"بالك بتهون":مسرحية فلسطينية تبحث مشكلة العنف الأسري

 برقة-(الضفة الغربية)-انطلقت في الريف الفلسطيني يوم أول من أمس  عروض مسرحية "بالك بتهون" التي تلقي الضوء على العنف الأسري في المجتمع الفلسطيني باحثة عن حلول له من خلال مشاركة الجمهور بطرح الأفكار والحلول.

اضافة اعلان

وقال الممثل المسرحي حسين نخلة الذي يؤدي دور"الشيخ متولي" في المسرحية التي بدأت أول عرض لها في قرية برقة على بعد(20) كليومترا الى الشرق من رام الله بالضفة الغربية المحتلة لرويترز "هذه المسرحية التي نقدم اليوم عرضها الأول في القرى الفلسطينية يشارك فيها عدد من الوجوه للمرة الأول والتي نأمل أن تكون نواة لفرقة مسرحية فلسطينية جديدة تعمل باستمرار".

ويشارك في العمل المسرحي ستة ممثلين منهم ثلاثة للمرة الأولى بينهم الطفل مجد ساهر(12) عاما الذي يرى فيه نخلة أنه مشروع فنان واعد وقال "مجد كان رائعا جدا وكلي ثقة أنه مشروع فنان ناجح سيكون أمامه مستقبل كبير..لقد نجح كثيرا في الخروج عن النص بما يخدم الموضوع".

وعرضت مسرحية "بالك بتهون" للكاتب سليم دبور وهي من اخراج منيرة زريق في قاعة في القرية ضاقت بالحضور من طلبة المدارس وذويهم الذين كان عدد كبير منهم يشاهدون للمرة الأولى عرضا مسرحيا حيا.

وقال نخلة "المسرحية مخصصة للعرض في أي مكان حتى في الشارع وهي قريبة من مسرح المنبر الذي يشرك الجمهور في التعليق على العمل وتقديم اقتراحات وحلول للقضية التي تناقشها المسرحية".

وتلقي المسرحية الضوء على العنف الأسري في المجتمع من خلال شخصية "أبو العبد" التي يؤديها الممثل نضال مهلوس الذي يطل على الجمهور بملابس ممزقة رثة وهو ينادي على زوجته "بهية" التي تجسدها الوجه الجديد تحرير جبران لتبدأ من هنا الحكاية.

فقد تعرض أبو العبد "لعلقة ساخنة" من جيش الاحتلال الاسرائيلي بسبب محاولته الدخول الى القدس من دون تصريح للبحث عن عمل ويقول "أنا بربيهم بالذات الأبرص ما أثقل ايده.. بفكر حاله بضرب بحمار.. بس أنا بهدلت صحتهم ما حكو ولا كلمة...ضربوني كسروني".

وترد الزوجة بهية وسط انتباه شديد يبديه الجمهور حتى أن العديد يحاول الوقوف من مكانه لمتابعة العرض بشكل أفضل مع عدم وجود خشبة مسرح فالجمهور والممثلون على نفس المستوى في القاعة "من كل عقلك رايح على القدس".

وبعد عرض درامي لحالة الفقر التي تعيشها الأسرة من خلال اجابة الزوجة بأنه لا يوجد شاي أو قهوة أو كهرباء أو ماء في المنزل ويقول أبو العبد هنا قبل أن يتحول الى شخصية عنيفة"مائة سنة وبعدين بتفرج" ويبدأ بعد ذلك بالصراخ على زوجته وشتمها وضربها أمام ولده الذي تضربه أمه بعد ذلك ليخرج ويضرب ابن الجيران.

ولا تكتفي المسرحية بهذا العرض المباشر لأسباب انتشار العنف في المجتمع بل تضيف اليه نموذجين ايجابيين يتمثل الأول في الحماة "نجاح أبو الهيجا" والشيخ متولي اللذين يلعبان دورا ايجابيا في محاولة اصلاح شأن العائلة التي يسحقها الفقر ويدمرها العنف.

فتعمل الحماة على تقديم المساعدة المادية لابنتها وتقديم النصائح لها فيما يقدم الشيخ متولي دورسا دينية لابي العبد حول كيفية معاملة المرأة واكرامها واحترامها باستحضار آيات من القرآن الكريم وأحاديث من أقوال الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم).

في حين تقدم الجارة "أم موسى" التي تجسدها أمية نعمان نصائح سلبية للزوجة منها أن تقوم بسبه لأنه يضربها وهو ما ترفضه الزوجة.

وقال مهلوس لرويترز بعد العرض المسرحي "هذه المسرحية تسلط الضوء على بعض الظواهر الاجتماعية السلبية ومنها العنف المتبادل في الأسرة وخلق حالة من النقاش وكما رأيت تباينت آراء الحضور حول العنف وهناك من قال إن هناك عنفا ضد الرجل".