بعد "مذبحة المسجدين".. دعوات لأوروبا لتفعيل قوانين حماية الأقليات والمسلمين

Untitled-1
Untitled-1

محمود الطراونة

عمان - يرى خبراء في الحركات الإسلامية وسياسيون ان استهداف المسلمين والاقليات في دول العالم يؤشر إلى تنامي حالات العنف والتطرف اليميني في أوروبا، والتي كان آخرها استهداف مسجدين في نيوزيلندا من قبل أحد المتطرفين باطلاق نار على المصلين داخل المسجدين في ابشع العمليات الإرهابية.اضافة اعلان
وشددوا على ضرورة الضغط العربي والإسلامي على قادة الدول الاجنبية لحماية المقيمين والاقليات العربية والإسلامية هناك.
كما دعوا إلى أن تقوم المنظمات والمؤسسات الدينية في العالم بالضغط على الحكومات الغربية، لتفعيل قوانينها ومنح الاقليات المسلمة العدالة والحماية في دولهم، والسماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية.
وعبروا عن اعتقادهم بان الحكومات الغربية لم تعمل على مكافحة الحركات العنصرية اليمينية، في ظل الاراء الداعمة للعمليات الإرهابية التي تستهدف المسلمين في دول العالم من اعضاء برلمانات وشخصيات نافذة ومتابعين للتحريض على المسلمين، وفي ظل انتشار ما بات يعرف بظاهرة "الإسلامفوبيا"، التي تشحن التمييز والكراهية تجاه العرب والمسلمين.
ويعبر خبير الحركات الإسلامية حسن أبو هنية عن اعتقاده بان ثمة "تقصيرا كبيرا" على المستوى الدولي والسياسات المحلية تجاه الإرهاب والتطرف اليميني الذي يستهدف المسلمين في العالم.
وأشار إلى أن العالم الإسلامي شهد نوعا من التطوير في وصف عمليات التطرف، كما حدث في النرويج العام 2011 والولايات المتحدة العام 1994 وفي لوس انجلوس ايضا، لكه يلفت إلى أن ثمة مشكلا في تعريف هذه العمليات وتأثيرها والتي يرى انها "تقتصر على هوية الفاعل فيما لا توصف عمليات التطرف الفاشية والنازية الصاعدة في أوروبا إلا بانها أحداث فردية أو بخلل عقلي وغيرها من هذه الاوصاف".
وقال هنية إن الدول العربية والإسلامية (المتهمة بالإرهاب دوما) يجب ان تضغط على دول أوروبا لمواجهة ومكافحة حالات التطرف التي تقع على المسلمين في أوروبا.
وراى ان "ثمة مشاكل داخل أوروبا على صعيد التشريعات القانونية، وعلى صعيد وصف هذه العمليات ومواجهتها فيما يواجه المسلمون العنف وفقدان الهوية والعدالة والمساواة".
وشدد على أن الدول الغربية "مطلوب منها مزيد من الإجراءات رغم التطور البطيء لحماية المسلمين والاقليات في أوروبا واميركا".
وقال إن دراسة أوروبية اثبتت ان 95 % من المشاكل التي تحصل في أوروبا "تتم من قبل غير المسلمين ويقودها اليمين المتطرف والحركات العنصرية".
من جانبه، قال خبير الحراكات الإسلامية أسامة شحادة ان مكافحة التطرف اليميني في أوروبا ودول العالم يحتاج إلى جهد من الدول العربية والإسلامية لتفعيل مكافحة التطرف تجاه الاقليات المسلمة.
وأضاف "واضح أن هناك حالة تصاعد للتطرف اليميني في العالم، والذي يستهدف المسلمين في الشوارع والمساجد، فيما لا تجد هذه النوازع سياسات رادعة للتطرف، إذ لا يجب أن تعتبر هذه الحوادث انها فردية او التساهل مع منفذيها وخاصة بعد جريمة أول من أمس التي استهدفت المصلين المسلمين في مسجدين في نيوزلندا".
وقال شحادة "الغريب اننا وجدنا الكثير من الاراء الداعمة من قبل اعضاء في البرلمانات وقادة احزاب يمينية ومتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحالة الإرهاب ضد المسلمين والتي تخالف القوانين والمواثيق الدولية والحقوق الانسانية". لافتا إلى أن الغرب "يتقدم علينا نحن العرب بتجريم هذه الجرائم ولكنه يصنفها على انها حوادث فردية".
واستشهد شحادة بالعبارات والشعارات التي اطلقها المجرم الإرهابي، والتي ظهرت بالفيديو وعلى سلاحه لخلق حالة رعب ومزيد من العدوان تجاه الاقليات المسلمة في الغرب، والتي "تحتاج الى ضغط وموقف رسمي عربي موحد لوقفها وتوصيفها بشكل حقيقي ومكافحتها".
كما يتطلب من المنظمات الدولية والجهات الدينية في أوروبا "ترسيخ قيم التعايش والتسامح في الغرب وحرية الاديان وكذلك ترسيخ حقوق العدالة والحماية للمسلمين في دولهم".
من جانبه، قال الوزير السابق واستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية الدكتور سلامة النعيمات إن على الدول العربية والإسلامية تنسيق الجهود لحماية الاقليات المسلمة في دول أوروبا بعد تصاعد الحملات العنصرية تجاههم.
وأشار إلى ضرورة ان تتخذ المؤسسات الدينية "موقفا حازما لحماية المسلمين، وإعادة توصيف الجرائم التي ترتكب بحق المسلمين هناك بأنها جرائم تطرف وإرهاب ووقف الحملات التي تستهدف المسلمين في دول العالم".
وشدد النعيمات على أن الأردن لعب دورا رئيسا في العالم للتنبية من خطر الإرهاب قاده جلالة الملك عبد الله الثاني في مختلف المحافل الدولية، مؤكدات ضرورة أن يتخذ قادة الدول موقفا متشددا ازاء تصاعد هذه الحالات تجاه المسلمين.
وكان إطلاق النار من قبل الإرهابي الاسترالي على مسجدين في نيوزلندا أثناء صلاة الجمعة أول من أمس أسفر عن استشهاد 49 شخصاً وإصابة العشرات، في ما أسمته رئيسة وزراء نيوزلندا بـ "أحد أحلك أيام نيوزلندا"، بينما اعتقلت السلطات أربعة أشخاص وفككت عبوات ناسفة في ما بدا أنه هجوم مخطط له بعناية.