اندي موراي بطل وفي لبلدته دنبلاين

البريطاني أندي موراي يطبع قبلته على كأس بطولة ويمبلدون  - (أرشيفية)
البريطاني أندي موراي يطبع قبلته على كأس بطولة ويمبلدون - (أرشيفية)

بيروت - سرّت بلدة دنبلاين الأسكتلندية بابنها البار اندي موراي، وحيت إنجاز فوزه بلقب بطولة ويمبلدون للتنس بعد انتظار بريطاني منذ العام 1936، يوم توج فرد بيري. اضافة اعلان
البلدة التي تعد حوالى 10 آلاف نسمة، الواقعة في منتصف الطريق بين غلاسغو وادنبره، محافظة هادئة ومعتدة بذاتها، نفضت بعد انتصار موراي بلقب “نادي عموم انجلترا” أحزان المجزرة التي ارتكبها توماس هاميلتون (43 عاما) العام 1996، حين اقتحم قاعة الرياضة في مدرسة ابتدائية وأردى بسلاح مرخص 16 تلميذا تتراوح أعمارهم بين 5 و6 سنوات ومعلمتهم، ثم انتحر.
عامذاك كان موراي تلميذا في الثامنة من عمره، ولاعبا واعدا في التنس يتفوق على من هم أكبر منه سنا، وقد نجا من تلك المجزرة. وفي كتاب سيرته “الرد” الصادر العام 2008، يتطرق موراي إلى تلك المأساة التي يصفها بالأمر القاسي “الذي لا يمكنني التفكير به خصوصا انني كنت أعرف القاتل إذ كان يتردد على المكان”.
القاعة الرياضية هدمت بعد شهر من الفاجعة، واستعيض عنها بلوحة تذكارية حفرت عليها جملة “لن ننسى الضحايا أبدا”.
بين ليلة وضحاها أصبحت دنبلاين سلبا على كل شفة ولسان، وحول موراي شهرتها منذ العام الماضي إلى أمر إيجابي، بعدما أحرز ذهبية دورة لندن الأولمبية، وعززها بعد أقل من شهر بلقب بطولة الولايات المتحدة المفتوحة (لقبه الأول في الغراند سلام)، قبل أن يحصد التتويج هذا الموسم في ويمبلدون.
ولعل المفارقة أن موراي سلك درب الانتصارات الكبيرة تحت إشراف النجم السابق الأميركي ايفان ليندل، والذي عبر عن سعادته بفوز “تلميذه” في ويمبلدون، الدورة التي عجز عن ترويضها على رغم 14 محاولة بلغ خلالها الدور النهائي مرتين!
يشير براين ملفيل، مدرب الأخوين موراي، إلى أن أندي منذ كان في السابعة من عمره يمقت الخسارة وتثير أعصابه. ويبدو أنه تأثر بوالدته جوديت اللاعبة المحترفة السابقة، قائدة المنتخب البريطاني لمسابقة كأس الاتحاد، التي تتابع مسيرة “بطلها” عن كثب ولها اليد الطولى لما بلغه من شهرة.
توضح السيدة موراي أن الظروف المناخية الصعبة، لا سيما البرد القارس والمطر الشديد “أبعدت أندي عن دنبلاين فالتدريب الجدي يلزمه مناخ مختلف”.
انتقل موراي (90ر1م، 84 كلغ) إلى اسبانيا في سن الرابعة عشرة وانخرط في مدارس إعداد متخصصة، واحترف العام 2005، وأحرز حتى الآن 28 لقبا، ويحتل المركز الثاني في التصنيف الدولي.
وتؤكد الوالدة جوديت أن الموهبة وحدها لا تكفي في مسيرة الاحتراف ان لم تكن مقرونة بعمل مضن وتدريب شاق. وبناء عليه، وجد موراي في اسبانيا حيث تحضر تحت اشراف اميليو سانشيز وباتو الفاريس “أفضل خيار، اذ لا مجال للتقدم لو بقي في اسكتلندا” كما تكشف والدته، مضيفة انه بعد الفوز باللقب الأوروبي لفئته العمرية، عمل بنصيحة رفاييل نادال ونقل له رغبته بالانتقال إلى هناك، و”وجدت ان لا طائل من الرفض”.
حمل موراي من جوديت خصالا عدة، ويتميز مثلها بالتصلب في الرأي والعناد والاصرار، ما يولد كرهه للخسارة، وتقول في هذا الصدد: “انه مثلي خاسر سيء”.
أعجب موراي في فترة المراهقة بالنجم السابق الأميركي اندريه أغاسي وقلده في لباسه وحركاته، وبجانب من أدائه لا سيما الضربات الجانبية.
يحضر موراي مرتين سنويا على الأقل إلى دنبلاين، حيث ما يزال منزل جديه كما يملك عمه متجرا لبيع النظارات في الشارع الرئيسي للبلدة، وتنظم والدته دورات تدريب ومباريات للصغار.
وتقدر دنبلاين وفاء ابنها، فبعد فوزه الـولمبي وحصده لقب فلاشينغ ميدوز العام الماضي، نظمت له استقبالا شارك فيه 15 ألف شخص، وانتظره أكثر من 200 لاعب من الصغار ليشاركوه في كرات استعراضية. وهذه السنة زين بائع السكاكر بيتر مولدرون محله، الذي اعتاد موراي على ارتياده صغيرا، بأعلام اسكتلندا وصور لأندي ويافطات ترحيب وتهئنة.  وأكد انه لم يعلقها إلا بعد فوزه على الصربي نوفاك ديوكوفيتش في النهائي، خشية “ان تنتكس فرحتنا على غرار العام الماضي حين خسر النهائي امام السويسري روجيه فيدرر”، وقبل ان يرد له التحية في النهائي الأولمبي.
ووعد موراي بأن يقدم مساعدة للجيل الجديد من اللاعبين في دنبلاين، معلنا عن بناء مجمع مقفل للتنس والغولف بالتعاون مع مواطنه كولن مونتغمري. -(أ ف ب)