بعد منتصف العمر.. ما المشاعر التي تنتاب المرأة؟!

1-4
1-4

ديمة محبوبة

عمان- ينتاب القلق العديد من النساء بعد تقدمهن بالعمر، وخصوصا عندما يصلن إلى سن الأربعين، ويعتقدن أنهن وصلن لمنتصف الطريق، وتبدأ تساؤلاتهن "هل عليهن أن يودعن الجمال والشباب.. ويستقبلن الكبر وسن الأمل؟".اضافة اعلان
ومع مرور سنوات العمر تشعر المرأة بالعديد من التغيرات الجسدية والنفسية، وذلك بتغير الهرمونات التي تلعب دورا كبيرا في تغيير مزاجها وتفكيرها، حتى أن البعض منهن يشعرن بأن مرحلة الشباب انقضت بتسارع، وجاءت مرحلة الإرهاق والتعب، وما يرافقها من إعادة التفكير باختيار الملابس والألوان والأماكن التي يرتدنها.
ويؤكد الخبراء أن هذه المرحلة العمرية تعتمد على مدى تقبل السيدة لها، وكيف يمكنها قضاؤها بشكل جميل ومختلف؛ إذ تكمن بها عوامل الطاقة والنشاط والاستقرار.
جمانة سعيد (45 عاما)، تقول "كنت أعتقد أن عمر الثلاثين أجمل سنين العمر، وأن الأنوثة والجمال والنضج كلها فيه، وفي نهايته سيكون وضعي مختلفا، فسأشعر بأني كبيرة في العمر، وعلي تغيير ملابسي والاختباء وراءه".
وتضيف "لكن بعد أن أكلمت الأربعين عاما، أنا كما أنا في عمر الثلاثين، حتى أني أحيانا أشعر بنفسي بشكل أكبر، وأجد نفسي أكثر تعقلا وتفهما لنفسي، وكذلك أقوم بما أشاء فهو عمر جميل، وتستطيع المرأة الأربعينية أن تحب الحياة والعمل، وتقضي أوقاتا جميلة".
وتؤكد جمانة أن ما تعنيه تحديدا بأن حياتها كما كانت من قبل من الناحية النفسية، لكن بالنسبة للصحة الجسدية فتجد أن التعب في الأربعينات أكثر منه في العشرينات والثلاثينات، حتى أنها تجد نفسها عند اجتماعها مع صديقاتها المقربات في المنزل، وليس خارجه.
وتبين أنها تجد الخصوصية والدفء والمصداقية في العلاقات بهذه المرحلة، بعيدا عن الضجيج وقضاء الأوقات في الأماكن العامة كما كانت في السابق، لكن بالمقابل ما تزال تشعر أنها في مرحلة الصبا، وما تزال بشرتها نضرة وتستطيع أن ترتدي ملابس جميلة بألوان زاهية تدخل الفرح لقلبها.
بينما تعتقد رغد أن عمر الأربعين، يعد حاسما بالنسبة لها، وعليها أن تقيم ذاتها في خلال السنوات السابقة، وماذا ستكون عليه في الأيام المقبلة، على حد تعبيرها.
وتعترف أنها تشعر بالخوف من عمر الأربعين؛ إذ كانت ترى بأن أمها كبيرة جدا في هذه المرحلة، لكن بعد دخولها "الأربعين" لا تجد أن شكلها ومظهرها تغيرا كثيرا، حتى طريقة لباسها، لكن صحتها اختلفت، فاكتشفت إصابتها بالسكري والضغط، وشعرت بتغيرات جسدية ونفسية تؤثر في سلوكها ومزاجيتها.
وتزيد، في المقابل المرأة بهذا العمر تصبح أكثر نضجا، وتستطيع رؤية الأشياء على حقيقتها أكثر من قبل، ناصحة كل امرأة أن عليها تقبل هذا العمر ومراحل التطور فيه.
في حين يبين اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة، أن منتصف العمر أو عمر الأربعين، وخصوصا للمرأة، يعد حرجا عند الكثيرات لاعتقادهن بأن نصف عمرهن قد عدى، وأن الشباب ذهب، وما هو آت فقط للمرض والتعب وكبر السن وتغير الشكل، وخصوصا أن هذه المشاعر تأتي لمن هي عزباء لاعتقادها أن فرصة الحمل والولادة قد انقضت، فالكثير منهن يقطعهن الطمث، ما يجعل الفرصة "مستحيلة".
ويؤكد أن هذا سبب أساسي لجعل النساء يشعرن بالاكتئاب، وأحيانا كثيرة هن من ينتقدن ذاتهن، ويتساءلن هل من تغيرات عليهن؟
في حين يبين مطارنة أن كل شيء في الحياة يختلف في هذه المرحلة، فالتعاطي معه بناء على شخصية المتعاطي، ما يعني أن الشخص السلبي يأخذ الأمور بسلبية أكبر، في حين أن تعاطي الشخص الإيجابي مع العمر وما يتغير به سيكون إيجابيا، حتى أنه يكتشف عمره بشكل جميل وردود فعل تجعل المرحلة تسير بسلام.
ويلفت مطارنة إلى أن الحديث عن منتصف العمر للفتاة العزباء يشعرها بأن العمر يسير، وحالها سيبقى كما هو، أما الأم المتزوجة فتدرك هذه المرحلة، عندما تجد أن أطفالها باتوا شبابا، فمنهم من يعادلها بالطول أو أطول، مما يشعرها بالكبر حقا.
ويضيف "أحيانا يأتي خوفها من أن تكون وحيدة بلا أحد، فالجميع مشغول بما لديه، ولديها تغيرات هرمونية تؤثر على مزاجها وطريقة تفكيرها".
وينصح مطارنة بأن العمر بكل مراحله له مميزات إيجابية وسلبية يمكن تجاوزها في حال تفهم المرحلة، ويلفت لأهمية دور الزوج في مساندة شريكته، لتمضي هذه المرحلة من دون ندوبات نفسية وكآبة من الصعب التخلص منها.