تجديد التفويض الأممي لـ"الأونروا"

الجهود الأردنية والفلسطينية التي تبذل الآن من أجل الحفاظ على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يجب أن تتكثف في هذه المرحلة لعدة أسباب على رأسها اقتراب موعد التصويت في الأمم المتحدة على قرار تجديد التفويض الممنوح لها في 15 تشرين الثاني المقبل.اضافة اعلان
منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، و"الأونروا" تواجه تحديات مصيرية، حيث قرر ترامب دعما للاحتلال ولتصفية القضية الفلسطينية وقف تمويل الوكالة، ما تسبب لها بعجز مالي كبير، يؤثر عليها وعلى خدماتها.
والآن تضغط واشنطن على الكثير من الدول لعدم التصويت لصالح تجديد التفويض الأممي للوكالة، حيث تعتبر الإدارة الأميركية، أن إلغاء صفة اللاجئ عن الفلسطيني سيؤدي إلى الغاء حق عودته إلى وطنه فلسطين المحتلة، وتوطينه في بلاد اللجوء، وبالتالي سيؤدي ضمن اجراءات اخرى لتصفية القضية الفلسطينية.
من جهته، يقوم كيان الاحتلال بمحاولات لانهاء "الأونروا" ودورها، فهذه الوكالة الأممية شاهد على القضية الفلسطينية، وبقاؤها يعني بقاء القضية دون حل، ولذلك، فإن الاحتلال يسعى بكل قوته لتصفية هذه الوكالة الأممية المهمة للشعب الفلسطيني.
مؤخرا، كثف الاحتلال محاولاته لتصفية "الأونروا" حيث طلب قبل عدة أيام وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس، من الحكومة السويسرية مساعدة الاحتلال بإيجاد بديل لـ"الأونروا"، يمكن من خلالها إزالة مكانة اللجوء وتبديد حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذي هجروا من بلداتهم خلال النكبة العام 1948.
وبحسب الاخبار التي نشرت مؤخرا، فإن كاتس أصدر تعليمات ببلورة وثيقة تعرض بديلا لنشاط "الأونروا" بالتعاون مع دول أخرى.
اذن الاحتلال والإدارة الأميركية يستبقان الموعد المقرر في الامم المتحدة للتصويت على التفويض الأممي لـ"الأونروا" للضغط على الكثير من الدول لوقف تأييدها للوكالة الأممية، ما يوجب تكثيف الجهود الفلسطينية والأردنية والعربية للحفاظ على "الأونروا".
إن التقليل من خطورة المعركة المقبلة للحفاظ على "الأونروا" يساهم بتصفية القضية الفلسطينية التي من المؤكد أنها ستواجه تحديات خطيرة اضافية بعد اعلان صفقة القرن بعد انتخابات الكنيست في 17 أيلول الحالي.
لذلك، فان الجهود الفلسطينية والأردنية بحاجة إلى دعم عربي ودولي حقيقي، يأخذ بعين الاعتبار خطورة المرحلة والمخاطر المصيرية التي تواجه "الأونروا".
التحرك دوليا واستتخدام كل اوراق القوة لحشد الدعم لمواجهة المخطط الإسرائيلي والأميركي ضرورة قصوى، فواشنطن وكيان الاحتلال يتعاملان مع هذه المعركة كمعركة حيوية ومصيرية، ولذلك فانهما يكثفان تحركاتهما، ويستخدمان اوراق الضغط لمنع تجديد التفويض الأممي.
إن مواجهة المخطط الأميركي والإسرائيلي ليس أمرا سهلا، ولكنه مع ذلك ممكنا، فهناك العديد من دول العالم ترفض هذا المخطط وتصر على بقاء "الأونروا"، ما يساعد على كسب هذه المعركة المهمة والخطيرة.
المعركة للحفاظ على "الأونروا" لاتنحصر فقط بتجديد التفويض الأممي، وانما تشمل ايضا معالجة عجزها المالي لهذا العام والذي يقدر بـ120 مليون دينار.. وهذه لحالها تتطلب معركة منفصلة وجهودا جبارة لتوفير هذا المبلغ حتى تستمر الوكالة بتقديم خدماتها.
لتحقيق هذا الهدف، من المهم العمل للخروج بنتائج ايجابية من مؤتمر تعهُّدات كبار المانحين لـ"الأونروا" على المستوى الوزاري، الذي سيعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة في دورتها الرابعة والسبعين في نيويورك في 26 ايلول الحالي.