بنك إسرائيل يحاول إحباط مبادرة فلسطينية لإصدار عملة مستقلة

يديعوت احرونوت 

غاد ليئور 6/6/2010

بدلا من اسحق بن تسفي ستوضع صورة ياسر عرفات على أوراق العملة، ولن تكون هناك صورة لـ "شاي عجنون"، بل "يافا المحتلة"... خطط الفلسطينيون لإصدار عملة خاصة بهم، ولكن بنك إسرائيل سارع إلى صد المبادرة.

اضافة اعلان

في الضفة وفي قطاع غزة أيضا يشترون ويبيعون اليوم أساسا بالشيكل الإسرائيلي. كما يتم استخدام الدينار الأردني والدولار الأميركي في أرجاء المناطق، ولكن التبادل بهما هامشي نسبيا.

ولكن، وكمؤشر آخر على طريق الاستقلال خططت قيادة السلطة الفلسطينية مؤخرا للانفصال عن الشيكل من خلال اصدار عملة محلية هي الجنيه الفلسطيني.

وكانت الخطة هي طباعة أوراق نقدية تظهر فيها صورة ياسر عرفات والمسجد الاقصى وكذلك صور مدن داخل الخط الأخضر مثل عكا ويافا. وصاحب الفكرة غير المسبوقة هو رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض.

ولكن السلطة ليس لديها بنك مركزي، وهي متعلقة تماما ببنك إسرائيل الذي يحرص على تزويدها بانتظام بالأوراق النقدية والعملة المعدنية لكي تستخدم في الضفة والقطاع.

جهاد الوزير، الذي يوجد في مكانة تقترب جدا من مكانة محافظ البنك الرئيس في السلطة وعلى علاقة صداقة منذ سنوات مع محافظ بنك إسرائيل البروفيسور ستانلي فيشر، بدأ مؤخرا يجري اتصالات في الموضوع مع كبار المسؤولين في بنك إسرائيل. أما الجواب الإسرائيلي الذي جاء سريعا وكان قاطعا لا لبس فيه: لا مجال لذلك تحت أي ظرف.

المراقب على البنوك، روني حزقياهو، أكد في حديث لـ "مامون" بأن بنك إسرائيل يعرف بتفاصيل رغبة الفلسطينيين في خلق منظومة مالية خاصة بهم وأنهم بالفعل بادروا إلى اتصالات حول هذا الموضوع. "يحتمل أن يكون هذا ممكنا في المستقبل، ولكن ليس الآن، وفي كل الأحوال - فإنهم يحتاجون إلى تعاون بنك إسرائيل مع هذه المبادرة".

مصدر رفيع المستوى في بنك إسرائيل قال لـ "يديعوت احرونوت": "كون 90 في المائة من التجارة والنشاط المالي للفلسطينيين اليوم هو مع إسرائيل، فعدم اعتراف دولة إسرائيل بالعملة الفلسطينية سيحبط أي محاولة لإصدارها. وعلى أي حال فإن هذه العملة لن يعترف بها في أي دولة في العالم"، وأضاف "وذلك لأن الاقتصاد الفلسطيني صغير جدا ولا يمكنه أن يحتفظ بعملة خاصة به".

وحسب معطيات اتحاد الغرف التجارية في إسرائيل ووزارة الاقتصاد في السلطة الفلسطينية فإن التصدير الإسرائيلي السنوي للسلطة يقدر بنحو 15 بليون شيكل. أما لقطاع غزة فتصدر إسرائيل مبلغ نحو 3 بلايين شيكل. مجالات التصدير المركزية هي: الغذاء، الكيماويات، الوقود، البلاستيك، الأدوية، وآلات الإنتاج.