
سنغافورة- حلقت مركبة أجرة شبيهة بالطائرات المسيرة فوق الواجهة البحرية لسنغافورة أمس، وتأمل شركة “فولوكبتر” المصنعة لها بأن تحدث هذه الوسيلة الجديدة ثورة في قطاع النقل في المدن الآسيوية التي تختنق بالازدحامات المرورية.
وأقلعت هذه المركبة العاملة بـ18 مروحة والتي صنّعتها شركة “فولوكوبتر” الألمانية بقيادة طيار للقيام برحلتها التجريبية من مرتفع وحلقت لمدة حوالي دقيقتين و30 ثانية حول منطقة خليج مارينا باي.
وكادت الأمطار الغزيرة التي هطلت في الصباح أن تتسبب في تأخير الرحلة، لكن الأحوال الجوية تحسنت وانقشعت الرؤية، ما سمح لمركبة الأجرة هذه العاملة بالبطاريات والتي تتسع لشخصين، بأن تحلق بهدوء عبر ناطحات السحاب. وهذه الطائرة التي تشبه المروحية الصغيرة والتي تعمل بتكنولوجيا مماثلة للطائرات المسيرة، يمكنها التحليق بشكل مستقل، لكن وجود الطيار فيها أثناء الاختبار كان لأسباب تتعلق بالسلامة.
وقد أجرت شركة “فولوكوبتر” اختبارات لهذه الطائرة في دبي وهلسنكي وألمانيا ولاس فيغاس، لكن تجربة سنغافورة هي الأولى التي تجرى في قلب مدينة. وقد تكون سنغافورة من بين المدن الأولى التي تحصل على هذه الخدمة مع توقع توفيرها تجاريا في غضون عامين إلى أربعة أعوام، وتأمل الشركة بعد ذلك بتقديم المركبات في مدن آسيوية أخرى تعاني من مشكلة الاختناق المروري. وقال الرئيس التنفيذي للشركة فلوريان رويتر “نعتبر آسيا عموما فرصة هائلة للاستفادة من هذه التكنولوجيا ونعتزم أن يكون لها حضور قوي فيها يبدأ من هنا في سنغافورة”.
وأوضح أن الشركة تريد تقديم الخدمة لمدن مثل جاكرتا ومانيلا وبانكوك، وكذلك في أجزاء من الهند والصين.
وتعاني الكثير من المدن الآسيوية الكبرى من الاختناقات المرورية التي تضع ملايين المسافرين في مواجهة رحلات طويلة، وقد تتسبب في تأخير المديرين التنفيذيين الذين يحاولون الوصول إلى المطارات أو إلى اجتماعات مهمة في الوقت المحدد.
وأضاف رويتر أنه في الصين، تعتزم “فولوكوبتر” إقامة شراكة مع شركة “جيلي” لصناعة السيارات التي تملك حصة في الشركة الألمانية لإنتاج مركبات تاكسي طائر للسوق الصينية.
وستستخدم هذه المركبات في سنغافورة لتوفير سفر سريع على طرق معينة مثل طريق خليج مارينا باي إلى جزيرة سنتوسا، التي تضم الكثير من مناطق الجذب السياحي والفنادق الفاخرة، أو لنقل الناس من السفن الراسية قبالة الشاطئ إلى الميناء.
وتواجه “فولوكوبتر” منافسة من بعض الشركات أبرزها “أوبر” و”كيتي هوك” وهي شركة ممولة من أحد مؤسسي “غوغل” لاري بايدج.-(أ ف ب)