انشقاق ضار بالمعارضة

هآرتس أسرة التحرير  2/1/2019 اتخذ رئيس حزب العمل آفي غباي أمس خطوة يائسة في ضوء وصول حزبه في الاستطلاعات لعدد من منزلة واحدة من المقاعد في الكنيست القادم. فقد حل "المعسكر الصهيوني"، الشراكة المتعثرة بين العمل وحزب الحركة لتسيبي ليفني وذلك على ما يبدو بهدف التحرر من ضمان كراس غالية لجماعتها. فقد اختار غباي طرد ليفني فجأة وبالبث الحي والمباشر، ساخرا من تنقلاتها بين الأحزاب. لعله اعتقد بانه سيتخذ بذلك صورة "الرجل" و "زعيم جديد ولد"، وينجو من الدعوات لتغييره، والتي قادتها ليفني في مساعيها الحثيثة لتوحيد كتلة اليسار- الوسط. ولكن غباي، الذي اتهم في الماضي اليساريين بأنهم "نسوا كيف يكونوا يهودا"، نسي على ما يبدو الهدف الاعلى للكتلة التي يدعي قيادتها بمكوثه على رأس حزب المعارضة الأكبر في الكنيست المنصرف. فكتلة اليسار، الوسط ملزمة بان تركز على مهمة واحدة ووحيدة: تغيير الحكم في إسرائيل وانقاذها من حملة المصائب التي تلقيها عليها حكومة اليمين المتطرف برئاسة المشبوه بالفساد بنيامين نتنياهو. فالاستطلاعات والتقديرات السياسية تتنبأ بان هذه هي المهمة الأصعب في الانتخابات التي ستجرى في 9 نيسان. ولكن المعسكر ملزم بان يبذل كل جهد مستطاع وأن يقف بقوة في مواجهة نتنياهو ورفاقه من اليمين الجديد والقديم. بالضبط مثلما فعلت ليفني ويتسحاق هيرتسوغ في الانتخابات السابقة. منذ الاعلان عن تقديم موعد الانتخابات، يقود غباي حملة تقدمه بانه هو المرشح الوحيد لرئاسة الوزراء في مواجهة نتنياهو. وابعاد ليفني يفترض أن يعزز هذه الرسالة. لشدة السخف، يتجاهل غباي ثلاثة عناصر مهمة. اولا، الاستطلاعات الاخيرة، مع كل مشاكلها المنهاجية، تعرض طموحه في ضوء سخيف. ثانيا، ليفني قد تكون بدلت بيوتا سياسية، ولكن منذ حكومة شارون وهي تعبر عن موقف واضح يسعى إلى السلام مع الفلسطينيين والديمقراطية الليبرالية في الداخل، وأثبتت ذلك من جديد في ولايتها القصيرة في رئاسة المعارضة. ان التخلي عن شخصية معارضة بوضوح مثل ليفني لا يعزز المعسكر المعارض لنتنياهو. ثالثا، يتنافس غباي مع بيني غانتس ويائير لبيد، اللذين حسب الاستطلاعات يتقدمان عليه بالسعي إلى قيادة الكتلة. من الصعب الافتراض بانهما سيتأثران من هذه المسرحية العنيفة لجلسة الكتلة الاخيرة للمعسكر الصهيوني ويختارا تسليمه الصدارة. في الفترة المتبقية حتى الانتخابات، فإن غباي، وكل سياسي آخر في المعارضة ملزمون بان يضعوا جانبا الترفيع الذاتي وأن ينخرطوا في المهمة الكبيرة الحيوية لتغيير نتنياهو، متحدين من خلف الزعيم ذي الفرص الاكبر للنجاح. للوحدة السياسية ثمن في تحطيم التطلعات وطمس المواقف، ولكن لا مفر أيضا، مثلما قال في حينه يتسحاق بن اهرون، من عظماء زعماء اليسار، الذي خاف من صعود اليمين، "الجسارة للتغيير قبل الاضطرابات".اضافة اعلان