بايدن يطالب بعدم إخلاء "الشيخ جراح" ولا ضغوط لوقف الاستيطان

متظاهر فلسطيني يرفع علم بلاده خلال مظاهرة شرقي خان يونس في جنوب قطاع غزة - (ا ف ب)
متظاهر فلسطيني يرفع علم بلاده خلال مظاهرة شرقي خان يونس في جنوب قطاع غزة - (ا ف ب)
نادية سعد الدين عمان - عبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن مواقف مؤيدة للقضية الفلسطينية، خلال اجتماعه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، "نفتالي بينيت"، بدعم حل الدولتين ورفض تهجير العائلات المقدسية في حي الشيخ جراح، وإعادة فتح قنصلية بلاده في القدس المحتلة، ولكنه لم يبد رأيا واضحا حول الاستيطان. فمن جانب؛ أكد بايدن التزامه بخطته لإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس المحتلة، في إطار عودة العلاقة مع الجانب الفلسطيني التي توترت كثيراً حد الانقطاع في عهد سلفه الرئيس دونالد ترامب، بالرغم من معارضة "بينيت" الشديدة للخطوة، ولتقسيم مدينة القدس. كما أعرب بايدن عن "معارضته الواضحة" لقيام سلطات الاحتلال بإخلاء العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح المقدسي، حيث أبلغ "بينيت" أنه يريد أن يرى قراراً بشأن هذه المسألة من شأنه أن يسمح للعائلات بالبقاء في منازلها، وذلك طبقاً لمديرة مجلس الأمن القومي الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط، باربرا ليف. وشدد بايدن "لبينيت" على "أهمية الخطوات لتحسين حياة الفلسطينيين ودعم فرص اقتصادية أكبر لهم"، منوها إلى "أهمية الامتناع عن الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات". غير أن تلك المواقف الواضحة لم تنسحب على ملف الاستيطان، حيث لم يصدر عن بايدن أي تصريح معارض لقول "بينيت" بأنه سيسمح بنمو مطرد في المستوطنات، بما يعني عدم ممارسة الإدارة الأميركية لأي ضغوط على الحكومة الإسرائيلية في هذا الشأن. وطبقاً للمواقع الإسرائيلية؛ فإنه جرى الاتفاق خلال اللقاء الثنائي على بقاء مسألة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية كما كانت في السابق، أي أن الوضع الراهن في البناء الاستيطاني سيستمر كما كان في الحكومات الإسرائيلية السابقة. جاء ذلك على وقع تواصل العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، عبر سلسلة غارات شنها الاحتلال أمس، وسط تأكيد فصائل المقاومة الفلسطينية بالتصدي لعدوانه والدفاع عن الشعب الفلسطيني، والمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي. وحملت حركة "حماس" الاحتلال الإسرائيلي كل تداعيات ونتائج تشديد الحصار على غزة وتصاعد الأزمة الإنسانية لدى سكانها، كون هذه السياسات المتطرفة ستدفع بقوة باتجاه خلق أجواء التصعيد والانفجار. ودعت الحركة، في تصريح أمس على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم والضغط على الاحتلال لإنهاء حصاره الظالم، مشددة على أن أي هدوء أو استقرار لن يتحقق ما دام الشعب الفلسطيني يفتقد الحياة الحرة والكريمة. وأكدت أن الشعب الفلسطيني لن يقبل مطلقاً بسياسات الاحتلال، أو المساومة على حقوقه الوطنية، حيث سيستمر في مسيرته النضالية والكفاحية لانتزاع هذه الحقوق. وكانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت، فجر أمس، عدة أهداف للمقاومة الفلسطينية في أماكن متفرقة من قطاع غزة. فيما زعم الإعلام الإسرائيلي، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ بمهاجمهة قطاع غزة، رداً على البالونات الحارقة والأحداث التي وقعت الليلة الماضية على السياج الحدودي الفاصل عن فلسطين المحتلة العام 1948 والمحاذي للمستوطنات الإسرائيلية. واندلعت مساء السبت الماضي اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وفلسطينيين استجابوا لدعوة عدد من الفصائل الفلسطينية في غزة للاحتجاج خصوصا على الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ نحو 15 عاما على القطاع المكتظ بالسكان. وخلال الاشتباكات التي جرت عند السياج الحدودي الفاصل بين القطاع واسرائيل، استخدم الجيش الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية بينما أحرق المتظاهرون إطارات، حسب صحفي في وكالة فرانس برس. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن 11 فلسطينيا جرحوا في صدامات مساء السبت، بينهم ثلاثة أصيبوا بالرصاص الحي. وكانت مصر أغلقت المعبر الذي يعتبر المنفذ الوحيد لنحو مليوني نسمة يعيشون في قطاع غزة، الأحد الماضي بسبب ما قالت إنه "خلل تقني". لكن مصادر فلسطينية في غزة أشارت إلى أن إغلاقه كان "تعبيرا عن احتجاج مصر على المواجهات التي شهدتها حدود غزة مع إسرائيل" قبل يوم. وأعلنت إسرائيل إجراءات اقتصادية خاصة بقطاع غزة "بعد تقييم الوضع الأمني"، دخلت الخميس الفائت حيز التنفيذ. وشملت تلك الإجراءات توسيع إدخال المعدات والبضائع للمشاريع المدنية الدولية والقطاع الخاص والموافقة على استيراد المركبات الجديدة والسماح بتجارة الذهب بين القطاع والضفة" الغربية. كما ضمت التسهيلات السماح لألف تاجر فلسطيني إضافي من غزة بالعبور من القطاع إلى مناطق الخط الأخضر. من جهتهم، ذكر رجال الإطفاء الإسرائيليون أن بالونات حارقة أطلقت أول من أمس من غزة تسببت باندلاع حرائق غابات في إسرائيل.-(ا ف ب)اضافة اعلان