن كان هناك مدارس خاصة أكدت أنه سيكون هناك خصم مالي في حال كان التعليم «عن بُعد»، ولكن للأسف فإن ذلك الخصم في حال حصوله ليس مجزيًا. إن الكثير من أولياء الأمور، أمامهم خياران أحلاهما مر، فهم إما يبقون أولادهم في المدارس الخاصة، وهنا سيتحملون الكلف المالية المرتفعة جراء ذلك، وإما يُغامرون ويدفعون بفلذات أكبادهم نحو المدارس الحكومية، التي أصبح حالها يسر أعداء الوطن، والأمة العربية. نقطة أخرى، هل راعت الحكومة وهي تُدلي بمثل تلك التصريحات أوضاع الأمهات العاملات.. فعندما يكون هناك يومان أو ثلاثة أيام في الأسبوع الواحد،التعليم فيها «عن بُعد»، فإن ذلك سيسبب إرباكًا لتلك الأمهات، إذ كيف سينظمن بين أعمالهن وذلك التعليم، وبالأخص إذا كانت تعمل في مؤسسة، لا تُقيم وزنًا ولا اعتبارًا ولاتعاطفًا لمثل هذه القرارات. نقطة ثالثة، الحكومة لم تُفصح عن الترتيبات الخاصة، بشأن العملية الدارسية، بما فيها عودة المدارس، والدوام لمدة ثلاثة أيام؟ وكيف ستتمكن خلال تدريس الموادالأساسية، من تنظيم علمية التباعد بين الطلبة، في صفوف مدرسية أكثرها مثالية يكون عدد طلبتها بين ثلاثين وأربعين طالبًا. وبعيدًا عن كل ذلك، أما آن للتخبط الحكومي أن يزول أو على الأقل تخفيفه قدر الإمكان، فها هو رئيس حكومة النهضة، عمر الرزاز، يقول إننا دخلنا في المرحلة الثانية من جائحة فيروس كورونا المستجد، فيما الوزير جابر يؤكد أن «الحالة الوبائية الراهنة تتيح عودة الطلبة للمدارس ضمن ترتيبات خاصة». في حين يؤكد الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية للأوبئة الدكتور نذيرعبيدات « أن الوضع الوبائي الحالي في الأردن ليس مثاليا للغاية لعودة الطلبة إلى مدارسهم، داعيا لأخذ الحيطة والحذر»!.اضافة اعلان