بؤرة جديدة لـ "كورونا" في الصين ومخاوف من موجة ثانية

بكين - أمرت السلطات الصينية امس فرض عزل طارئ على أحد عشر حياً في العاصمة بكين بعد ظهور بؤرة جديدة لفيروس كورونا المستجدّ، ما يثير الخشية من تفشٍ جديد لوباء كوفيد-19 في البلاد حيث ظهر الفيروس أواخر العام الماضي.اضافة اعلان
وفي الوقت الحالي، أصبحت البرازيل بعد تسجيلها 41828 وفاة ثاني أكثر دول العالم تضرّرًا من الفيروس بعد الولايات المتحدة.
في بكين، أعلن المسؤولون في منطقة فينغتاي وضع "آلية حرب" لمكافحة الموجة الجديدة. وسُجلت عشرات الإصابات بكوفيد-19 في محيط سوق شيفاندي في بكين، بينها ستّ، وفق ما أعلنت السلطات الصحية.
وأغلقت السلطات السوق وكذلك سوقاً آخر لبيع ثمار البحر كان قد زارها مصاب، من أجل تعقيمها وأخذ عينات. وأغلقت تسع مدارس ودور للحضانة في محيط المنطقة أيضا.
وأُعلن الخميس عن أول إصابة بكوفيد- 19 في بكين منذ شهرين.
وتثير الإصابات الجديدة الخشية من ظهور بؤر جديدة في الصين للوباء الذي تمكنت السلطات من السيطرة عليه عبر فرض تدابير حجر صحي صارمة.
الى ذلك، حشدت الصين جيشها وسرّعت الاختبارات في إطار السباق العالمي للعثور على لقاح لفيروس كورونا المستجد، لكن أمام مختبراتها في الوقت ذاته مهمة تحسين صورتها التي شوّهتها فضائح صحية في الماضي.
وبعد ستة شهور على ظهور أولى الإصابات في مدينة ووهان، سارعت الصين لتطوير لقاح بينما تشارك في عدد من نحو عشرة اختبارات سريرية تجري حاليا حول العالم.
وسجّل الباحثون نتائج أولية واعدة من الاختبارات على البشر والقردة بينما تأمل السلطات بأن تكون أولى الجرعات جاهزة للعامة هذه السنة.
وتعد "الأكاديمية العسكرية للعلوم الطبية" من بين الجهات التي تعمل على تطوير لقاح بالاشتراك مع شركة لتصنيع الأدوية.
وأذنت الصين بالقيام بإجراءات سريعة تسمح بإجراء المراحل التي تسبق التجارب السريرية في الوقت ذاته بدلا من واحدة تلو الأخرى.
لكن عميد كلية علوم الصيدلة من جامعة "تسينغهوا" في بكين دينغ شينغ حذّر من استخدام "أساليب غير تقليدية".
وقال لصحيفة الشعب التابعة للحزب الشيوعي الحاكم "أتفهم انتظار الناس بشغف للقاح. لكن من وجهة نظر عملية، لا يمكننا خفض معاييرنا حتى في الطوارئ".
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن قارتي أميركا الشمالية والجنوبية تتحملان العبء الأكبر من وباء فيروس كورونا على مستوى العالم، في الوقت الحالي، حيث توجد في أميركا الشمالية والجنوبية أربع دول من الدول العشر الأكثر تضررا بالجائحة، بحسب واشنطن بوست.
وبعد استقرار في الولايات المتحدة(أكثر من 114 ألف وفاة)، يُسجّل ارتفاع في عدد الإصابات في ولايات استؤنف فيها النشاط الاقتصادي اعتباراً من نيسان/أبريل، ما يثير الخشية من موجة إصابات ثانية.
لكن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشن أكد أنه "لا يمكننا إغلاق الاقتصاد من جديد".
السيناريو نفسه يحصل في جنوب إفريقيا حيث سجّل عدد الإصابات ارتفاعاً مفاجئاً بلغ أكثر من عشرة آلاف في يوم واحد، ما رفع الحصيلة الإجمالية إلى 62 ألفاً الجمعة، بعد أسبوع من تخفيف اجراءات العزل.
