بلدية النسيم بجرش: 320 عائلة غير مخدومة بشبكة المياه

صابرين الطعيمات

جرش – تعاني ما يزيد على 320 عائلة في بلدية النسيم من عدم توفر خدمة شبكة مياه للشرب واعتمادهم على صهاريج المياه الخاصة والعيون والينابيع القريبة لتغطية احتياجاتهم من مياه الشرب، لاسيما وأنهم مصنفون تحت بند معتدين على الأراضي الحرجية وسكان خارج التنظيم منذ أكثر من خمسين عاما.اضافة اعلان
واكد سكان أنهم يتعرضون للاستغلال من أصحاب الصهاريج الخاصة، التي تحدد أثمان المياه وفقا لأهوائهم، خاصة وأنهم يعرفون أن السكان يقطنون في منازل خارج التنظيم وغير مشتركين بشبكة المياه منذ عشرات السنين، ولا يتوفر لديهم أي خيار آخر سوى شراء المياه من الصهاريج بتكلفة لا تقل عن 50 دينارا شهريا.
واوضحوا ان العديد من الاسر غير قادرين على شراء المياه من الصهاريج الخاصة، مما يضطرهم إلى ارتياد العيون والينابيع الخاصة غير الصالحة للشرب أصلا، للحصول على عدة جالونات للمستلزمات الضرورية.
وأكد المواطن عيسى الزبون، أن مشكلتهم الكبرى في الاعتداء على الأراضي الحرجية منذ عشرات السنين، مشيرا الى ان هذا الاعتداء قاموا به لعدم توفر أي قطع أراض سكنية، بالاضافة الى وجود هذه القطع الحرجية بين منازلهم وقريبة من الأحياء السكنية.
واوضح الزبون أنهم تحملوا تكاليف مالية باهظة جراء هذا الاعتداء على الأراضي الحرجية، بدل مخالفات لوزارة الزراعة، مشيرا الى ان كل عمل حتى وإن كان بسيطا يتحمل صاحب المنزل بدلا عنه مبالغ مالية باهظة ومخالفات وفق ضبوطات عدلية لمراقبي الحراج.
واشاروا الى اشتراكهم بمشروع فلس الريف للكهرباء على النظام التجاري وفواتيره الشهرية التي لا تقل عن 70 دينارا للمنزل الواحد.
وقالوا إن المنطقة بدون خدمات طرق أو أرصفة أو إنارة، والأهم من ذلك بدون اشتراكات مياه الشرب، مما يضاعف الأعباء المالية على الأسر لتتجاوز الـ150 دينارا بدل خدمات أساسية، وهذه تكلفة باهظة بالنسبة لهم.
واشاروا الى صعوبة توفر مواصلات للطلاب والموظفين لغياب شبكة الطرق، هذا علاوة على تردي أوضاع خدمات جمع النفايات وهي الخدمة الوحيدة التي تقدمها بلدية النسيم لهم كونهم " معتدين على الأراضي الحرجية ".
وأكد الزبون أن العديد من السكان يلجؤون إلى عيون وينابيع المياه ويقومون بتعبئة احتياجاتهم منها بواسطة جالونات صغيرة الحجم لتخفيف أثمان شراء المياه من الصهاريج الخاصة، على الرغم من عدم صلاحيتها للشرب.
بدوره قال رئيس مجلس محلي كفرخل محمد النواصرة، إن مئات المنازل في كفرخل مصنفة خارج التنظيم، لاسيما وأنهم معتدين على الأراضي الحرجية، منها اعتداءات منذ خمسين عاما وما تزال مستمرة لغاية الآن، مشيرا الى ان عدد الاسر المحرومة من شبكة المياه لا يقل عن 180 اسرة، معظمهما من سكان حي أسد بن الفرات، بالإضافة إلى حرمانهم من خدمات مختلف أخرى مثل شبكة الكهرباء والطرق والأرصفة والإنارة وغيرها من الخدمات الحيوية.
وأكد النواصرة أن مشكلة المياه من أكبر المشاكل التي تواجه السكان المعتدين، لاسيما وأن مياه الشرب من أهم الخدمات الاساسية، مما يضطرهم إلى شراء المياه من الصهاريج الخاصة بتكلفة تتراوح ما بين 50-100 دينار شهريا.
