بدران الشقران.. "عاشق الشباك" والهداف التاريخي للمنتخب وأول لاعب يحترف خارجيا

الهداف التاريخي للمنتخب الوطني يدران الشقران - (من المصدر)
الهداف التاريخي للمنتخب الوطني يدران الشقران - (من المصدر)
محمد عمّار عمان – سطعت أسماء كثيرة في المستطيل "الأخضر محليا"، منها نجم الرمثا والمنتخب الوطني سابقا بدران الشقران، الذي بزغ نجمه عربيا، وبات يشار له بالبنان، رغم صغر سنه، فإنطلق كالسهم في عالم الكرة المستديرة، وبات اسما يتردد على شفاه مشجعي غزلال الشمال (الرمثا) والمنتخب الوطني، على حد سواء. نتحدث عن الهداف التاريخي للمنتخب الوطني، العاشق لهز الشباك، إنه بدران الشقران الذي انطلق سريعا في نجومية كرة القدم لاعبا، والحب الكبير للشقران من الجمهور الأردني لا يحتاج إلى برهان، فأرقامه حاضرة في سجلات كرة القدم، وهي التي صنعت الفرح في اروقة الكرة الأردنية، وبادلهم الشقران ذات معاني الوفاء امتنانا وحبا للجمهور الأردني العريض، والشقران "ضيفنا" في حلقة ذكريات لا تنسى، عبر الحوار التالي: طفولة الشقران ولد بدران الشقران في التاسع عشر من شهر كانون الأول (يناير) للعام 1974، ومن مدرسة ابن حزم كانت إبداعاته عندما اكتشفه المدرب مأمون العزايزة واستاذ التربية الرياضية حسين الشقران، فكانت بدايته من الحواري والمدارس، لينضم سريعا لصفوف فريق الناشئين، ليكون النجم المنتظر من قبل المدرب العراقي جبيل فرطوس، الذي عمل على ضم الشقران لصفوف الفريق الأول للرمثا في العام 1989، حيث لم يكمل الشقران 16 ربيعا. مسيرة حافلة شكل الكابتن بدران الشقران، منظومة متجانسة مرعبة مع رفاقه بفريق الرمثا أثناء تلك الحقبة، إلى جانب الحارس أحمد أبو ناصوح، هاني الحمزة، مراد الحوراني، راتب الداود، فايز بديوي، سليم ذيابات، خالد العقوري، بلال اللحام، منور الهربيد، محمد الخزعلي وموفق أبو هضيب، حيث حملوا على عاتقهم لواء النادي في الاستحقاقات المحلية، وشارك الرمثا خلال الفترة من 1989-2004، ورغم رحلاته الاحترافية الكثيرة، إلا انه كان يعود لحضنه الدافئ "نادي الرمثا". الشقران مع المنتخب ورغم صغر سن الشقران، إلا أن المدرب محمد باكير قام باستدعاء بدران لتمثيل المنتخب في العام 1990، وتواصلت دعواته من قبل المدربين الراحل عزت حمزة، الراحل محمد أبو العوض، اليوغسلافي برانكو، فاكاشين، وأخرهم الراحل محمود الجوهري، وتمكن الشقران من تسجيل 42 هدفا للمنتخب الوطني في 70 مباراة، ليكون الهداف التاريخي للمنتخب. وعن أفضل تشكيلة للمنتخب الوطني شارك ضمنها بدران الشقران؛ قال: "اظن أن أفضل تشكيلة التي ضمت أحمد أبو ناصوح، محمد أبو داود، عامر شفيع، يوسف العموري، محمد الخزعلي، فيصل ابراهيم، مراد الحوراني، خالد سعد، هيثم الشبول، جمال أبو عابد، رأفت علي، جريس تادرس، محمود شلباية، حاتم عقل، بشار بني ياسين، قصي أبو عالية، هشام عبدالمنعم، بشار بني ياسين ومؤيد سليم"، وكان الشقران هدافا للتصفيات المؤهلة الى نهائيات آسيا 2002 في عهد الراحل الجوهري، وتأهل المنتخب وقتها الى النهائيات وخرج في المباراة التي لا تنسى أمام منتخب اليابان بفارق ركلات الترجيح. أول محترف أردني يعتبر بدران الشقران، أول لاعب أردني يحترف كرة القدم خارج الوطن، فقد احترف في صفوف كاماز الروسي لموسمين، وشارك مع الفريق في التصفيات الأوروبية، وحقق معه المركز الرابع في العهدة الثانية، وتمكن من تسجيل 9 أهداف مع الفريق الروسي، وعاد بعدها للرمثا لموسم واحد، قبل أن يحترف في صفوف الصفاقسي التونسي لموسمين، بيد أنه لم يكمل سوى نصف المدة، وتأهل مع الفريق التونسي الى نهائي كأس تونس، وحقق مع الصفاقسي وصافة الدوري، ليرجع مرة اخرى للبيت الرمثاوي الذي تربى فيه وتعلم من خلاله أبجديات الكرة، حيث إستمر معه لموسمين قبل أن يستقبل عقد احتراف مع فريق المحرق البحريني في العام 2003 برفقة بشار بني ياسين، فيما كان حسونة الشيخ يحترف مع فريق الرفاع البحريني في ذات الفترة، كما تمت اعارته لمدة شهر إلى فريق الوكرة القطري في العام 2002. وحقق الشقران مع المحرق البحريني، بطولة كأس الملك