"برلمان 2020".. انتخابات هادئة بدون مفاجآت ونسبة اقتراع بلغت 29.9 %

هديل غبّون

عمان- أسدل الستار على مرحلة الاقتراع لانتخابات البرلمان التاسع عشر 2020، مساء أمس الثلاثاء، وسط تسجيل نسبة اقتراع "مقبولة ومنسجمة مع التوقعات" بسبب جائحة فيروس كوورنا المستجد، والتي كانت أقل من "انتخابات 2016"، حيث وصلت إلى 29.9 % في عموم دوائر المملكة الـ23، بعد إصدار مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب قرارًا بتمديد الاقتراع حتى التاسعة بدلا من السابعة، دون حدوث مفاجآت أو خروقات جسيمة تخل بالعملية الانتخابية، ترافقت مع التزام انسيابي بقواعد السلامة العامة في ظل "الجائحة".

اضافة اعلان

وأكد رئيس مجلس مفوضي "مستقلة الانتخاب"، خالد الكلالدة، نجاح الهيئة في إجراء العملية الانتخابية، بمشاركة الأردنيين والأجهزة الأمنية والمقترعين، قائلًا "استطعنا خوض الانتخابات رغم الظروف الاستثنائية".
وشارك في العملية الانتخابية، ما مجموعه مليون و387 ألف و710 مقترعين، من بينهم 638081 مقترعة بنسبة 26.11 %، مقابل 749629 مقترعًا بنسبة 34.12 %.
ولم تخل عملية الاقتراع من حالات لشراء أصوات تمت إحالتها إلى الإدعاء العام، وفقًا لما أعلنه الكلالدة، في المؤتمر الصحفي الختامي عقده في ساعة متأخرة من مساء أمس في المركز الإعلامي للهيئة، موضحًا أن "مستقلة الانتخاب" حوّلت يوم الاقتراع لوحده 13 حالة تجاوز إلى الإدعاء العام، من بينها مخالفات تتعلق بانتحال الشخصية لمقترعين، وهي المرة الأولى التي تشهدها عملية اقتراع، فيما كانت الهيئة قد حوّلت قبل يوم الاقتراع ما مجموعه 64 حالة تحمل شبهة "مال سياسي" تم منع المحاكمات في بعضها.
وأشار الكلالدة إلى أنه للمرة الأولى، تنخفض نسبة الاقتراع بين كبار السن عن الشباب، والإناث عن الذكور، مرجعًا ذلك إلى خشية النساء وكبار السن من جائحة كورونا بصورة أكبر، معتبرًا أن ذلك كان أحد أبرز الأسباب لتمديد الاقتراع، عدا عن توصيات لجان الاقتراع والفرز.
وقال "نستطيع أن نقول بثقة عالية أن الأردنيين مرشحون ومندوبون وإعلاميون وأجهزة أمنية، قد حققوا نجاحًا باهرًا اليوم (أمس)" .
وباشرت لجان ااقتراع والفرز مباشرة، بعد إغلاق صناديق الاقتراع، بعمليات الفرز في أماكنها، فيما توقع الكلالدة أن تعلن النتائج عصر اليوم الأربعاء، معلنًا في الوقت نفسه أسماء اللجان الخاصة الثلاثة في عمان وإربد والكرك.
وتغنى الكلالدة، خلال المؤتمر، بعدم تسجيل الهيئة أي حالة "خرق للمعايير الصحية داخل أي مركز اقتراع"، مشددًا على أن "مستقلة الانتخاب" نجحت في إجراء الانتخابات بمشاركة الأجهزة الأمنية والناخبين والإعلاميين.
وعلى مدار ساعتين من المؤتمر الصحفي للكلالدة، تجنب إطلاق أي وصف "سياسي" على نسبة الاقتراع المسجلة، قائلًا إن الأهمية تكمن بالنظر إلى الأرقام المطلقة، دون أن يعلق على فيما إذا كانت هذه النسبة "متدنية".
ولفت الكلالدة إلى أن الهيئة كانت أمام خيارات محدودة بشأن إجراء الانتخابات، الأولى عودة البرلمان السابق، أو تأجيلها إلى نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل، في الوقت الذي لم تستطع فيه الجهات الصحية التنبؤ بالوضع الوبائي حينها، أو من خلال اللجوء إلى "قوانين الطوارىء"، وهو ما آثرت "مستقلة الانتخاب" أن لا يؤثر قانون الدفاع والعمل به على الانتخابات، والذهاب إلى تعظيم الاستحقاق الدستوري.
والتزمت الهيئة، حسب الكلالدة، بالروزنامة الانتخابية، خاصة المدد القانونية المتعلقة بالمترشحين والناخبين، ومرحلة التقاضي والطعون لكل منهما، فيما أشار إلى أن "مستقلة الانتخاب" اضطرت إلى إلغاء المقرات الانتخابية حفاظًا على صحة الناخبين، رغم تسجيل تجاوزات محدودة ارتكبها 60 مترشحًا من بين 1674 مترشحًا ومترشحة.
وقال "رغم الضوابط التي وضعناها كان هذا يشكل خرقًا غير مقبول بالنسبة لنا، وذهبنا لمنع هذه المقرات ودخلنا في مرحلة الاقتراع والفرز. نحن أمام تحد كبير لظروف تجتاح الأردن والعالم، وهذا الوباء ليس لأحد تجربة سابقة به"، مضيفًا "كان علينا أن نتكيف مع هذا الواقع في الأردن، كما في العالم".
ولم يخف الكلالدة، تسجيل العملية الانتخابية لبعض الخروقات، والتجاوزات، تعاملت الهيئة مع مثيلاتها في انتخابات سابقة، ما عدا "انتحال شخصية المقترعين"، مؤكدًا أن الفيديوهات التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تم إحالتها إلى الجهات المختصة وهي ضمن الـ13 إحالة التي سجلت في يوم الاقتراع.
واعتبر أن كثرة تداول هذه الفيديوهات تحمل جانبًا إيجابيًا في رصدها من جهة، ولكنها تعمل بعدًا سلبيًا "بالإفراط في تداولها" في جانب آخر يتعلق بترك انطباع سلبي لدى الناخبين عن المترشحين.

