"بالك تزبط" مبادرة تطوعية متنوعة لخدمة الفئات الأقل حظا

جانب من نشاطات مبادرة "بالك تزبط" - (من المصدر)
جانب من نشاطات مبادرة "بالك تزبط" - (من المصدر)

تغريد السعايدة

عمان- “بالك تزبط” تعد من بين المبادرات الشبابية التي وضعت بصمتها في مجال العمل التطوعي وتسعى إلى تنمية المجتمع بأطيافه كافة من خلال فريق أوجد الفكرة وبلورها بالعمل الجاد المتقن.اضافة اعلان
مبادرة “بالك تزلط” من المبادرات التي وصلت إلى المرحلة النهائية في تصفية المسابقة الخاصة بمؤسسة “إنجاز”، فهم فريق شبابي طلابي من جامعة العلوم والتكنولوجيا، انطلق في عمله في تموز (يوليو) الماضي، وقاموا بعمل نشاط تطوعي وصل إلى مراحل متقدمة من النجاح على مستوى المبادرات التطوعية في الأردن.
وعن المبادرة، يقول المسؤول في الفريق عبد الفتاح أبو شعبان “إن نشطاء المبادرة هم مجموعة من الطلبة من تخصصات عدة في الجامعة ويعملون خلال الأوقات التي تسنح لهم فيها الفرصة بأن يستفديوا من الطاقات الشبابية لتكون داعمة وبانية للمجتمع الذي يعيشون فيه، سواء خارج الجامعة أو داخلها”.
و”بالك تزبط” تعمل بشكل تطوعي بعيدة عن أي توجه سياسي؛ إذ يجتمع أعضاؤها على مجموعة من الاهتمامات، أبرزها حب العمل التطوعي وعمل الخير، وأن العمل الإيجابي يجب أن يكون على أرض الواقع.
وتأسس فريق “بالك تزبط”، في ربيع العام الحالي، من خلال اتفاق أفكار العديد من الطلاب الذين حرصوا على أن لا يتركوا أوقات فراغهم بدون أن يشغلوها بأعمال مفيدة تترك أثراً إيجابياً في الحياة، امتثالاً للحديث الشريف “وعن وقته فيما أفناه”، ولذلك تم توجيه كل الطاقات، ليكون شعارهم في البداية “فلنرتقي بأفكارنا”، والتي لاقت صدىً واسعاً بين طلاب الجامعات، وجرى اجتماع بين الشباب الراغبين بالعمل التطوعي وطرح الأفكار التي يمكن العمل عليها فيما بعد.
وعلى الرغم من الرفض الذي تصدى لرغبات الشباب في العمل التطوعي من إدارة الجامعة، إلا أن العزيمة لم تتوقف لديهم، وتحولوا إلى العمل التطوعي في المجتمع الخارجي عن الجامعة، وذلك من خلال نشاط ثقافي تحت عنوان “غريب في المجرة”، وبعدها التوجه لنشاط ترفيهي في الجامعة بعنوان “البحث عن الكنز”.
ولم يكن اختفاء النشاط لدى الطلبة عن العمل التطوعي طويلاً؛ حيث بين أبو شعبان أنهم أعادوا العزم للعمل التطوعي قبيل شهر رمضان؛ إذ تم عمل مجموعة من الأنشطة واسعة النطاق على مستوى عدد من الجامعات في المملكة، ونجح الفريق بالفعل على إثبات أنفسهم بالجانب التطوعي المميز.
ويقول أبو شعبان “إن عدم فوزهم بالمراكز الثلاثة الأولى في مسابقة إنجاز للريادة، لا يعني أنهم لن يعملوا الكثير من الأعمال التطوعية المميزة خلال الفترة المقبلة”، مبينا أن سبب عدم فوزهم في المسابقة كان الدافع لديهم، لذلك لم يشعروا بأنهم خسروا ولم تثبط عزيمتهم.
ويوضع أبو شعبان، أن من أسباب عدم الفوز في إنجاز أن فريق “بالك تزبط” لم يتخصص في مجال معين، بل تفرعت أعمالهم في الكثير من الأعمال التطوعية، وهنا يكمن نجاحهم؛ إذ إن أعضاء الفريق من المتطوعين وزعوا نشاطاتهم بحسب اهتماماتهم وميولهم، ونجحوا في الكثير من الأعمال التطوعية التي قدموها خلال الفترات الماضية.
كما يؤكد أبو شعبان، أن أبرز نقاط القوة كذلك للفريق أنهم تحلوا بروح الفريق الجماعية، والثقة بعملهم والإيمان بما يقومون به من أعمال، عدا عن أن الطلاب المشاركين هم من أكثر الجامعات الكبيرة في المملكة، ولا ينتظرون أي مقابل لعملهم كونهم فريقا تطوعيا بحتا.
ولكي يكون أي فريق عملي تطوعي ناجحا ويتمتع بالديمومة في أعماله، يجب أن تكون لديه رؤية يعمل من أجل بلورتها، وهو بالفعل ما قام به فريق “بالك تزبط”؛ إذ عمل كفريق متكامل على تقديم كل الامكانات اللازمة للجامعة من تحسينات وتطويرات في الجانبين الطلابي والمادي، ويجتهد ليكون صورة مثالية عن الشباب والجامعات في الأردن.
وتتمركز أعمال “بالك تزبط” كذلك بعمل نشاطات مختلفة ومتنوعة في مجال مساعدة المحتاجين في المجتمع، تشمل الكثير من الفئات الأقل حظاً، من الأيتام والفقراء وكبار السن وذوي الإعاقة، عدا عن الكثير من الأعمال التطوعية الأخرى التي تسعى إلى تجميل الأماكن وتنمية المجتمع.
ويؤكد أبو شعبان أن عدم الفوز بمسابقة إنجاز لن يكون عائقاً في تنفيذ الكثير من الخطط المستقبيلة التي وضعوها ضمن خطتهم المستقبيلة، وأبرزها “الاستمرارية في العمل التطوعي لفترات طويلة، السعي لتطويع الظروف المحيطة لتنفيذ أفكارهم التطوعية، والذي يكون من خلال وجود جهات داعمة لهم لتنفيذ الخطط، وبخاصة أن المبادرة تنفق على أعمالها التطوعية من خلال تبرع المتطوعين أنفسهم”.
بالإضافة إلى ذلك، ينوي الفريق حالياً العمل على إنشاء نادٍ للرصد الفلكي، من خلال وجود أعضاء فاعلين ولديهم خبرة في هذا المجال.
ويذهب أبو شعبان إلى أن هدفهم الحقيقي هو خدمة المجتمع الجامعي بجميع شرائحه وجميع أفراده على حد سواء، إيماناً منهم أن قوة هذا المجتمع بقوة شبابه، وقوة الشباب لا تأتي إلا من وعي كامل بكل ما يواجه المجتمع من أزمات ومشاكل، ووجود ثقافة واسعة بأهمية العلم، ولأن الفكرة الأهم هي استغلال الوقت في حياة الإنسان، ووجود الطموح الذي يرتقي به.