
هآرتس
رفيت هيخت 15/3/2023
كل من يعولون على أي وحي ديمقراطي نابض أو اندفاعة اخلاقية تنبثق من ينابيع ضمائر أعضاء الكنيست من الليكود والذين لم يخضعوا تماما بعد للحلم الهستيري لياريف لفين أو التهريج الكهاني لايتمار بن غفير، ويجعلهم يوقفون الانقلاب النظامي – كل هؤلاء نوصيهم في هذه المرحلة المتقدمة والعاصفة بتغيير منظومة التشغيل وانزال التحديثات. “المعتدلون” تبين أنهم في الأساس جبناء ينتظرون فقط ليس أن يبني أي أحد سلم للحكومة، بل حتى وضعه من أجلهم في الزاوية المناسبة على الشجرة. ومن يتكلم فهو غير معتدل تماما.
من يتطلعون إلى يولي ادلشتاين الذي غاب عن التصويت بالقراءة الأولى على قانون عدم الأهلية وفقرة الاستقواء، يجب تذكيرهم أنه هو نفسه تصادم بصورة كبيرة مع المحكمة العليا عندما رفض تطبيق قرار حكم من كرسيه كرئيس للكنيست، وحتى أنه قدم استقالته بسبب ذلك. ادلشتاين يدعي أنه في الوقت الذي جرى فيه التصويت في ليلة الاثنين – الثلاثاء الماضي كان في جنازة. وبموافقة رئيس الائتلاف، اوفير كاتس، فقد تمت معادلة غيابه مع غياب شارون هسكل من المعسكر الرسمي. لا توجد هنا دراما، يشيرون في محيطه، أو حتى بوادر للمستقبل.
لكن في الليكود فرضوا أول من أمس عقوبات على ادلشتاين وعلى مجموعات بيبية انقضت عليه واعلنت بأنه – من بين من اقترحوا الغاء قانون الانفصال الذي تم تقديمه هو ايضا للقراءة الاولى في الكنيست – قد انتقل الى اليسار. “في الواقع الجميع يأتي من نفس المكتب الذي يبحث عن مذنبين في حالة صعبة”، قال مصدر رفيع في الليكود. “ادلشتاين ما يزال قويا، هذه حقيقة، وهو الوحيد من بين أعضاء الكنيست الذي يتجرأ على التحدث”.
الضغط في الليكود كبير. هذا لا يعتبر موضوعا اخلاقيا، بل هو انتهازية نقية. أعضاء الكنيست من الليكود يخافون لأنهم يشعرون أن مستقبلهم السياسي قد أصبح ضعيفا جدا بسبب الإدارة السيئة للحكومة، ومشروع الانقلاب النظامي الذي تعقد بشكل لا يمكن تقديره. يمكن أن نضيف اليهم معسكر الساخطين المفعم بالحيوية والساخط على نتنياهو، الذي يشمل دافيد بيتان وداني دنون ودودي امسالم ايضا (الذي لن يصوت فقط ضد الانقلاب النظامي، بل سيكون مسرورا كما يبدو بقيادة جرافة “دي9”)، الذي حتى الآن لم يدخل إلى وزارة العدل وحتى أنه لم يتم تعيينه في منصب وزير يربط بين الكنيست والحكومة (امسالم يقول بأن هذه الامور ستحدث في القريب).
“استمرارا للإدارة المشينة للمفاوضات، التي خربت صورة الليكود، فإن ياريف لفين يعرض الآن النجاح المدهش لتمرير الإصلاح”، قال مصدر في الليكود. “لفين اعتقد أنه سيأتون أمامه للمفاوضات وحمل أكبر قدر من الأغنام كي يتخلص منها في الطريق. الجانب الثاني لم يأت إلى المفاوضات، ونحن عالقون مع قضية يمكن أن تنهينا. أنا أجد صعوبة في التصديق بأن الإصلاح سيمر بهذا الشكل. نتنياهو ليس غبيا، فهو يعرف أنه مع قوانين كهذه يكون قد قضى علينا. المشكلة الآن هي أنه لا يسيطر على أي شيء”.
رغم كل هذه الأمور، والشكوك في أوساط أعضاء الكنيست، من المهم الفهم بأن القاعدة توجد في مكان آخر. في السنوات الاخيرة كبار رؤساء الليكود، وعلى رأسهم نتنياهو، تسببوا بجنون جمهور الليكود بالتحريض على جهاز القضاء والآن النمر يخرج عن السيطرة. فهو يمسك بالمروض بين أسنانه ويهدد بافتراسه اذا اظهر أي تنازل. “لا يهمني أن لا يكون لي ما آكله، وأن يتفكك الجيش وأن يتم تدمير كل شيء هنا. الأساس هو أن لا يقومون باهانتنا مرة اخرى، وأن لا يقوموا بتعيين قضاة اشكناز”، قال لي في هذا الاسبوع عضو له تأثير في المركز. “اذا تنازل نتنياهو الآن فهو سيكون قد دخل الى مخاطرة مزدوجة. فهو سيفقد القاعدة وسيفقد الشركاء في الائتلاف”.
