انطلاق "الشارقة للكتاب" الأكبر عالميا ببيع وشراء حقوق النشر والترجمة

+546
+546

الشارقة- الغد- في أمسية ثقافية مغلفة بحب الكلمة المقروءة والإلهام والإنجاز، افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء أول من أمس، وبحضور الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار "كلمة للعالم"، وذلك في الفترة 2-13 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، في مركز إكسبو الشارقة.اضافة اعلان
ورحب حاكم الشارقة، في كلمة بمناسبة الافتتاح، بالحضور من العلماء والكتاب والمثقفين من ضيوف معرض الشارقة للكتاب، لافتاً إلى أن المعرض شهد في العامين الماضيين إطلاق الأجزاء الأولى من المعجم التاريخي للغة العربية.
وأعلن الشيخ القاسمي عن إطلاق الأجزاء الجديدة للمعجم، مباركاً هذا الإنجاز العلمي الكبير، قائلاً "ونحن إذ نجتمع في هذه المناسبة العظيمة، أتوجه بالتهنئة إلى كل أبناء العربية على هذا الإنجاز الذي كنا ننتظره منذ أمد بعيد، بهذه الأجزاء الـ36 التي تؤرخ لـ9 أحرف من حروف العربية، ونحن اليوم في منتصف الطريق والمستقبل القريب حافل بالخيرات بإذن الله".
وتناول حاكم الشارقة أهمية وفوائد المعجم في البحث والتأريخ، وشموليته لكل المعارف اللغوية العربية وتفرده المعلوماتي، قائلاً "إن المعجم التاريخي الذي ما أنجز منه متاح بشكله المطبوع والرقمي، ليس معجماً كسائر المعاجم يشرح معاني كلمات العربية ويعرف بمعانيها فقط، وإنما هو سجل هذه الأمة وتاريخها وديوان أشعارها وأخبارها وأمثالها ابتداءً من عصر النقوش القديمة ومروراً بجميع أعصر العرب التاريخية، ووصولاً إلى العصر الحديث".
وقدم الحاكم الشكر الجزيل إلى كل من عمل وساعد على إنجاز المعجم التاريخي من العلماء الأجلاء، قائلاً "يا علماء العربية في كل مكان، يا من بذلتم جهوداً لتصنعوا هذا النجاح، باسم أبناء العربية جميعاً نتقدم لكم بالشكر الجزيل، وهذا اليوم هو يوم سروركم وابتهاجكم بعظمة الإنجاز".
واختتم حاكم الشارقة كلمته بالإشارة إلى الحدث الثقافي الكبير الذي تعيشه الإمارة هذه الأيام، داعياً الجميع إلى الاستفادة منه، قائلاً "تعيش الشارقة أكثر من 10 أيام من الحراك الثقافي من خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب بخلاف ما يعرض بين أجنحته من كتب في مختلف المعارف والعلوم، وإننا ننتهز هذه الفرصة لندعو الجميع، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، للإقبال على هذا المعرض، والنهل مما في صالاته من العلوم والمعارف والثقافات بمختلف لغات العالم".
وتفضل حاكم الشارقة بالتقاط صورة تذكارية مع العلماء الذين أسهموا في العمل على مشروع المعجم التاريخي للغة العربية من رؤساء المجامع اللغوية في الوطن العربي. كما كرم شخصية العام الثقافية في المعرض لهذه الدورة، وهو المؤرخ السوداني البروفيسور يوسف فضل حسن.
وألقى أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب كلمة تناول فيها الأهمية الكبرى لمعرض الشارقة للكتاب والتطور المتواصل الذي أصبح يحققه المعرض، مما جعل الشارقة قبلة للكتاب ومحطة عالمية للثقافة. وأعلن رئيس هيئة الشارقة للكتاب، في كلمته، عن تصدر معرض الشارقة الدولي للكتاب، للعام الثاني على التوالي، معارض الكتب العالمية، ليستمر المعرض الأكبر على مستوى العالم، على مستوى بيع وشراء حقوق النشر والترجمة.
وقدم العامري، في كلمته، الشكر والتقدير إلى حاكم الشارقة على دعمه المعرض منذ سنوات بعيدة، قائلاً "معرض الشارقة الدولي للكتاب تاريخ ومستقبل؛ أربعون عاماً ماضية أسست لمستقبل قرن مقبل، مبارك للشارقة، ومبارك للإمارات، هذا الإنجاز المستحق".
