بي ام دبليو آخر الساعين لاستقطاب شوماخر

فورمولا 1
 

نيقوسيا - انشغلت اوساط بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 منذ انطلاق الموسم الحالي بموضوع اين ستكون وجهة سائق فيراري الالماني مايكل شوماخر بطل العالم سبع مرات بعد انتهاء منافسات البطولة، خصوصا ان عقده مع "الحصان الجامح" ينتهي هذا العام.

اضافة اعلان

فذهب البعض الى القول ان "البارون الاحمر" سيواصل مسيرته في الفريق الذي توج معه بطلا للعالم 5 مرات لانه يعتبر نفسه في "منزله"، فيما رأى البعض الاخر انه سيضع حدا لمسيرته لانه لم يعد يملك المقدرة على المنافسة في ظل وجود سائقين شبان كسائق رينو الاسباني فرناندو الونسو بطل العالم والفنلندي كيمي رايكونن سائق ماكلارين مرسيدس.

وبعد انتظار طويل سيعرف العالم قرار شوماخر خلال جائزة ايطاليا الكبرى، المرحلة الخامسة عشرة من بطولة الفئة، المقررة في 10 الشهر المقبل، حسب ما اكد مؤخرا وكيل اعماله ومستشاره ويلي ويبر الذي نصح موكله بالاعتزال في حال توج في نهاية الموسم بطلا للعالم للمرة الثامنة بقوله: انها افضل لحظة للاعتزال بالنسبة اليه.

لكن ما يدور خلف الكواليس لا يعرفه معظم متابعي رياضة الفئة الاولى، وما يقوله ويبر وما ينصح به لا ينطبق على ما يفعله بعيدا عن عدسات الكاميرات وفضولية الصحافيين، اذ ذكرت بعض التقارير ان ويبر اجتمع مع كبار المسؤولين في شركة بي ام دبليو الالمانية التي تشارك في رياضة الفئة الاولى للمرة الاولى هذا الموسم كمزودة بالهيكل والمحركات معا بعد شرائها لفريق ساوبر السويسري، وهي تشارك تحت اسم بي ام دبليو ساوبر، واكدت التقارير ان ويبر يعمل مع مسؤولي الفريق الالماني على استقطاب شوماخر نحو التحول من فيراري الى بي ام دبليو ساوبر لموسم 2008 وقد يصل محصول هذه الشراكة الى مليار دولار، ويكون نتاجه الرياضي وضع الفريق على الخطى التي رسمها شوماخر عندما انتقل من بينيتون الى فيراري عام 1996، بعد ان توج مع الاول بطلا للعالم مرتين، وقدم للفريق الايطالي العريق الذي غاب عن ساحة الالقاب لفترة طويلة، وبمساعدة المدير التقني روس براون ومدير الفريق جون تود، الاستراتيجية المناسبة لكي يتحسن تدريجيا وصولا الى عام 1999 عندما ظفر باللقب ثم سيطر بعدها على البطولة لاربعة اعوام اضافية، قبل ان يشهد العام الماضي تراجعا كبيرا بسبب القوانين الجديدة وخصوصا تلك المتعلقة بالاطارات والتي وضعت حدا لسيطرة "البارون الاحمر" و"الحصان الجامح" وقدمت للعالم اصغر بطل هو الونسو الذي ينافس مع شوماخر هذا الموسم على لقب البطولة التي تعاود نشاطها نهاية الاسبوع الحالي في تركيا بعد استراحة 3 اسابيع.

ويبدو ان بي ام دبليو التي تعتبر من اكبر شركات انتاج السيارات في العالم، وضعت لنفسها المخطط الذي يصعد بها نحو القمة ويتضمن الحصول على شوماخر وما يمثله من مردود رياضي -اقتصادي-اعلاني، فبطل الماني في فريق الماني يعتبر معادلة قد تعود للطرفين بالكثير من المكاسب.

ومنذ انضمام الشركة الالمانية الى عائلة رياضة الفئة الاولى مع بداية الموسم الحالي عملت على توسيع استثماراتها ليس فقط في الناحية الرياضية-التنافسية، بل الى استنفاد جميع الوسائل الاعلانية-التجارية التي يمكن ان تحصل عليها من جراء المشاركة في البطولة التي تعتبر الاكثر استقطابا للمعلنين على الاطلاق.

فتعتبر حظيرة الفريق الالماني الاكثر نشاطا من حيث الجولات "السياحية" لرجال الصحافة وكبار المعلنين والمشجعين من الدرجة الاولى، اما على الصعيد الرياضي فلم تكن شراكة بي ام دبليو مع بطل العالم السابق جاك فيلنوف مثمرة فتخلت عنه مؤخرا مانحة الفرصة لسائق التجارب البولندي روبرت كوبيكا، فيما يشغل المقعد الثاني الالماني نيك هايدفيلد، الا ان اي من هؤلاء السائقين لا يمكن ان يضع بي ام دبليو على خارطة الالقاب ولا يمكن ان يرتقي الى المستوى التي تطمح اليه شركة رائدة تجاريا وبين الافضل في العالم.