ووصيف الدوري مسجلا 3 أهداف، وفي العام 2006 اعتزل الشقران اللعب، حيث تم اجراء مباراة اعتزال له في العام 2016 امام المنتخب السعودي في الدورة الودية التي جرت في عمان. رحلته في التدريب ولأن عشق بدران الشقران بقي في "المستطيل الأخضر" ومداعبة الكرة المستديرة، انطلق في رحلة الحصول على الشهادات التدريبية، فحصل على دورة C، وحصل بعدها على دورة B، وبعدها على دورة A، وكان مساعدا للمدير الفني لمنتخب الشباب في الشمال محمد العبابنة، قبل أن يتم استدعاؤه من قبل المدير الفني للمنتخب الأولمبي علاء نبيل ليكون مساعده كمدرب عام للمنتخب الأولمبي. وبعد ذلك، قام المدير الفني لمنتخب الناشئين بيبرت كغدو بإستدعاء الشقران ليكون مساعدا له لمنتخب الناشئين، ثم عمل مساعدا للمدير الفني لمنتخب الناشئين الكابتن عبدالله القططي، وكان المنتخب قاب قوسين أو أدني من التأهل الى النهائيات الآسيوية، لولا الخسارة غير المتوقعة أمام اليمن، فغادر المنتخب التصفيات من الباب الضيق، وكذلك غادر الجهاز الفني من ذات الباب. وعلى صعيد تدريب فرق الأندية، كان الشقران مساعدا للمدير الفني بشار بني ياسين في تدريب نادي السرحان، وأخيرا عمل مساعدا للمدير الفني لفريق معان عماد خانكان في نادي معان، خلال الفترة التحضيرة لإنطلاقة دوري المحترفين قبل توقفه. هداف بالفطرة يعتبر الكابتن بدران الشقران هدافا بالفطرة، وكان ينافس في كل مواسمه على لقب الهداف، ففي كل مواسمه كان يسجل من 9-13 هدفا، وكان يفصله هدف أو هدفين عن لقب الهداف، بيد ان اهدافه العديدة لفريق الرمثا لم يجر إحصائها، ونال الشقران لقب هداف الدورة العربية 1999 "دورة الحسين"، بعد أن سجل هدفين في مباراة المنتخب الوطني أمام العراق التي تقدم فيها المنتخب 4-0، قبل أن يحقق العراق التعادل 4-4، ويفوز المنتخب الوطني وقتها بفارق ركلات الترجيح في المباراة التي لن تتكرر. مع إنجازات حقق الكابتن بدران الشقران لقب درع الاتحاد مع الرمثا في موسم 2001، ونال كأس الاتحاد البحريني العام 2002، ووصيف لقب كأس الأردن مع الرمثا 1999، ووصيف كأس الكؤوس العام 1996، ووصيف بطل الدوري البحريني العام 1996، وحقق ذهيبة الكرة في الدورة العربية 1999، مسجلا 8 أهداف للمنتخب الوطني. مشاركة محلية بصبغة عربية شارك الكابتن بدران الشقران في صفوف الوحدات في بطولة الأندية العربية لأبطال الدوري السادسة عشرة 1999، كما انضم لصفوف الوحدات وقتها كل من مهند محادين، هيثم الشبول وبشار بني ياسين، وكان الوحدات ضمن فرق المجموعة الأولى الى جانب الشباب السعودي والسالمية الكويتي ووداد تلمسان الجزائري، وسجل بدران هدفا في تلك المجموعة ونال ركلة جزاء في مباراة الشباب السعودي، أهدرها مراد عوينة، وحل الوحدات بالمركز الثالث في تلك المجموعة. قصة طريفة ويروي الشقران من إحدى القصص الطريفة اثناء تواجده مع المنتخب الوطني، انه دار نقاش بينه وبين أبو ناصوح (رفيقه في الغرفة)ن عن من هو الأكثر شهرة بينهما، فكان من ضمن الجلوس في ذات الغرفية عدنان عوض، مهند محادين وهيثم الشبول، وبعد الجلسة قرروا المسير في أحد شوارع قبرص، واثناء التجوال خرج عليهم شاب، فسألهم هل أنتم من المنتخب الأردني؟، فرد عليه أحدهم بالقول "صحيح"، فطلب الشباب معرفة من هو بدران الشقران؟، فوقع الجميع من الضحك، فيما كان رد أبو ناصوح قائلا: "أنتم من ارسلت الشباب ليسأل عن بدران"، وروى الشقران العديد من القصص التي تربطه بلاعبي المنتخب الذين كانوا على درجات متقدمة من الصداقة والتي تصل الى مستوى الأخوة. رسالة إلى أصحاب القرار وختم الشقران حديثه بالقول: "ما حك جلدك مثل ظفرك، وما بحرث الأرض إلا عجولها"، فمهما طال الزمان، فلا بد لأبن الوطن ان يخدم وطنه، بيد أن القائمين على الاتحاد ما زالوا يتصورون بأن المدربين "الخواجات" هم من سيعملون على خدمة المنتخبات الوطنية، اتركونا نعمل كما تمنحون الخواجات الفرصة وستشاهدون النتائج، فالمدرب الوطني قادر على صياغة مفردات الحضور، نملك قامات قادرة على العمل لإعادة سمعة الكرة الأردنية، اتركونا نعمل وحاسبونا".اضافة اعلان