وأعلنت سلطات بوتسوانا فرض عزل صارم على العاصمة غابورون اعتباراً من امس بعد اكتشاف 12 إصابة في البلاد، نصفها في العاصمة.
في المجمل، أودى وباء كوفيد-19 بحياة أكثر من 426 ألف شخص بينما أصيب أكثر من 7,6 مليون شخص في العالم، بالفيروس وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية السبت.
وتجاوزت البرازيل بتسجيلها 41828 وفاة منذ بداية تفشي الوباء، المملكة المتحدة في عدد الوفيات بكورونا المستجدّ. وأكبر بلد في أميركا اللاتينية بعدد سكانه البالغ 212 مليون نسمة هو أيضاً الدولة الثانية من حيث عدد الإصابات بعد الولايات المتحدة مع 828,810 إصابات.
وقال مدير برنامج الطوارئ الصحّية في منظمة الصحة العالمية مايك راين الجمعة إن "الوضع في البرازيل مقلق. كلّ الولايات تأثّرت" بالفيروس. وأضاف "نظام الصحة لم يبلغ أقصى طاقته، لكن في بعض المناطق هناك ضغط قوي على أسِرّة العناية المركّزة".
وأيضاً في أميركا اللاتينية، البؤرة الجديدة للوباء العالمي، سجّلت المكسيك وتشيلي الجمعة أسوأ أعدادهما اليومية. وبلغ العدد الإجمالي للوفيات في المكسيك 15 ألف وفاة منذ بداية تفشي الوباء وفي تشيلي 2870.
في هندوراس، أعلن الأستاذ ماركو توليو ميدينا من الجامعة الوطنية أن البلاد "على شفير انهيار نظامها الاستشفائي".
وصرّحت مديرة مستشفى القلب والأوعية الدموية نورا مارادياغا في مقابلة لها مع قناة تلفزيونية محلية أن "حتى في أسوأ كوابيسي، لم أتخيّل أنني سأعيش ذلك". وقد تُوفي 69 مصاباً بكوفيد-19 أُدخلوا إلى هذا المستشفى.
تواجه الحكومات في العالم اتهامات كثيرة بسوء إدارة أزمة تفشي فيروس كورونا المستجدّ أو بالتأخر في اتخاذ اجراءات لاحتوائه.
في أوروبا، حيث دقت ساعة الحساب، أدلى رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي الجمعة على مدى نحو ثلاث ساعات بأقواله حول إدارة الحكومة لأزمة كورونا المستجدّ.
وقد استمعت إليه المدعية العامة في مدينة بيرغامو الواقعة في لومبارديا والتي كانت بؤرة الوباء الذي أودى بحياة نحو 34 ألف شخص في شبه الجزيرة، في إطار تحقيق حول إنشاء "مناطق حمراء".
وتتقاذف الحكومة المركزية وقادة لومبارديا في شمال إيطاليا الاتهامات بالمسؤولية عن التفشي السريع للفيروس في هذه المنطقة واكتظاظ المستشفيات.
وعلّق كونتي على ما جرى في جريدة "لا ستامبا"، وقال "شرحت كلّ شيء للمدعي العام. أنا مطمئن تماما (…) ليس لدي ما أخشاه"، وأكد أن له "طمأنينة شخص تصرف دائما بالاتفاق مع اللجنة العلمية التقنية".
إلا أن الغضب يتصاعد أيضاً في فرنسا، حيث قُدّمت حوالى ستين شكوى ضد وزراء.
واعتبر وزير الاقتصاد السابق أرنو مونتبورغ الجمعة أن الدولة كانت "رديئة" وأنه "كان بالامكان تجنّب الكثير من الوفيات لو تمّ تنظيم إدارة الأزمة الصحية بشكل مختلف".
من جهته، نشر البابا فرنسيس رسالة السبت دعا فيها الإنسانية إلى "مد يد العون للفقراء"، منددا بـ"التشاؤم" و"عدم المبالاة".
وأودى فيروس كورونا المستجدّ بحياة ما لا يقل عن 427,029 شخصاً حول العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الأوّل/ديسمبر الماضي.
وسُجّلت رسميّاً أكثر من 7,663,690 إصابة في 196 بلداً ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء، تعافى منها 3,441,620 على الأقل.-(ا ف ب)