بالروسية يبدو هذا مغايرا

هآرتس – يوئيل ماركوس

لا يوجد رئيس وزراء جديد يدخل مكتبه فلا يفاجأ باكتشاف كم خطة وضعت لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. ويحصي العالمون بالأمر منذ مشروع روجرز 1969 اكثر من 100 مشروع. ومن مشروع الى مشروع يصبح الوضع أسوأ والحل أبعد. وسيفاجأ رئيس الوزراء الجديد أيضا من دور الولايات المتحدة ومن تعلقنا بها. أو، على حد تعبير أحد المحللين، باستثناء التنفس لا يمكننا أن نقوم بأي خطوة مهمة من دون الولايات المتحدة.

اضافة اعلان

اذا انتخب في الولايات المتحدة رئيس يحب اليهود يمكن أن نسرق معه الجياد ويمكن أن نقول له "لا"، مثلما كانت علاقات شارون واولمرت مع الرئيس بوش، من دون التعرض للعقوبات – يمكن قول "لا" ومواصلة تلقي السلاح، المال والاسناد السياسي. رئيس من الجنوب ذو ايمان ديني عميق كجيمي كارتر اراد السلام جدا، لدرجة انه هدد في حديث ثنائي مع مناحيم بيغن بأنه "اذا خرجوا من كامب ديفيد بدون اتفاق على ازالة مستوطنات، فلن تكون لكم ديمونا ايضا".

الانجاز الكبير لكامب ديفيد لم يكن فقط في أنه شق طريق السلام مع مصر، بل في أنه ثبت سوابق في أن ثمن السلام يبدأ وينتهي بازالة مستوطنات وبانسحاب من المناطق حتى آخر ملمتر. واذا لم يولد هذا الرئيس على ركبتي التوراة ولم ينتخب بالصوت اليهودي، فيحتمل ان نكون هذه المرة قد "سقطنا" على رئيس قادر على أن يقول لنا "لا" ولا يشتري معاذير من نوع "لا يوجد مع من يمكن الحديث"، ابو مازن "ضعيف جدا"، والتسوية مع الفلسطينيين يجب أن تبدأ باعترافهم باسرائيل كـ "دولة يهودية".

ففي قرار الامم المتحدة حول مشروع التقسيم تقرر تعبير "دولة عربية ودولة يهودية". وكان منطقيا أكثر لو كان الفلسطينيون هم الذين يطالبون بالاعتراف بهم كـ "فلسطينيين" وليس مجرد "عرب"، كما عرفوا في قرار الامم المتحدة 181. خيرا فعل نتنياهو بان نزل في موعد مبكر عن الشرط الغبي في أن يعترفوا بنا كيهود. وسيحسن صنعا اذا ما اعترف ايضا بمبدأ الدولتين للشعبين قبل أن يصل الى البيت الابيض. فالحاخامون عندنا سيعرفون منذ الآن كيف يقررون من هو اليهودي.

ومثل من تربى في اميركا ويعرف ماذا يعني قول "لا" لرئيس اميركي، فما بالك لرئيس مفعم بروح الاندفاع للنجاح، يجدر بنتنياهو أن يدخل الى حقائبه علبة سجائر واحدة أقل وان يخلي مكانا لخطة جدية ومفصلة لحل النزاع. فهو لا يأتي "للتشاور" مع الرئيس، فالتوقع منه أن يأتي باقتراح حل.

التوقعات من اوباما تصل السماء – والعالم السوي يريد نجاحه. كل يوم بدون خطة من جانبنا لا يعمل في صالحنا. ناهيك عن ان اوباما استبق فقام بعدم مبادرات طيبة لاسرائيل: اولا، اعلن بان اتفاق المساعدات السنوية بمقدار 3 مليار دولار سيبقى على حاله. فقد كان لديه ما يكفي من الاسباب كي يقلص المساعدات بسبب الأزمة الاقتصادية. ثانيا، خصص 900 مليون دولار للفلسطينيين شريطة الا تصل الاموال الى حماس. الخطوة التي مثلها كمثل عدم الاعتراف بحماس.

ثالثا، كرر اوباما القول صراحة بان اسرائيل هي دولة يهودية. رابعا، قاطع مسرحية الرعب لاحمدي نجاد في سويسرا. والان يحثنا: قوموا انتم بدوركم، فككوا المستوطنات غير القانونية واوقفوا البناء. نعم، هو ايضا يريد سلاما اقليميا.

حكومة بيبي – ليبرمان هي حكومة يمينية. وفي تقدير سياستها وصلت الى الاستنتاج بانه في الـ 16 سنة منذ اتفاق اوسلو لم نحقق السلام، واحتدم الارهاب، ونصف دولة فلسطين بيد حماس المرتبطة بايران في ارادتهما المشتركة لتصفية اسرائيل. وفي المقابلة الغريبة لصحيفة روسية قال ليبرمان أمرين: تحدث ضد انابوليس، ولكن ليس ضد دولتين للشعبين. وهو يوافق على خريطة الطريق. ولكن حسب نهجه: اولا تطبيق البند الاول، وقف الارهاب. وهو ضد الخطة السعودية التي هي في نظره عودة الى خطوط 1967 ومدخل لحق العودة.

نتنياهو سيصل الى البيت الابيض باقتراح متبلور للتسوية، يعطي جوابا على المطالب الفلسطينية ويلبي الاحتياجات الامنية لاسرائيل بالتنسيق مع ليبرمان وباراك. وفي عصف الأدمغة الجاري بين الثلاثة الكبار في المجلس الوزاري يظهر ان ليبرمان في المقابلات الصحافية يختلف تماما عن ليبرمان الذي يتحدث في جلسات الحكومة. فهو اكثر موضوعية واقل تخويفا في المداولات العملية في خطط التسوية.

حين يقول ليبرمان انه ضد انابوليس فهو ليس بالضرورة ضد دولة فلسطينية وضد اخلاء مستوطنات. فليس هو من سيعرقل المبادرة السياسية الاخذة في التبلور بين باراك وبيبي. واذا اخذنا بالاعتبار حقيقة أن ثلثي ناخبيه هم سليلو روسيا، فإن مقابلة حماسية في صحيفة روسية تبدو بشكل مختلف. يتبقى فقط ان نرى كيف سيبدو هذا الحديث بالأميركية.