اذ ما هو الحل بالنسبة لبي ام دبليو، فالامر واضح وهو الحصول على خدمات شوماخر، هذا ما اكدته مجلة "اف وان ريسينغ" المتخصصة، التي اعتبرت ان هذا الامر يعتبر منطقيا بشكل كبير، وتتمحور مخططات بي ام دبيلو على التعاقد مع شوماخر لموسم 2008 تحت شعار "وداعا شومي"، اذ ستكون تلك مشاركته الاخيرة اعتمادا على ما سيكون قراره بعد اسبوعين، لكن ويبر لن يكون مكتوف الايدي وسيسعى على الارجح الى اقناع شومي في الاستمرار في البطولة الموسم المقبل ان كان مع فيراري او رينو او اي فريق اخر، لكي يصل مع موكله الى الشراكة المرجوة مع بي ام دبليو في 2008.

ويبدو ان الفريق الالماني بدأ يضع مشروعه الاستقطابي في خدمة اقناع شوماخر، عبر مخطط يتضمن وضع عبارة "وداعا شوماخر" على مدخل حظيرة الفريق منذ بداية موسم 2008 او حتى 2007 في حال انتقل شومي اليه اعتبارا من العام المقبل، كما ستصدر الشركة الالمانية نسخة من سياراتها السياحية تحمل توقيع شوماخر مثل سيارتها الرياضية "ام 3"، بالاضافة الى العديد من السلع التجارية التي ستحمل اسم البطل الالماني.

واكدت "اف وان ريسينغ" ان شوماخر سيتقاضى 100 مليون دولار عن موسم واحد، الى جانب العائدات التي سيحصل عليها من بيع السلع التجارية وكل شيء يحمل اسمه ما يرجح ارتفاع هذا الرقم الى 10 اضعاف، ليكون مردود موسم 2008 او 2007 بالنسبة لشوماخر حوالي مليار دولار، ليكون الدخل الاعلى على الاطلاق في تاريخ اي رياضة وحتى يتجاوز مدخول العديد من دول العالم.

وواقع ان مركز عمليات بي ام دبليو متواجد في سويسرا حيث يعيش شوماخر يضاعف من احتمال موافقة الاخير على القبول بهذا العرض.

ولطالما تساءل رئيس الاتحاد الدولي للسيارات ماكس موزلي عن سبب عدم محاولة فرق ذات ميزانية عالية كتويوتا او هوندا على استقطاب شوماخر وفريقه التقني (تود وبراون)، الا ان الرد على موزلي جاء من بي ام دبيلو.

وردا على سؤال موزلي وفحواه اعتبر مدير بي ام دبليو ماريو تيسين ان الفوز بلقب بطولة العالم يتطلب سائقا يملك مقدرة كبيرة على تحقيق هذه الغاية، مضيفا: دون ادنى شك شوماخر يملك هذه المعطيات، وبالتالي بي ام دبليو تريد دائما ان تحصل على خدمات شوماخر اذا تمكنت من ذلك. ليس لدي معلومات عن المفاوضات لكن فكرة قيادة شوماخر لبي ام دبليو ليست مجنونة على الاطلاق.

واكد مصدر اخر في الفريق الالماني ان التعاقد مع شوماخر سيمهد الطريق لبي ام دبليو لتحصل على سائق رائع اخر هو كوبيكا الذي يملك امكانيات مميزة، وبمجرد القيادة الى جانب شوماخر سيتطور مستواه بشكل كبير وقد يصبح احد ابرز السائقين في رياضة الفئة الاولى.

وعلى الارجح ان مخططات بي ام دبليو تجاه شوماخر تتجاوز موسم 2008، اذ تعتزم حسب بعض المقربين من ايلائه مهام ادارية في الشركة او ربما تريده ان يكون "سفيرها" التجاري، كما كان حال النمساوي غيرهارد بيرغر عندما دخلت بي ام دبليو في شراكة مع وليامس، وبذلك ستتمكن من امتلاك الماركة التجارية "شوماخر" لتخطف هذه الامكانية من فيراري وحتى ماكلارين مرسيدس التي ساهمت في انطلاقة شوماخر هذه الرياضة، علما ان الاخير اعترف انه اجرى منذ ثلاثة اعوام مفاوضات مع مدير الفريق البريطاني-الالماني رون دينيس للقيادة لمصلحته.