بدء تقييم الخطر البيئي للمكبات غير الآمنة

فرح عطيات عمان - كشفت وزارة البيئة عن “استمرارية القاء النفايات في المكبات بشكل غير قانوني، ومنضبط، ليشمل الصناعية منها والطبية والخطرة، وذلك نتيجة نقص الموارد البشرية والمالية، وعدم اتباع الأنظمة والقوانين، وتدني إجراءات الكشف والرصد لهذه الاماكن والحملات التوعوية”. جاء ذلك، ضمن الأسباب الموجبة لاعداد تعليمات الإغلاق الآن وإعادة التأهيل لمكبات النفايات غير الآمنة بيئيا، والتي اشارت إلى “الاضرار والمخاطر الناجمة عن المكبات غير المنظمة، مثل تلوث المياه الجوفية والأراضي المجاورة، بسبب تسلل مياه الأمطار اليها، والمياه السطحية، والهواء لعمليات حرق النفايات، فضلا عن مساهمتها في مشكلة الاحتباس الحراري، الناجمة عن انبعاثات الغازات الدفيئة، وخاصة الميثان”. ولهذه المخاطر، التي جاءت في التعليمات ذاتها التي نشرت في الجريدة الرسمية مطلع الشهر الحالي، أثار من المحتمل حدوثها مثل مياه الآبار الملوثة المخصصة لمياه الشرب واعلاف المواشي، وتلك السطحية التي ستضر بالحياة المائية، الى جانب تراكم المواد السامة في السلسلة الغذائية، وتدهور جودة ونقص قيمة الاراضي الزراعية والتنمية الحضرية. وستبدأ وزارة البيئة، بموجب التعليمات، تقييم الخطر البيئي للمكبات غير الامنة، للاستدلال على عواقب وجودها على البيئة المحيطة، بما يسهم في الحفاظ على المكونات النظام البيئي بعيدا عن التلوث، وصولا الى تسوية فعالة ما بين التكاليف الاقتصادية والبيئية. واشترطت بنودها، على أن يتم قبل اغلاق المكب بصورة رسمية، وعمل دراسة بيئية واقتصادية للمشروع، ما يضمن الالتزام بفلسفة “التنمية المستدامة”، وجمع البيانات الضرورية من خلال طرح عدد من الاسئلة عند القيام بالمسح الميداني. وأوجبت التعليمات على أن يتم تحديد مصادر واسباب التلوث في المكبات العشوائية، وحجمه، ومستواه، وحساسية عناصر البيئة المحيطة لمعرفة حجم واحتمالية تأثيرها بهذا التلوث، ومن اهمها الإنسان والحيوان والغطاء النباتي، والمباني، والتربة والمياه الجوفية، والسطحية والهواء. واستنادا إلى جميع المعلومات السابقة، التي تم جمعها من المسح الميداني والمكتبي وقواعد البيانات، يمكن تحديد درجة الخطورة للمكبات، وعبر الاستعانة بمختصين لتنفيذها نظر للمعلومات الدقيقة والفحوصات المخبرية والبصرية الدقيقة المستخدمة. ويكثر تواجد المكبات غير الآمنة بيئيا بالقرب من القرى والمناطق النائية، حيث لا تتواجد في هذه الاماكن خدمات جمع النفايات، ولذلك وللحد من تفاقم المشكلة، يجب على البلديات اعداد الخطط لإعادة تأهيلها او تنظيفها للبدء بحقبة جديدة من إدارة النفايات الصلبة. وبحسب ما جاء في التعليمات فإن عملية إغلاق المكبات من أشهر الطرق لحل مشكلة غير الآمنة بيئيا منها، ولكن قبل السير قدما بهذا الاجراء لا بد من العمل على توفير حاويات جماعية للنفايات وتسييج المنطقة وتركيب كاميرات او توفير حراسة لمنع اي نشاط اضافي داخله، وتصميم غطاء الإغلاق بناء على الظروف المحيطة ودرجة خطورته، ومن ثم تركيبه.اضافة اعلان