وسجلت مراكز رصدية، من بينها المركز الوطني لحقوق الانسان ومركز الحياة "راصد"، وجمعية معهد تضامن ونقابة المحامين وصحفيّون، ملاحظات عديد عدة حول العملية الانتخابية، تتعلق بتجاوزات لم تعتبرها الهيئة إخلالا بعملية الاقتراع، من أبرزها شراء الأصوات وانقطاع التصويت لفترات محدودة في مراكز اقتراع وفرز وانقطاع التيار الكهربائي، وحدوث مشاجرات وأحداث عنف محدودة أيضًا، عدا عن تسجيل عدد محدود من محاولات تصويت مصابين بفيروس كورونا، ورصد كتيباب اقتراع متلاصقة الصفحات تم إتلافها واستبدالها بأخرى.
ورغم سير عملية الاقتراع في دوائر المملكة بسلاسة، إلا أنه سجلت أيضًا مخالفات على مستوى التجمهر والاقتراع بصوت عال في المراكز ووجود بعض الصعوبات في التصويت لكبار السن وذوي الإعاقة، مسجلة تفاوتًا ملحوظًا في نسب الاقتراع بين الدوائر الانتخابية.

وكان الناطق الإعلامي باسم "مستقلة الانتخاب" جهاد المومني، قال، خلال مؤتمرات وإيجازات صحفية عقدها أمس، إن ذروة إقبال الناخبين على مراكز الاقتراع كانت بين الساعة 11 و12 ظهر أمس، إذ بلغ عدد الناخبين في تلك الساعة فقط 128294 ناخبة وناخبًا.
وأشار إلى أنه حتى الساعة الـ12 ظهرًا بلغ عدد المقترعين من الفئة العمرية بين 17 إلى 30 عامًا، 134607 من الناخبين، وذلك لأول مرة، وعدد الذين يقترعون لأول مرة بلغ نحو 577 ألف ناخب وناخبة، كاشفًا عن أن نتائج الانتخابات النهائية ستكون جاهزة قبل عصر اليوم على أبعد تقدير.
إلى ذلك، اعتبر المومني، أن مؤشرات الاقتراع منذ الساعات الاولى للاقتراع كانت جيدة، قائلا إننا نتجه إلى نسبة اقتراع ممتازة،
وأكد إن الهيئة المستقلة عالجت كل الاشكاليات والملاحظات التي تلقتها، مبينا أن أنه لم تسجل أي مخالفات أو انتهاكات حقيقية.
وردا على سؤال لـ"الغد" بشأن الشكاوى المتعلقة بعدم وجود قوائم في كتيبات الاقتراع في بعض الدوائر الانتخابية، أوضح المومني أن الهيئة استبدلت تلك الدفاتر وأتلفتها، فيما قال في تصريح خاص لاحقًا "إن الدفاتر لم تتجاوز 8 دفاتر في البلقاء وتم التعامل معها".
وسجلت في ساعات الاقتراع الأولى، شكاوى متعلقة بمنع الصحفيين من التصوير في مراكز الاقتراع، وهو ما قال المومني عنه "إنها شكاوى تم التعامل معها ومعالجتها فورًا، وأن الهيئة لم تتلق بعدها ملاحظات من هذا النوع.
وأكد أن التقارير الميدانية؛ تشير إلى أن العملية الانتخابية تسير بسهولة ويسر، مع وجود ملاحظات عولجت على الفور، نافيا توقف مراكز اقتراع عن التصويت، وفق ما اوردته وسائل إعلام، مؤكدًا عزم الهيئة على تحويل مروجيها إلى وحدة الجرائم الإلكترونية.
أما بخصوص تداول فيديوهات، تظهر تداول مال فاسد وبيع وشراء أصوات، أكد المومني أن لجنة خاصة في الهيئة تحققت من هذه الفيديوهات، وتبين أن غالبيتها قديمة فيما حول بعضها إلى الجهات الأمنية والادعاء العام، كما احالت الهيئة أمس، 4 قضايا إلى الادعاء العام.
وقال المومني إن "العملية الانتخابية تسير وفق ما خُطط لها"، موضحًا أنه "لا توجد أي شكاوى حقيقية حتى الآن"، مضيفًا "بعض الملاحظات وردت إلى الهيئة، وتم التعامل معها جميعها".
وبين "أنه جرى ضبط عدد من الناخبين قاموا بتصوير كتيب الاقتراع، وتم تحويل كل من ارتكب هذا الفعل إلى المدعي العام".
و"تم إتلاف الكتيبات التي جاء فيها خطأ فني أمام الحضور، والتعامل معها كأنها أوراق تالفة"، بحسب المومني الذي أوضح أنه "لا يوجد منع للصحفيين من الدخول إلى المراكز، وكان هناك منع للتصوير داخل غرف الاقتراع؛ لضمان سرية الاقتراع".
وأكد المومني "أنه لن يسمح مطلقا لمصابي فيروس كورونا من الاقتراع بموجب قانون الصحة العامة"، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن الهيئة "تواصلت مع شركة الكهرباء، ولا يوجد انقطاع كهربائي في أي مركز اقتراع".

