تجنبا لانتشار انفلونزا الخنازير.. نصائح توعوية للعائلات

H1N1
H1N1
ديمة محبوبة عمان- ما يزال مرض انفلونزا الخنازير يسبب الذعر للكثيرين، خصوصا مع انتشاره بهذا الوقت من العام، والتسبب بوفاة عدد من الأشخاص. ويحتار كثير من الآباء في كيفية حماية الأبناء في المدارس من انتشار هذا المرض، خصوصا مع تحذير إدارات بعض المدارس من هذا المرض خوفا من انتشاره بين الطلبة. علياء أبو الهيجاء اتخذت، العام الماضي، قرارا بتعطيل ابنتها عن الدوام المدرسي في إحدى المدارس الخاصة، بعد علمها باكتشاف زميل لابنتها مصاب بالفيروس، وعليه تم تعقيم المكان، والأخذ بالاحتياطات الوقائية اللازمة في المدرسة لمدة أسبوع كامل، حتى لا تنتقل العدوى للطلبة الآخرين. وفوجئت قبل ثلاثة أيام، باستلامها تحذيرا من المدرسة، بأن المرض منتشر في هذه الأيام، وعلى الأهالي أخذ الحيطة والحذر ومراقبة أبنائهم، والتوجه للطبيب بشكل سريع في حال شعروا بأن أطفالهم لديهم أعراض "الانفلونزا". اختصاصيون يدعون إلى الابتعاد التام عن مخالطة المصابين، والحرص على تناول الأطعمة الصحية والإكثار من شرب السوائل الساخنة، كذلك الحرص على تهوية الأماكن المغلقة بشكل مستمر لمنع انتشار الفيروس، وتجنب السلام باليد أو التقبيل، حتى لا ينقل العدوى لهم، والعمل على غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون. استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية د. عبد الرحمن العناني، يؤكد أن مرض الانفلونزا لا يمكن اعتباره عاديا أو بسيطا، فما يزال في أوروبا 10 آلاف مواطن يموتون سنويا جراء هذا المرض. لكن، ما يزال يمكن السيطرة على هذه الفيروسات والمرض، وفق الدكتور العناني، بالتوعية واتباع التدابير والعلاجات اللازمة، والسرعة في التعامل عند مرض أحدهم بالانفلونزا. ويؤكد تشابه علامات وأعراض انفلونزا الخنازير مع أعراض الالتهابات التي تسببها سلالات الانفلونزا الأخرى؛ أولها الحمى، لكن في انفلونزا الخنازير ترتفع درجة الحرارة مرة واحدة، وتسجل أعلى الدرجات، وليس من السهل السيطرة عليها وتخفيضها. وكذلك الشعور بالقشعريرة، السعال، التهاب الحلق، انسداد أو سيلان الأنف، احمرار ودموع العينين، آلام الجسم، الصداع، الإرهاق، الإسهال، والغثيان والقيء. اختصاصي الطب العام د. مخلص مزاهرة، يقول "في حال التدخل السريع في العلاج تصبح الأمور أكثر سلاسة وسيطرة على الحالة، وإن معظم من لا يعتنون بأنفسهم جيدا وينتظرون تفاقم المرض باعتباره "عرضيا" وسينتهي الأمر ببعض المخفضات والمسكان، هم من يدخلون في الخطورة". ويؤكد أن الإصابة بالمرض تحدث من خلال تلامس فيروسات الانفلونزا للخلايا التي تبطن الأنف والحلق والرئتين، ويدخل الفيروس للجسم عندما يستنشق القطرات الملوثة، أو ينتقل مباشرة من سطح ملوث إلى العين أو الأنف أو الفم. ولا يعني أن من يتناول لحوم الخنازير هو فقط المعرض لهذا المرض، فلا يمكن الإصابة بانفلونزا الخنازير عن طريق تناول لحم الخنزير، وفق مزاهرة. ويوصي مزاهرة باللقاح السنوي ضد الانفلونزا، فإذا مرض الشخص جراء هذا الفيروس، فتكون الأعراض خفيفة، وهذا ما نقصده باتخاذ الاحتياطات، ويفضل أخذ اللقاح في شهر تشرين الأول (اكتوبر)، لكن من يجد أن الأمر ملح لأخذه، فيمكنه أن يأخذه في الوقت الحالي، شريطة أن لا يكون مريضا. ويتفق مزاهرة والعناني على أن تجنب الاختلاط في الأماكن العامة من شأنه إيقاف عوامل الإصابة بالمرض، وخصوصا عادة السلام باليد والتقبيل، كما على الشخص المريض الابتعاد قدر الإمكان عن المحيطين به، حتى لا ينقل العدوى لهم، والعمل على غسل اليدين باستمرار، باستخدام الماء والصابون. وينصحان أيضا بوضع كمامة عند الخروج، لعدم انتشار الفيروسات أو تلقيها. وتشير دراسات عالمية إلى أن الأطعمة لها دور رئيسي في الحد من انتشار الفيروسات أو تقليل أعراضها، حتى من الممكن أن تشفى، وأهمها المشروبات الساخنة، كاليانسون الذي يعد مادة شافية، ويعمل على دحض المرض. ومن الأمثلة على ذلك، أن الصينيين استغنوا عن اللقاحات العالمية، واعتمدوا على عشبة اليانسون في التخلص من المرض، وباتوا يشربونه بشكل يومي مرتين أو ثلاث مرات، حتى أنهم استغنوا تماما عن بعض العلاجات. وكانت اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة ناقشت مؤخرا آخر المستجدات المتعلقة بالانفلونزا الموسمية الحالية التي تسببت في إصابة 124 حالة في مختلف محافظات المملكة. وحول دوام الطلبة في المدارس، أكدت اللجنة مخاطبة الجهات المعنية بإعطاء الطالب أو أي عضو من الهيئة التدريسية استراحة في حال وجود إصابة داخل المدرسة ولا داعي لتعطيل المدرسة. وشددت اللجنة على ضرورة التوعية الصحية بالمرض وطرق انتقاله وسبل الوقاية منه والالتزام بوسائل الوقاية والسلامة العامة من خلال غسل اليدين واستعمال مناديل ورقية عند السعال أو العطس والتخلص منها بعد الاستعمال في سلة المهملات، ومراجعة الطبيب أو أقرب مستشفى عند ظهور أعراض انفلونز حادة للاستشارة الطبية. وأكدت اللجنة أهمية وسائل الإعلام المختلفة ودورها في مساندة جهود الوزارة لنشر المعرفة والمعلومة الصحية السليمة باعتبارها شريكا يسهم في نشر الحقائق.اضافة اعلان