بيوت تراثية في جرش تعود لمئات السنين.. مهجورة وغير مستغلة سياحيا

iujm4gi4
iujm4gi4

صابرين الطعيمات

جرش – تتعرض البيوت التراثية المشيدة قبل مئات السنين في جرش للانهيار والعبث، فيما بعضها الآخر يتعرض للإزالة نهائيا، لعدم صيانتها وترميمها واستغلالها سياحيا، سيما وان اهميتها لا تقل عن آثار المدينة، وتنشر هذه البيوت التراثية والتاريخية بشكل كبير في الوسط التجاري بمدينة جرش، وبعضها يشكل حارات كاملة متكاملة، فيما تحولت اغلبيتها إلى مكاب للنفايات.اضافة اعلان
وتتميز هذه البيوت بالتصاميم وطريقة البناء التي استخدمت فيها أنواع مواد قديمة وتراثية، يمكن أن تشكل نقطة جذب للسياح بعد ترميمها، وخاصة في مشروع مسار وادي الذهب ومشروع ربط المدينة الأثرية بالحضرية.
وبحسب رئيس قسم الإعلام في بلدية جرش الكبرى هشام البنا. فأن جميع هذه البيوت ما تزال غير مستملكة، منها ما يتعرض للإنهيار في كل موسم مطري بشكل جزئي أو كلي، وأخرى تحولت إلى خرابات ومواقع للعبث ومكبات للنفايات، مشيرا إلى أن البيوت التي ما تزال بأوضاع جيدة يتم تأجيرها للعمالة الوافدة أو كمحال تجارية متواضعة.
وأكد البنا أن بلدية جرش الكبرى نسبت خلال مشروع السياحة الثالث في جرش العام 2007 بضرورة تأهيل 7 بيوت تراثية، ولكن لم يتم الموافقة على تأهيلها، فيما أصحابها غير قادرين وغير مؤهلين للتعامل مع القيمة التراثية لهذه البيوت والحفاظ على إرثها التاريخي أو استثمارها سياحيا، وبعضهم وغير مدرك لأهميتها التاريخية والتراثية، خاصة وأنها بحاجة إلى دراسات جدوى وتصاميم ومبالغ مالية لاستثمارها سياحيا وإخراجها بطابع يجذب السياح ويدخلها في المسار السياحي.
ويعتقد البنا أن عشرات من البيوت التراثية في جرش، تحولت إلى مواقع مهجورة ومكبات للنفايات وهي مغلقة وغير مستغلة، وتعاني من درجة كبيرة من الإهمال، مشيرا إلى أن عشر بيوت توجد في الوسط التجاري والبيت العثماني داخل الموقع الأثري، فيما السوق العتيق يضم زهاء 27 بيتا تراثيا قديما.
ويرى البنا، أن مدينة جرش تزخر بالآثار والبيوت التراثية القديمة، والتي صنفت من قبل وزارة السياحة والآثار كبيوت تراثية قديمة جدا بسبب تشييدها قبل مئات السنين.
وأضاف البنا أن بلدية جرش تقوم بشكل دوري على تنظيف هذه المنازل وجمع النفايات منها وتنظيفها، لحين عمل دراسات عليها واستثمارها سياحيا.
وأوضح البنا ان المشروع الفرنسي الذي يقوم حاليا بتجهيز مشاريع سياحية حيوية في جرش، سيقوم بعمل ترميم وصيانة لثلاثة بيوت تراثية في السوق العتيق العثماني.
إلى ذلك قال مدير سياحة جرش فراس خطاطبة، إن البيوت التراثية في مدينة جرش متعددة ومنتشرة في عدة مواقع، منها بيت داخل المدينة الأثرية ومنها قصر الباشا في بلدة سوف وغيرها من البيوت التراثية في الوسط التجاري والبيت العثماني وقصر الباشا، مشيرا إلى أن وزارة السياحة والآثار قامت في وقت سابق بعمل دراسات فنية وهندسية واستشارية لترميمها وتطويرها واستثمارها، من خلال مكاتب متخصصة تحدد حاجة هذه البيوت للصيانة والترميم وطريقة استثمارها والاستفادة منها سياحيا.
وأضاف الخطاطبة، أن مجلس محافظة جرش قام بتخفيض الموازنة هذا العام، ومن ضمن التخفيضات إلغاء صيانة وترميم قصر الباشا في سوف على الرغم من أهمية الموقع، وإنتهاء الدراسات الفنية والهندسية المتعلقة بالمشروع.
وأكد أن البيوت التراثية في الوسط التجارية ما تزال ملكيات خاصة لمواطنين، على الرغم من أهميتها التراثية والتاريخية ويمكن أن تشكل استثمارات سياحية جذابة إذا تم إستغلالها والإستفادة منها سياحيا.
وبين الخطاطبة انه في الوقت الحالي لا يمكن استثمار البيوت غير المستملكة بأي مشاريع سياحيا، لحين استملاكها بشكل رسمي.
إلى ذلك يؤكد عضو مجلس محافظة جرش والخبير السياحي الدكتور يوسف زريقات، أن البيوت التراثية قديمة جدا في جرش، وهي في مواقع متعددة ومعظمها مهجور ومنها مؤجر لمهن وحرف لا تتناسب مع قيمة هذه البيوت وتاريخها العريق.
ويرى زريقات، أن هذه البيوت بحد ذاتها مشاريع سياحية استثمارية خاصة يمكن الإستفادة منها بحكم وجود في الوسط التجاري داخل مدينة جرش، ويمكن الاستفادة منها في مشروع ربط المدينة الأثرية بالحضرية فيما بعد، خاصة وأن تركها عرضة للعبث والتخريب يقلل من أهميتها وقيمتها التراثية الأثرية ويحولها إلى مكبات للنفايات.