تبريد الارض عن طريق التبخير: نظرية ممكنة قد تؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري

تبريد الارض عن طريق التبخير: نظرية ممكنة قد تؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري
تبريد الارض عن طريق التبخير: نظرية ممكنة قد تؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري

ترجمة مريم نصر

عمّان -  أثارت فكرة العالم رون ايس بتبريد الارض عن طريق تبخير الماء كثيرا من الجدل لأنه يصطدم مع اراء العديد من علماء البيئة الذين يرون أن تبخير الماء يسبب انبعاث الغازات الدفيئة في الهواء.

اضافة اعلان

وقد حذرت دراسة جديدة اصدرتها جامعة تكساس استنادا إلى البيانات الساتلية من ادارة الطيران والفضاء الوطنية أنه كلما زاد مستوى المياه المتبخرة في الجو كلما ارتفعت درجة حرارة مناخ الأرض.

وحذر هؤلاء العلماء من ان المياه المتبخرة سوف تحبس الحرارة قرب سطح الارض، وان  درجات الحرارة المرتفعة تزيد من فرصة تبخر الهواء وهو الامر الذي يزيد الامر سوءا.

ويبين عالم المناخ كينيث كالديرا أن العلماء ما يزالون يدرسون الاختراع الذي جاء به ايس وما الذي يمكن ان يحدث من مضاعفات اذا ما طبق على ارض الواقع.

تأثيرات كثيرة سوف تحدثها التبريد، ومنها: امتصاص السخونة المستترة قرب سطح الارض وتحويلها الى ارتفاع اعلى من أجل احداث التأثير المبرد.

وعندما تتكاثف في ارتفاع اعلى سوف تطلق الحرارة المستترة التي تشع الى الفضاء، ما يؤدي إلى أن تكون تلك الحرارة عبارة عن غازات دفيئة تختزن الحرارة وتسبب الاحترار. كما يمكنها أن تشكل غيوما منخفضة، ما سوف يؤثر على الطاقة الشمسية، إضافة إلى إمكانية تشكيل غيوم مرتفعة يمكنها ان تمنع وتحجب اشعة الشمس وتمنع انطلاق الاشعة فوق الحمراء.

ويقول العالم المتقاعد روبرت بارك أن العلماء والباحثون لديهم كل الحق في القلق على بخار الماء وغيرها من الغازات الدفيئة لأنها تؤدي الى زيادة درجات الحرارة رغم أن ذلك لم يثبت بسبب تعقد علم المناخ.

ومن جهة أخرى بينت دراسة أخرى ان زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء أمر مهم ويدعو الى التحرك الجدي لمقاومة الاحتباس الحراري. لكن هناك عدم انتباه للنقصان الحاصل في نسبة الاكسجين في الهواء على الامد الطويل وتبعاتها.

و مقارنة بالماضي، فإن نسبة الاكسجين في الغلاف الجوي نقص إلى الثلث، وهذا النقصان تجاوز الـ50% في المدن الملوثة. هذ التغير في مكونات الهواء الذي نتنفسه له تداعيات سلبية على صحتنا، كما انه قد يؤثرعلى حياة الانسان على الأرض، بحسب رودي نيومن الذي يعد كتابه الجديد بعنوان "أزمة الاكسجين".

قبل نحو 10 آلاف سنة، كانت الغابات تغطي على الاقل ما يساوي ضعفي ما تغطيه في ايامنا هذه. هذا يعني ان نسبة ما تفرزه هذه الغابات من الاكسجين قلت الى ما يقارب النصف. كما أن التصحر واختفاء الغابات يسارع هذا النقصان في نسبة الاكسجين.

القصة هي ذاتها على المسطحات المائية. وتبين تقارير من ناسا أن نسبة انتاج الاكسجين في المحيط الهادي قل بنسبة 30% عما كانت عليه في الثمانينيات من القرن الماضي، اي ان هذا الهبوط السريع حدث في ثلاثة عقود فقط. 

وأكدت الامم المتحدة في العام 2004 أن هنالك نحو 150 منطقة ميتة في محيطات العالم، حيث يتم فيها القاء المخلفات ونفايات المصانع وغيرها من الملوثات التي اثرت على نسبة الاكسجين، الامر الذي يجعل الحياة بالنسبة للاحياء البحرية مستحيلة وصعبة.

وكان البروفيسور روبرت بيرنر من جامعة يال بحث في نسبة الاكسجين في القدم من خلال تحاليل كيميائية للمستحثات، وبين ان البشر كانوا يتنفسون اكسجين اكثر قبل نحو 10 آلاف عام. ويجمع معظم العلماء على ان نسب الاكسجين هي في انخفاض في البحار كما انها في انخفاض اكثر في المدن الملوثة.

ويعزي العلماء سبب الانخفاض الى تسارع الانشطة الانسانية على الارض كالثروة الصناعية وحرق الوقود، ففي القرن العشرين زادت نسبة اكسيد الكربون بسبب حرق الوقود، كما ان الانسان قام باستهلاك نسب الاكسجين وتدمير النباتات من خلال قطع الاشجار. 

ويرى البرفيسور يرفين لاسيزلو الذي يعمل مستشارا في الامم المتحدة ان انخفاض نسبة الاكسجين سيؤثر على حياة الناس وسيكون له تبعات كثيرة.

ورغم ان الدراسات في هذا المجال معدومة، الا ان لاسيزلو قال انه ولكي يعمل الجسم بطريقة جيدة لا بد وان يستنشق كمية جيدة من الاكسجين، ومن دون الاكسجين ستتدمر مناعة الجسم. ويرى العالم ان هذا هو سبب الامراض الغريبة التي تصيب الانسان مثل السرطان وغيرها.