بعد المخدرات والإرهاب.. "كورونا" تضاعف العبء على الحدود الشمالية

جنديان أردنيان فوق إحدى الآليات العسكرية على الحدود الشمالية- (أرشيفية)
جنديان أردنيان فوق إحدى الآليات العسكرية على الحدود الشمالية- (أرشيفية)
موفق كمال عمان - ما لبث الأردن أن التقط أنفاسه من عناء وخطر الحدود الشمالية، التي كانت ولم تزل تشكل عبئا على أمنه واستقراره الداخلي، على صعيدي محاولات خرق الحدود لتهريب المخدرات وتسلل الإرهابيين، عبر خلايا نشطة ونائمة، لا سيما أثناء اندلاع الأزمة السورية، حتى بات يواجه حاليا خطرا بيولوجيا بدخول حالات مصابة بوباء فيروس كورونا المستجد نقلت العدوى ربما لمئات الأردنيين. فقد كانت الحدود الشمالية التي تمتد على شريط حدودي بين الأردن وسورية ما يزيد على 350 كيلو مترا، قبل اندلاع الأزمة السورية العام 2011، تعد المصدر الأكبر لتهريب المخدرات إلى الأراضي الأردنية، خصوصا أن تجار المخدرات يستخدمون كل السبل والطرق لاجتياز الحدود الشمالية تمهيدا لتهريبها خارج الأردن، كون المملكة تعتبر ممرا إلى الدول المستهلكة للمخدرات، بحكم موقعها الجغرافي. لكن خطورة الحدود الشمالية على الأمن والاستقرار في الأردن، ازدادت بعد اندلاع الأزمة السورية، وأصبحت الحدود تخضع لحماية عسكرية من الجانب الأردني فقط دون الجانب السوري، ما أدى إلى ارتفاع حجم الخطورة وما تبعه من محاولات تسلل خلايا إرهابية استغلت تلك الأزمة للنيل من الأمن والاستقرار في الأردن، ناهيك عن ارتفاع حجم محاولات تهريب كميات من المخدرات، وتهريب الأسلحة الفردية والمتفجرات، في حين تتصدى القوات المسلحة الأردنية بكل كفاءة واقتدار لتلك المحاولات وتعمل على إحباطها. وساهمت استعادة السلطات السورية لسيطرتها على أراضيها، في تراجع حجم جرائم المخدرات والقضايا الإرهابية القادمة عبر الحدود الشمالية، وذلك أيضا مع رحيل التنظيمات الإرهابية من تلك المنطقة. وبعد انتشار "كورونا"، أواخر العام الماضي، تسلل الوباء للأردن عبر سائقي الشحن وبعض المسافرين القادمين من سورية مؤخرا من خلال مركز حدود جابر، بسبب سوء إدارة في تحقيق الإجراءات الاحترازية، الأمر الذي دفع بوزير الداخلية سلامة حماد لإصدار قرار بإغلاق الحدود لمدة أسبوع، ومن ثم تجديد مدة الإغلاق أسبوعا آخر تنتهي اليوم، لحين فرض إجراءات تمنع تسلل الوباء إلى الأراضي الأردنية. وارتفعت أعداد المصابين بوباء كورونا بعد ثبوت عبور حالات من مركز حدود جابر إلى الأراضي الأردنية تحمل الفيروس، الأمر الذي شكل تحديا جديدا أمام المسؤولين عن ملف كورونا لإعادة فرض عزل وحظر تدريجي على المواطنين، في ظل ملفات عالقة لارتباطها بالحالة الوبائية منها عودة العام الدراسي وتضرر قطاعات عديدة بسبب الإجراءات المتخذة في مواجهة الوباء.اضافة اعلان