بدء سريان وقف إطلاق النار في سورية

قوات من الجيش السوري في شارع استعاده  من المعارضة بأحد الأحياء في حلب - (رويترز)
قوات من الجيش السوري في شارع استعاده من المعارضة بأحد الأحياء في حلب - (رويترز)

حلب- دخل وقف اطلاق النار في سورية حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة السابعة من مساء الاثنين، بموجب اتفاق اميركي روسي يشكل محاولة جديدة لوضع حد للنزاع الدامي المستمر منذ خمس سنوات.

اضافة اعلان

وقبل دقائق من بدء سريان الاتفاق، اعلنت موسكو تعليق ضرباتها الجوية على كل الاراضي السورية، باستثناء "المناطق الارهابية"، فيما اكد الجيش السوري لاحقا التزامه بالتهدئة لمدة سبعة ايام.

ويستثني الاتفاق تنظيم داعش وجبهة فتح الشام، جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، ما يعني ان العمليات العسكرية ستتواصل في مناطق واسعة من البلاد.

في مدينة حلب في شمال البلاد، افاد مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة عن هدوء مستمر منذ الساعة الخامسة عصرا.

وفي الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، قال مراسل آخر فرانس برس أنه سمع دوي آخر قذيفة أطلقت من الشطر الشرقي قبل خمس دقائق فقط من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

ويتناول الاتفاق الروسي الاميركي مدينة حلب التي تشهد وضعا انسانيا مروعا، والمقسمة منذ العام 2012 بين الطرفين.

واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان "هدوءا يعم كافة المناطق السورية باستثناء بعض القذائف في القنيطرة ودرعا جنوبا".

وأعلن الجيش السوري في بيان أوردته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) التزامه بتطبيق "نظام التهدئة على أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة سبعة أيام اعتبارا من الساعة 19،00 (16,00 ت غ)" من اليوم، مؤكدا على "الاحتفاظ بحق الرد الحاسم باستخدام جميع الوسائط النارية على أي خرق من جانب المجموعات المسلحة".

واعلنت موسكو، احد الطرفين الراعيين للاتفاق والداعمة للنظام، مساء الاثنين على لسان مسؤول عسكري بارز "وقف جميع الاعمال القتالية في جميع مناطق سورية"، مع التأكيد على انها "ستواصل شن الضربات ضد اهداف ارهابية".

وينص الاتفاق بحسب ما ورد على لسان وزري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الجمعة على ان يتم الالتزام بوقف النار في مرحلة اولى لمدة 48 ساعة يتم تجديدها.

وبموجب الاتفاق، يمتنع النظام السوري عن القيام بأي اعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة والتي سيتم تحديدها بدقة وفصلها عن المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام.

كما ينص على وقف كل عمليات القصف الجوي التي يقوم بها النظام في مناطق اساسية تم الاتفاق عليها، ووقف القصف بالبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين. ويمتنع الطرفان عن شن هجمات وعن محاولة إحراز تقدم على الارض.

وبعد مرور سبعة ايام على تطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، تبدأ الولايات المتحدة بالتنسيق مع الروس تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد جبهة فتح الشام وتنظيم داعش.

 

وقبل ساعات من بدء سريان الاتفاق، جدد الرئيس السوري بشار الاسد التأكيد ان "الدولة السورية مصممة على استعادة كل منطقة من الارهابيين".

وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا الى اتفاق لوقف النار في سورية في نهاية شباط/فبراير الماضي سقط بعد شهرين على بدء تطبيقه. واعتبر استثناء جبهة النصرة من الاتفاق السابق أحد أهم أسباب عدم نجاحه نتيجة تحالفها مع فصائل أخرى.

وأعلنت جبهة النصرة في أواخر تموز/يوليو فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وتغيير اسمها الى "جبهة فتح الشام". وتتكرر المعضلة مجددا مع استثنائها من الاتفاق الجديد في ظل التحالف القائم بينها وبين فصائل مقاتلة، على رأسها حركة احرار الشام، خصوصا في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحلب.

وتسبب النزاع في سورية منذ آذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 290 الف شخص. ويهدف الاتفاق الاميركي الروسي الى العودة في النتيجة الى طاولة المفاوضات والتوصل الى حل سلمي للنزاع.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة "ريا نوفوستي" اليوم "من المفترض ان يدعو موفد الامم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا كافة الاطراف (الى المفاوضات السياسية) في بداية تشرين الاول/اكتوبر".

 

ولم يصدر اي قرار رسمي حتى الآن من المعارضة السياسة او المسلحة بخصوص الاتفاق الروسي الاميركي.

لكن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط قال لوكالة فرانس برس ان الهيئة تطالب بضمانات حول تطبيق الاتفاق.

واضاف "نطلب ضمانات خصوصا من الولايات المتحدة التي هي طرف في هذا الاتفاق. (...) نريد ان نعرف الضمانات، وآلية تطبيق هذه الاتفاقية، ما هو التصنيف الذي تم اعتماده بالنسبة للارهاب، وما هو الرد على المخالفات".

وشكك المسلط في التزام النظام السوري وروسيا بالاتفاق، مشيرا الى انهما يصنفان كافة الفصائل التي تقاتل قوات النظام بـ"الارهابية".

ويدعو الاتفاق الفصائل المقاتلة التي يصنفها الاميركيون في اطار "المعارضة المعتدلة" الى النأي بنفسها عن تنظيم داعش وجبهة فتح الشام.

وقبل ساعات على بدء العمل بالهدنة، قتل 13 مدنيا، وفق المرصد السوري، جراء قصف من طائرات حربية استهدف مناطق في بلدة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي (شمال غرب). (ا ف ب)