بطولة رولان غاروس لا تزال في قلب جائحة كورونا رغم التأجيل

باريس - رغم القرار بعدم السير على خطى ويمبلدون والإبقاء عليها مع تأجيل لأربعة أشهر، لا تزال بطولة فرنسا المفتوحة لكرة المضرب التي تشكل عادة ثانية بطولات الغراند السلام الأربع لكنها ستكون هذا العام الثالثة الأخيرة بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، في قلب "العاصفة" الصحية المميتة. بدا منظمو البطولة الفرنسية التي كانت مقررة في أيار/مايو قبل أن يتدخل فيروس كورونا المستجد ويتسبب بتأجيلها وإلغاء بطولة ويمبلدون (ثالثة بطولات الغراند سلام تقليديا)، متفائلين جدا حين قرروا اللعب أمام 20 ألف متفرج يوميا. لكن سرعان ما اصطدموا بواقع أن "كوفيد-19" ما زال في مساره التصاعدي ولم يتغير الكثير منذ أن فرض عليهم إرجاء البطولة في أيار/مايو، ما اضطرهم في بادىء الأمر الى تقليص العدد حتى 11,500 متفرج يوميا ثم الى 5 آلاف. وبالتالي، يبدأ الإسباني رافايل نادال مسعاه لإحراز لقب البطولة الفرنسية للمرة الثالثة عشرة في مسيرته ومعادلة الرقم القياسي لغريمه السويسري روجيه فيدرر من حيث عدد الألقاب الكبرى (20)، والصربي نوفاك ديوكوفيتش للقب ثان في العاصمة الفرنسية والثامن عشر في الغراند سلام، وسط مخاوف متزايدة من الفيروس القاتل. وبدأت المشاكل بالنسبة للمنظمين حتى قبل الانطلاقة الفعلية للبطولة الأحد المقبل، إذ أعلن الاتحاد الفرنسي للعبة مساء الأحد استبعاد خمسة لاعبين كان من المقرر أن يشاركوا في تصفيات الرجال. وثبتت إصابة اثنين منهما بفيروس "كوفيد-19"، بينما خالط ثلاثة آخرون مدربا عادت نتيجته فحصه إيجابية. وتبين أن البوسني دامير دزومهور، المصنف ثلاثين عالميا سابقا، كان من بين اللاعبين الخمسة وقد اضطر الى الدخول في حجر صحي بعد أن ثبتت إصابة مدربه بيتار بوبوفيتش. وكتب دزومهور على إنستغرام "نحن واثقون من أن النتيجة الإيجابية (للفحص) كانت خاطئة... لم يُسمح له بإجراء اختبار ثان. أنا محبط جدا". وكشفت وسائل إعلام إسبانية عن أسماء اللاعبين الآخرين وهم الأميركي إرنستو إسكوبيدو، الأوزبكستاني دنيس إستومين، الإسباني برنابي ساباتا ميراليس والصربي بيديا كرستين. واعتبر المدرب بوبوفيتش في تصريح لصحيفة "ليكيب" الفرنسية أن ما حصل معه ومع لاعبه دزومهور "فضيحة"، لأنه "لو كان نادال في مكاننا لنال حق الخضوع لاختبار ثان أو ثالث". وأجري بين الخميس الماضي وأمس الأحد قرابة 900 اختبار "كوفيد-19"، ما دفع اللاعبة الأميركية ساشيا فيكيري الى القول على تويتر إن "فرنسا المفتوحة لا تمزح في ما يخص اختبارات هذا الـ+كوفيد+". وازدادت مشاكل المنظمين الإثنين بعد الكشف عن إصابة لاعبة كان من المفترض أن تشارك في التصفيات، ما أدى الى استبعادها عن البطولة. المخاوف من الإصابة بالفيروس حرمت البطولة الفرنسية من حاملة اللقب الأسترالية آشلي بارتي، المصنفة أولى عالميا، إذ قررت عدم المشاركة لأن صحة عائلتها وفريقها هي الأهم. وعلى الرغم من أن "بطولة فرنسا المفتوحة العام الماضي كانت أجمل دورة في مسيرتي" قررت بارتي عدم المشاركة في نسخة هذا العام، كاشفة عن "سببين خلف القرار