وقال ان هذه التكلفة تعتمد على عدد أفراد الاسرة ومدى احتياجاتهم المائية ودرجات الحرارة والمناسبات الاجتماعية كذلك.
وناشد النواصرة مجددا رئاسة الوزارء، بضرورة معالجة أوضاع المعتدين على الاراضي الحرجية، وإيجاد حل مناسب لمشكلتهم العالقة منذ عشرات السنين، لضمان توفير أبسط الخدمات الأساسية التي تقدم للمواطنين.
إلى ذلك أكد رئيس مجلس محلي المشيرفة عمر الحراحشة، أن 60 أسرة من سكان المشيرفة يقطنون خارج التنظيم، وهم محرومون من خدمة مياه الشرب، مما يضطرهم إلى شراء الصهاريج أو ارتياد عيون المياه والينابيع، لتغطية احتياجاتهم اليومية على الرغم من عدم صلاحيتها للشرب اصلا.
وأكد الحراحشة، أن مئات الأسر معتدية على الاراضي الحرجية في المشيرفة، غير أنه قد صدر قرار باستملاكها العام 1996 ، مشيرا الى ان كل من تخلف عن الاستملاك ما يزال في عداد المعتدين المحرومين من كافة أشكال الخدمات الأساسية التي تقدم للمواطنين.
بدوره قال رئيس بلدية النسيم سلامة المحاسيس، إن مشكلة المعتدين من المشاكل العالقة في بلدية النسيم منذ عشرات السنين، رغم مخاطبة الوزارات وكافة رؤساء الحكومات بخصوصهم ولكن دون جدوى، لاسيما وأنهم محرومون من كافة الخدمات الاساسية وأهمها شبكات الكهرباء والمياه والطرق والإنارة، مشيرا الى أن بلدية النسيم تقدم لهم فقط خدمة جمع النفايات كخدمة إنسانية لمنع تشكل أي مكاره بيئية وصحية في مناطقها.
وتمنى المحاسيس من رئاسة الورزاء، بضرورة النظر في مشكلة المعتدين على الاراضي الحرجية وإيجاد بديل مناسب لهم، خاصة وأنهم من ذوي الدخل المحدود أصلا، وغير قادرين على شراء قطع أراض أو بناء مساكن جديدة ويتحملون مخالفات كبيرة جدا بدل الاعتداء، وتكاليف باهظة لشراء مياه الشرب أو الاشتراك بالكهرباء على النظام التجاري.
بدوره أكد مدير ادارة مياه محافظة جرش المهندس محمود الطيطي، أن المعتدين على الاراضي الحرجية في بلدية النسيم تحديدا، هم مخالفون للقانون ويقطنون خارج التنظيم وغير مخدومين بشبكة مياه أو أي خدمات أخرى، مشيرا الى ان المياه غير ملزمة بخدمتهم بالصهاريج أو أي شكل آخر من الخدمات الأساسية الأخرى.
وبين الطيطي في حديث لـ" الغد " أنه في حال تم السماح لهم بالحصول على كتب تخصيص من الحاكم الإداري وفق الإجراءات القانونية، يتم على الفور خدمتهم بشبكة المياه، وعددهم بالمئات في بلدية النسيم.
وقال الطيطي إن بلدية النسيم مشمولة بجملة من المشاريع الحيوية بشكل خاص، وأهمها مشاريع تحديث وتطوير شبكات المياه، اذ يوجد مشروع تحديث وتطوير للشبكات في بلدة كفرخل بتكلفة مالية لا تقل عن 200 الف دينار، وخط ناقل جديد للمياه من صمد باتجاه حي أسد بن الفرات، ومشاريع مائية في بلدة بليلا لا تقل قيمتها عن 267 الف دينار، ومشاريع مائية أخرى في بلدة قفقفا بقيمة لا تقل عن 170 الف دينار، بالاضافة الى مشاريع مائية كذلك في المشرفة تقدر تكلفتها بـ200 الف دينار.
واضاف ان جميع هذه المشاريع ستكون جاهزة مع نهاية العام الحالي وبداية العام المقبل بحد أقصى، حيث ستوفر شبكات مياه وخطوط نقل مميزة ووفق المواصفات الهندسية المطلوبة في البلدية.