
إسرائيل هيوم
أرئيل كهانا 30/1/2023
القرار الاساس للكابينت بتوزيع السلاح على المواطنين ردا على المذبحة في نافيه يعقوب هو من أكثر القرارات التزامية التي تتخذها في أي مرة قيادة اسرائيلية بعد عملية بهذه القسوة. ليس فيه عقاب للإرهاب ولمحيطه الداعم؛ ليس فيه عقاب للسلطة الفلسطينية؛ ليس فيه تعزيز للاستيطان في البلاد؛ لا مزيد من “ملجأ آمن” لليهود في بلاد اسرائيل. بدلا من ذلك يعرض نتنياهو غرب منفلت العقال – بدون هلالين.
يسأل المواطن البريء لماذا تمول ضرائبه جهاز أمن هائل، اذا كانت الحكومة تقول له في نهاية اليوم ان يدافع عن نفسه بقواه الذاتية.
إن توزيع السلاح كرد مركزي يعبر عن انعدام وسيلة وفقدان سبيل من جانب الحكومة التي بدأت لتوها طريقها. وهكذا ايضا القرار بنشر الجنود في شوارع القدس لانه لا يستهدف خلق الامن بل فقط “احساس الامن”. كل هذا في ظل الوعود المركزية من الائتلاف الجديد في الانتخابات: “الحوكمة”
و”اعادة الامن”.
إن قرار الكابينت بائس لانه في شوارع البلاد وبالتأكيد في القدس لا ينقص السلاح. العكس هو الصحيح، يوجد الكثير جدا منه. سكان القدس يسمعون اصداء النيران من الاحياء العربية 24/7 وبالتالي بدلا من نشر المسدسات في الشوارع الهادئة للمدينة، مطلوب جمع الاسلحة غير القانونية من الشوارع الخطيرة في العاصمة. بدلا من اتخاذ إجراءات ذات مغزى قرر الكابينت والحكومة سد بضع نوافذ في بيوت المنفذين، بلا شك حملة بطولية.
معروف للجميع أن على الأقل جزء من السلاح القانوني الذي سيشتريه اليهود اليوم سيصل الى السوق العربية غير القانونية غدا. اضافة اسلحة في الشوارع سيزيد الارهاب فقط. فما الذي أفاده إذن الوزراء بقرارهم؟ العجز السيادي الذي ميز حكومات نتنياهو السابقة الخمسة يتواصل في السادسة أيضا. سموتريتش، بن غفير ووزراء الليكود ايضا لا ينجحون في تغيير هذا.
ان هذا الضعف الحكومي هو رسالة سيئة ليس فقط لاعدائنا (وهم لم يعودوا يخافون منذ زمن بعيد)، بل لشعب اسرائيل ايضا. لقد دعا رئيس الوزراء المواطنين مرتين الا يأخذوا القانون في ايديهم، لكن بأفعاله يبث الرسالة المعاكسة. عندما لا تكون حكومته قادرة على أن توفر الأمن وتبعث في أول يومها بالمواطنين بان يتدبروا انفسهم وحدهم، فانه يكاد يدعو إلى أعمال ثأر. على يمين هذا الائتلاف لا يوجد أحد، وإذا كانت الحكومة لا تحمي أحدا – فلا عجب إذا ما أخذوا القانون لانفسهم.
فضلا عن كل هذا لو أن نتنياهو سأل وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن الذي التقاه (أمس) في القدس ماذا يحصل في دولة يتدحرج السلاح في شوارعها دون عراقيل. هل هو معني بأعمال ذبح جماعية مثلما في أميركا؟
بدلا من التملص من المسؤولية على نتنياهو، سموتريتش، بن غفير ووزراء الليكود أن يأخذوها بايديهم. عليهم ان يعرضوا رؤيا، أملا وخطة تعزز السيادة اليهودية في البلاد وتبيد الارهاب. لقد انتخبوا لانهم وعدوا بجمع السلاح غير القانوني، وقف تفريغ مخازن ذخيرة الجيش، وضع حد للخاوة وحرب ابادة ضد الارهاب.
لم يتقرر في اي شيء من هذا في الشهر الأول لولاية الحكومة. ولا حتى حين يصرخ اخواننا واخواتنا في شوارع القدس إلى اين سنسير بالعار؟