"انهيار مزاجي" يصيب من يعانون "اكتئاب الشتاء"

اكتئاب الشتاء
اكتئاب الشتاء

ترجمة: أفنان أبو عريضة

عمان- مع انخفاض درجات الحرارة وتراجع ساعات النهار في اليوم، يبدأ شخص من بين 20 في النصف الشمالي من الولايات المتحدة بمواجهة ما يعرف بـ "ساد"، الاضطراب الموسمي. وهو نوع من أنواع الاكتئاب والذي عادة ما يبدأ في فصل الخريف أو الشتاء، وينحسر مع قدوم الربيع.اضافة اعلان
وخلافاً لأعراض "المزاج العكر في فصل الشتاء"، تؤثر أعراض هذا الاضطراب سلباً في الوظائف الحيوية لدى المريض. فعادة ما يبدأ هذا الاكتئاب بمرحلة تعرف "بالأعراض النباتية"، وهي اشتهاء حاد لاستهلاك الكربوهيدرات، كتناول البطاطس المقلية. إضافة إلى الحاجة الملحة للنوم لساعات طويلة، وصعوبة غير معتادة عند الاستيقاظ صباحاً وعدم القدرة على العمل.
خلال ثلاثة إلى أربع أسابيع، يبدأ "الانهيار المزاجي"، وهو حسب وصف أستاذ علم النفس في جامعة كولومبيا، مايكل تيرمان، اكتئاب حاد ينطوي على شعور غامر بالحزن والانسحاب بعيداً عن الأصدقاء والعائلة وفقدان الرغبة في أداء النشاطات التي عادة ما يستمتع الشخص بالقيام بها.
حتى الآن، لم يتمكن الباحثون من معرفة لماذا يصاب بعض الأشخاص باكتئاب "ساد"؟ ولا يفعل الآخرون، حيث يعتقد أنه اضطراب وراثي وأكثر شيوعاً بين النساء. يظهر هذا النوع من الاكتئاب في فصلي الخريف والشتاء بسبب انحسار ساعات النهار وقلة تعرض الجسم لضوء الشمس، والذي يسبب تغيراً في عمل الساعة البيولوجية لدى البعض، مسبباً تغيير إنتاج الجسم لبعض الهرمونات المرتبطة بالمزاجية، كهرمونات السيروتونين والأوسكيلات.
والخبر السار هو أنه يمكن التنبؤ بقدوم هذا الاكتئاب والتحضير له، فإذا كنت قد بدأت بتطوير أعراض كالحاجة للنوم الزائد عن الحاجة أو عدم القدرة على الاستيقاظ كعادتك، أو أنك كنت قد مررت بالاكتئاب الموسمي من قبل، ينصح الأطباء بالبدء بتنفيذ تدابير وقائية قبل حلول موجة الاكتئاب المقبلة.
العلاج الضوئي، وهو الجلوس داخل آلات ضوئية تعرف بالصناديق الضوئية لنصف ساعة كل صباح، يعتبر أكثر طرق العلاج فائدة في مواجهة "ساد". حيث أظهرت دراسة أن 61 % من بين 33 مريضا بالاكتئاب الموسمي تخلصوا تماماً من أعراضهم بعد التعرض للعلاج الضوئي. وهو عادة ما يكون أكثر فعالية من أدوية الاكتئاب الاعتيادية.
يعتقد البعض أنه من الممكن علاج الاكتئاب الموسمي بتناول مدعمات فيتامين د، لكن الدراسات تشير إلى غير ذلك، فليس هناك حاجة للحصول على المزيد من فيتامين د إلا في حالة إشارة الفحوصات المخبرية حاجتك إلى ذلك. ومع كون العلاج الضوئي هو العلاج الموصى به، إلا أن الخروج قد يوفر فرصاً إضافية للتعرض لبعض الضوء، فالسير خارجاً لمدة 20 أو 30 دقيقة يومياً قد يكون مفيداً جداً.
في بعض مناطق العالم التي يغيب فيها ضوء الشمس طوال العام، كالبلاد الاسكندنافية يزيد الاكتئاب. وعلى سبيل المثال، يشارك النرويجيون في تقليد يعرف بـ "كوسليج"، ويكون بإيجاد بيئة سعيدة ودافئة مع من تحب – ويتضمن قضاء الكثير من الوقت في مناطق طبيعية والقيام بنشاطات كالتزلج والتسلق، لتتمكن من أداء أي نشاطات قد تجبرك على الخروج والتعرض لضوء الشمس والقليل من التواصل الاجتماعي.
ويمكن لفصل الشتاء أن يصبح موسماً لقطف السعادة الداخلية لديك، ويكون ذلك ممكناً بأخذ التدابير ضد الاكتئاب الموسمي والتحكم في آثاره بدلاً من أن يتحكم هو بك.