بدلا من التسلية.. أردنيات يطوّعن "السوشيال ميديا" لتسويق منتجاتهنَّ

Untitled-1-24
Untitled-1-24

إبراهيم المبيضين

عمّان – بينما تعجّ فضاءات شبكات التواصل الاجتماعي ومنصاتها بالاستخدامات "غير المفيدة" والمحتوى الذي يركز على التسلية والترفيه والتواصل الإلكتروني والاخبار، اختارت سيدات أردنيات أن يطوِّعن هذه المنصات لخدمتهن اقتصاديا.اضافة اعلان
هؤلاء السيدات يعملن لترويج مواهبهن أو مشاريعهن المنزلية البسيطة الخاصة، حتى أصبحت تشكل لعدد كبير منهن مصدر رزق إضافيا يساعدهن وعائلاتهن في تخطي مشاق الحياة ومصاعبها.
وتستخدم سيدات أردنيات من شتى محافظات المملكة منصات التواصل الاجتماعي وخصوصا الفيسبوك والانستغرام إلى جانب تطبيقات اخرى مثل السناب تشات والتيك توك وغيرها للوصول الى أكبر عدد من الناس وتسويق وبيع منتجاتهن أو ترويج مواهب فريدة من نوعها، ليستغللهن الانتشار الواسع والمتزايد لهذه الشبكات والتطبيقات وبأقل التكاليف.
وحرصت معظم السيدات على تمييز مشاريعهن والمنتجات التي تقدمها هذه المشاريع عن المنتجات المشابهة في السوق حتى يستطعن تسويقها بالشكل الأفضل، واستخدمن المزايا التي تتيحها شبكات التواصل الاجتماعي للوصول الى زبائن وعملاء في الأردن وحتى خارج الأردن.
وأظهرت أرقام عالمية حديثة التواجد الكبير وتعلق الأردنيين بمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة وتطويعها للنشر وتبادل الاراء والأخبار والمحتوى بمحتوى اشكاله، ليصل عدد حسابات الأردنيين على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي إلى حوالي 10.9 مليون حساب، منها خمسة ملايين حساب على الفيسبوك وأكثر من مليوني حساب على الانستغرام.
من محافظة إربد - قبل خمس سنوات - بدأت " أم إبراهيم" علاونة بمشروعها البسيط لبيع المنتجات البيتية ( زعتر، دقة، زيت، البهارات) واطلقت عليه اسم" زعتر بلدي ام ابراهيم" لتسوقه بشكل رئيسي عبر حسابات خاصة على شبكة الفيسبوك وانستغرام.
وتقول ( أم ابراهيم) "بدأت مشروعي بمشاركة عائلتي المكونه من 6 أفراد، لأقدم من خلاله منتجات "نخب أول" للمستهلك، مصنوعة من مواد أولية ذات جودة عالية، مع مراعاة ان تكون صحية وخالية من أي إضافات ضارة، مثل الزعتر البلدي الخالي من أي إضافات والمناسب لمرضى حساسية القمح، ودقة القمح المصنوعة من الحبة الكاملة للقمح البلدي المحمص والمطحون، وقهوة الشعير الخالية من الكافيين والمناسبة لمرضى الضغط، إلى جانب المنتجات البيتية مثل " اللبنة والجبنة والسمن البلدي والمقدوس والمربى والبهارات بأنواعها".
وتوضح ( أم ابراهيم ) أنها تقوم بالترويج لهذه المنتجات باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، التي كان لها دور كبير في وصول المنتجات إلى أكبر قدر ممكن من الناس داخل المملكة، ووصولها ايضا إلى أسواق ومستهلكين خارج الأردن لتكون لها قاعدة كبيرة من الزبائن المهتمين بالحصول على هذه المنتجات من دول اخرى.
وتشير ( ام ابراهيم) الى ان شبكة الفيسبوك اضافت لها الكثير من المعارف والأصدقاء في اماكن مختلفة، والذين قاموا بدورهم بتسويق المشروع وتعريف الآخرين به عبر صفحاتهم الشخصية على التواصل الاجتماعي.
وتقول "باختصار... كان لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير كبير في تسويق مشروعي الذي يدر علي اليوم دخلا إضافيا" مشيرة إلى ما تتميز به هذه المواقع من سهولة الاستخدام وانخفاض تكاليف الاستخدام والوصول إلى قاعدة كبيرة من الناس في وقت قصير، مع الاستفادة من التنوع الكبير لشرائح المجتمع ممن يتواجدون ويستخدمون هذه المواقع.
العشرينية حنين عيسى استغلت شبكات التواصل الاجتماعي لتسويق مشروعها " المنزلي الصغير" الذي فكرت به وابتكرته في فترة أزمة كورونا مستغلة وقت الفراغ الكبير الذي مروا به خلال الأشهر الماضية ، إذ خرجت بفكرة تصنيع "شموع صحية" يجري تسويقها عبر صفحات خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتقول عيسى أن مشروعها " المنزلي الصغير" والذي يحمل اليوم اسم " شموع حنين" يقدم منتجات الشموع الصحية المصنوعة من شمع الصويا الطبيعي النقي وهي مادة صحية غير مضرة، في وقت تصنع فيه معظم الشموع الموجودة في الأسواق من مادة " البرافيين" وهي مادة مشتقة من البترول"، وتعد بحسب خبراء مضرة بالبيئة والصحة.
وتضيف عيسى – التي تعمل في القطاع الخاص - أنها بدأت بتسويق المنتج من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا الفيسبوك والانستغرام؛ نظرا لسهولة استخدامها وانخفاض تكاليف التسويق عبر فضاءاتها، ولانها الوسيلة الأكثر أمنا للبيع عن بعد في مواجهة تفشي فيروس كورونا.
وتوضح عيسى أنها فكرت في مثل هذا المشروع – الذي بدأت بتسويق منتجاته قبل نحو شهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي - نظرا لانخفاض تكاليف الإنتاج لهذه المنتجات وسهولة تصنيعها، مع رغبة الكثيرين بشرائها واقتنائها لرائحتها الفواحة الجميلة وشكلها العصري، مع بقاء الناس اليوم فترات أطول في منازلهم في مواجهة تفشي مرض الكورونا.
منال شويات - وهي سيدة من محافظة عجلون – هي الأخرى استفادت من الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي والتي طوعتها لتسويق موهبتها والمشغولات التي تعمل عليها من ملابس والكروشيه وصناعة الدمى، إذ حولت شويات خلال السنوات الماضية هوايتها في هذه المجالات وطورتها لتصبح مصدر رزق إضافي لها ولعائلتها.
وتقول شويات "بدأت مشروعي قبل نحو 8 سنوات وشرعت بتسويقه عبر صفحات الفيسبوك أذ أسهم ذلك في زيادة الطلب على منتجاتي من مختلف محافظات المملكة بعد أن كان هذا الطلب مقتصرا على معارفها وأفراد قريتها في البداية".
وتؤكد شويات أن الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي اسهمت كثيرا على صعيد تسويق المنتجات التي تعمل عليها وفي مجال تطوير موهبتها ايضا عندما اشتركت في مجموعات على شبكة الفيسبوك تبادلت من خلالها الخبرات والمعرفة مع آخريات يعملن في نفس المجالات.
وتقول شويات "ركزت عملي خلال آخر سنوات على صناعة الدمى وطورت ذلك بجهد شخصي من خلال التغذية البصرية والعمل المتكرر".
وختمت قائلة "شغفي الأكبر أصبح يتركز في هذه الصناعة رغم أن العمل في الملابس أكثر جدوى وأكثر سهولة من عمل الدمى".