على صعيد متصل، أحال رئيس لجنة انتخاب الدائرة الثانية في إربد، مازن المومني، أمس، 9 ناخبين إلى المدعي العام لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، إثر محاولتهم المشاركة في الاقتراع بطريقة غير مشروعة في المراكز الانتخابية بالدائرة.
وقال المومني إن "7 اشخاص من المخالفين من لواء الرمثا، حاولوا التزوير في عملية الاقتراع، عبر انتحال صفة اشخاص آخرين، اما الحالتان المتبقيتان فكانتا من لواء بني كنانة، بحيث حاول شخصان تصوير دفتر الاقتراع داخل المعزل".

وكان رئيس الوزراء، بشر الخصاونة، أصدر بلاغاً يبدأ بموجبه الحظر الشامل، المقرر تنفيذه بعد إجراء الانتخابات النيابية، في تمام الساعة الحادية عشرة من مساء أمس، بدلا من العاشرة ليلا.
ويأتي تغيير موعد بدء حظر التجول الشامل للأفراد، استجابة من الحكومة لطلب مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب بتأجيل الموعد لمدة ساعة، في ظل تمديد الاقتراع وإغلاق الصناديق.

لقطات

• 29 % نسبة الاقتراع لغاية الـ7.30 مساء: أدلى أكثر من 1.346.899 مقترعا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية للمجلس التاسع عشر، حتى الساعة 7:30 مساء وبعد أكثر من 10 ساعات من فتح صناديق الاقتراع، وبنسبة اقتراع عامة تقارب 29 %.
• 21.57 % نسبة الاقتراع لغاية الـ4 عصرا : أدلى أكثر من مليون ناخب وناخبة بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية للمجلس التاسع عشر، حتى الساعة الرابعة عصرا وبعد 9 ساعات من فتح صناديق الاقتراع، وبنسبة اقتراع عامة تقارب 21.57 % .
• 15.8 % نسبة الاقتراع لغاية الـ2 ظهرا: بلغت نسبة الاقتراع في الانتخابات النيابية لمجلس النواب الـ19، على مستوى المملكة 15.8 % عند الساعة الثانية بعد ظهر أمس. وبلغ عدد المقترعين 733376 ناخبا وناخبة، منهم 329877 ناخبة، و403499 ناخبا.
• 10 % نسبة الاقتراع لغاية الـ12 ظهرا: بلغت نسبة الاقتراع في الانتخابات النيابية على مستوى المملكة 10.78 بالمائة عند حلول الساعة 12:10 ظهرا. وبلغ عدد المقترعين 500 ألف و304 ناخبين وناخبات، منهم 210 آلاف و318 ناخبة و289 ألفا و986 ناخبا.
• 5.43 % نسبة الاقتراع لغاية الـ10 صباحا: عمان - بلغ عدد المقترعين حتى الساعة العاشرة صباحا 251826 ناخبا وناخبة بنسبة 5.43 %، وذلك بعد 3 ساعات من بدء الاقتراع لمجلس النواب التاسع عشر. وتوزع المقترعون بواقع 159783 ذكور، و92243 اناث.
• 33 ألف مقترع بعد نصف ساعة من بدء الانتخابات: أدلى 33 ألف مقترع ومقترعة بأصواتهم في الانتخابية النيابية لمجلس النواب التاسع عشر، بعد نصف ساعة من فتح صناديق الاقتراع، في مختلف دوائر المملكة الـ23. وقال الناطق الإعلامي باسم الهيئة المستقلة للانتخاب جهاد المومني، إن أول عملية اقتراع جرت في المملكة لمواطن اربعيني في محافظة إربد، بالدائرة الرابعة.