الذي اتخذته: الأول هو المخاطر الصحية التي لا تزال قائمة بوجود كوفيد. الثاني هو تحضيراتي التي لم تكن مثالية...". واتخذت بارتي في تموز/يوليو قرار الانسحاب أيضا من بطولة فلاشينغ ميدوز التي أقيمت بين 31 آب/أغسطس و13 أيلول/سبتمبر في نيويورك خلف أبواب موصدة، على غرار الرومانية سيمونا هاليب الثانية أو نادال حامل لقب الرجال اللذين فضلا عدم المشاركة بسبب المخاوف ذاتها. وبعد غياب عن المنافسات طيلة ستة أشهر، عاد نادال الأسبوع الماضي الى الملاعب لخوض دورة روما الألف نقطة للماسترز التي تشكل أفضل تحضيرا لرولان غاروس بما أنها تقام على الملاعب الترابية، لكن العودة لم تكن موفقة لابن الـ34 عاما، إذ انتهى مشواره عند ربع النهائي بخسارته أمام الأرجنتيني دييغو شفارتسمان الذي واصل طريقه حتى النهائي قبل أن يخسر أمام ديوكوفيتش. لكن الإسباني بدا واثقا أنه قادر على تصحيح أخطائه، مضيفا بعد الهزيمة المفاجئة "هذه سنة مميزة وغير متوقعة. سأذهب الى المنزل على الارجح ولننتظر ماذا سيحصل. قمت بعملي هنا". وأضاف ابن جزيرة مايوركا "ساتابع العمل والتمارين بمعنويات مناسبة واحول منح نفسي فرصة أن أكون جاهزا". ويمكن للاسباني أن يكون متفائلا، إذ خرج من نفس الدور في روما عام 2017، ثم توج بعدها بلقبه العاشر في رولان غاروس من دون خسارة أي مجموعة. وفي ظل غياب فيدرر لعدم استعادته لعافيته بعد عملية جراحية في ركبته أجبرته على إنهاء موسمه، يبقى ديوكوفيتش الخطر الأكبر على نادال، لكن على الإثنين توخي الحذر من النمسوي دومينيك تييم الذي توج بطلا لفلاشينغ ميدوز وأنهى النسختين الأخيرتين من البطولة الفرنسية وصيفا للاسباني. وعند السيدات، ستكون اليابانية ناومي أوساكا المتوجة بطلة لفلاشينغ ميدوز، غائبة عن البطولة الفرنسية بسبب الإصابة، لكن الأميركية المخضرمة سيرينا وليامس (38 عاما) مُدرَجة لتحاول مجددا الفوز بلقبها الكبير الأول منذ أستراليا المفتوحة أوائل 2017 ومعادلة الرقم القياسي المطلق (في عصري الهواة والاحتراف) والمسجل باسم الأسترالية مارغاريت كورت (24). لكن بطلة أعوام 2002 و2013 و2015 ألمحت أنها مترددة بخصوص المشاركة لأنها تفضل الإقامة في مسكن خاص خلال تواجدها في باريس عوضا عن الفندقين اللذين خصصهما المنظمين للاعبين واللاعبات ومرافقيهم، على غرار ما حصلت عليه وديوكوفيتش في فلاشينغ ميدوز. وكشفت أنها ستتحدث مع منظمي البطولة الفرنسية بهذا الشأن، لاسيما أنها تعاني من مشاكل مزمنة في الرئتين، قبل أن تتخذ قرارها بالمشاركة من عدمها. وقال مدير الدورة غي فورجيه إن جميع اللاعبين سيخضعون لفحص كورونا "فور وصولهم وسيحصلون على تصريح المشاركة فور صدور أول نتيجة سلبية للفحص"، مضيفا "سيخضعون (اللاعبون واللاعبات) لفحص ثان ضمن نطاق 72 ساعة، وآخر ثالث بعد خمسة ايام، ورابع بعد الفترة ذاتها طالما ما زالوا يشاركون في البطولة". وستشهد البطولة الفرنسية للمرة الأولى استخدام السقف المتحرك الجديد في ملعب فيليب شاترييه، فيما تشكل مسألة الإضاءة مشكلة حقيقية في نسخة هذا العام التي تقام في فصل الخريف (تختتم في 11 تشرين الأول/أكتوبر). - (أ ف ب)اضافة اعلان