وتوجه العامري بالشكر لكل المشاركين في المعرض، بقوله "الوصول لهذا المكان جاء بحضوركم ومشاركتكم، وكل الشكر لفريق العمل الذي تعب وسهر لنستحق هذه المكانة العالمية".
ومن جانبه، ألقى البروفيسور يوسف فضل كلمة بمناسبة تكريمه بشخصية العام الثقافية وجه فيها الشكر والتقدير إلى حاكم الشارقة على جهوده الثقافية والمعرفية في دول العالم كافة.
وقال في كلمته "إن حاكم الشارقة له أيادٍ بيضاء وجهود لا محدودة في دعم العلماء وطلبة العلم والجامعات والمعاهد، وجهود بناءة في حقول تطوير العلاقات بين الدول العربية وبقية ثقافات العالم عبر إجراء الحوارات وإقامة المؤتمرات المتخصصة"، مشيراً إلى أنه كان شاهد عصر لكل تلك الجهود خلال أكثر من أربعة عقود سابقة.
وتوجه بالشكر والتقدير على اختياره شخصية العام الثقافية وتكريمه تكريماً يفتخر به كونه في إمارة الثقافة والكتاب والعلم والمعرفة.
ومن جانبه، تحدث لورينزو فانارا، سفير جمهورية إيطاليا لدى الدولة، وعبر عن سعادته لحضوره ممثلاً عن إيطاليا ضيف شرف الدورة الجديدة من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، وقال "إن الشارقة ليست عاصمة الثقافة في العالم العربي فحسب، بل عاصمة الكتاب في العالم بأسره".
وأوضح أن إيطاليا تشارك بعدد كبير من الكتاب، والطهاة، و12 دار نشر، مع مجموعة من العروض المسرحية والفنية والراقصة انطلاقاً من إيمانها بضرورة الاستثمار بالثقافة والحوار الثقافي وتعزيز القيم المشتركة، وتسليح الأجيال المقبلة من الشباب بالتفكير النقدي، من خلال حثهم على قراءة المزيد من الكتب.
وكان الحفل قد استهل بعرض فني تضمن لوحات إبداعية رقمية، وعروضا حية تجسد أهمية الكلمة، وأثرها في بناء الحضارات، جاء فيه: "كل شيء يبدأ بكلمة، يتلقاها العقل لتشكل معنى، فيبنى حضارة وحياة، في الكلمة كانت عبرة سقاها تاريخ الأجداد، فكانت نبراساً لدروب مستقبل الأجيال".
وشهد الحفل عرضاً مرئياً يحكي مسيرة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية الذي تتشرف الشارقة بإطلاقه، وذلك على مراحل عدة كأحد جهود حاكم الشارقة الكبيرة في الاهتمام باللغة العربية وتاريخها وتوثيقها، وذلك بالتعاون مع المجامع اللغوية كافة في مختلف الدول العربية؛ حيث يعمل المعجم لتأريخ 17 قرناً من تاريخ مفردات لغة الضاد.
وتجول الحاكم، عقب حفل الافتتاح، في أروقة المعرض، مطلعاً على عدد من الأجنحة للمؤسسات والهيئات ودور النشر المشاركة، ومستعرضاً ما يقدمه المعرض في دورته الحالية.
ووقع خلال زيارته لمنشورات القاسمي عدداً من نسخ إصدارات سموه سلاطين كلوة والجريئة، مهدياً هذه النسخ لبعض ضيوف المعرض.
ويستضيف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ41 هذا العام 2.213 ناشراً من 95 دولة، منهم 1298 دار نشر عربية و915 أجنبية، وينظم المعرض 123 عرضاً فنياً، يقدمها 22 مشاركاً من 8 دول، منها 6 برامج جديدة تقام لأول مرة، إضافة إلى أكثر من 30 فعالية مخصصة لأبرز طهاة المنطقة والعالم.
ويشارك في فعاليات المعرض 150 من كبار الكتاب والمفكرين والمبدعين والفنانين العرب والأجانب من 15 دولة، يقدمون 1500 فعالية وجلسة حوارية متنوعة، منها 200 فعالية ثقافية تضم جلسات وقراءات وورش عمل، وخطابات حول تجاربهم الإبداعية في مختلف أنواع المعارف والتأليف.