إذا ذكرنا الشركاء في الائتلاف فمن المناسب التوقف لحظة عند أعضاء الكنيست الحريديين الذين يحافظون على خط ثابت في إخلاصهم الأناني المثير للدهشة. فهم لا يهتمون بأي شيء عدا عن مصير آريه درعي وتحقيق المزيد من التسهيلات والمكاسب لقطاعهم. جزء من أعضاء الكنيست من شاس، المعروفين بالفهم الواسع والمزاج اللطيف والبشرى الجميلة لوحدة إسرائيل المذهلة، يصعدون ويهبطون من اللجنة الخاصة التي شكلت من أجل القانون الفاسد لتعيين درعي الى لجنة الدستور، وشيء واحد فقط يقف امام أنظارهم.
أعضاء الكنيست من يهدوت هتوراة باستثناء اسحق بندروس، لا يكلفون انفسهم عناء الوصول الى سيرك سمحا روتمان. ماذا يعنيهم ذلك أصلا؟ هؤلاء يعنيهم فقط فقرة الاستقواء لاجازة قانون التجنيد الذي سيعفي ابناءهم من الخطر في أن يضطروا للمشاركة في الدفاع عن اسرائيل، وهذا الامر يمكن اغلاقه بتهديد لا يزيد عن ربع ثانية. ما فائدة الاحتكاك مع هذا الآخر، مع إسرائيل التي تمولهم وتدافع عنهم، وهي تتعرض لحرب داخلية مؤلمة؟.
في هذا الاسبوع جاء الى لجنة الدستور القانون والقضاء البروفيسور يوفال البشان والدكتور غيورا يارون، اللذان بادرا الى طرح احدى خطط المصالحة التي اطلقت في الأسبوع الماضي (التي ستنهي كما يبدو دورها التاريخي في اللحظة التي ستنشر فيها خطة الرئيس اسحق هرتسوغ). البشان حاول الاجابة على الاسئلة الكثيرة التي طرحت في اللجنة، تقريبا جميعها من المعارضة، واعترف بأنه توجد قضايا وسيناريوهات مختلفة، التي واضعو الخطة لم ينتبهوا اليها وهم بحاجة الى وقت كبير من اجل التوصل الى تفاهمات واسعة وثابتة في مواضيع مهمة جدا. وأن الهدف الوحيد من نشر الخطة هو اثارة نقاش معين.
باستثناء روتمان، الذي بغطرسته المتميزة والمقطوعة عن الواقع قال إن الخطة تشمل مشاكل كثيرة ولكنها تشكل نقطة جيدة للانطلاق، فان الائتلاف يبدو أنه يتبنى الاقتراح مثل الدب اللطيف من السهل التعامل معه. والدليل على ذلك هو أنه في اللحظة التي بدأ البشان بالتحدث فيها، سمحت تالي غوتلب لنفسها، وهي أداة الهجوم الاكثر عنفا في تشكيلة قوى الليكود الحالية، بالخروج الى شؤونها الخاصة بعد أن أنهت بالصراخ النقاش السابق في اللجنة الذي تناول استخدام الشرطة لبرنامج التجسس “بيغاسوس”.
هذا الاسبوع وجه من قبل اليسار انتقاد لرؤساء المعارضة الذين اجتمعوا بدون الممثلين العرب من اجل الإعلان عن مقاطعة التصويت القادم على قوانين الانقلاب النظامي. في يوجد مستقبل قالوا إن منصور عباس تمت دعوته عدة مرات، وقد برر غيابه بالمرض. “هذه ليست المرة الأولى التي لا يأتي فيها بذرائع مختلفة”، قالوا. عدم دعوة ايمن عودة واحمد الطيبي يبررونها بالتعاون المستمر لحداش – تاعل مع الليكود، الذي يسعى إلى التآمر ضد الكتلة.
هناك شيء ما في هذا الادعاء وهو أن من يتفاخر بأن يكون رئيس حكومة يجب عليه في البداية معرفة كيفية ترتيب كتلته، لكن يجب القول في صالح لبيد وغانتس بأنه في الجبهة الكبيرة امام الحكومة هما يشخصان بشكل صحيح الحدث ويعملون بصورة صحيحة. هذه الحكومة مع تشريعاتها المضطربة والوزراء الواهمين فيها يجب ابقاءها على أعلى الشجرة. ليست المعارضة هي التي يجب أن توفر السلم، الذي تقريبا جميع أعضاء الكنيست من الليكود بحاجة ماسة اليه الآن.