تحديات التعليم في الأردن

بات مستقبل التعليم في الأردن يواجه مخاطر كبيرة بشقيه التعليم العام والتعليم العالي بعد جائحة كورونا والتي اضافت للواقع السلبي تحديات اضافية اخرى وزادت من حجم التحديات الكبيرة امام مجمل مكونات العملية التعليمية المتمثلة بـ (الطلبة، المناهج، المعلم او مدرسي الجامعات)، هل ان الواقع السيئ اوصلتنا اليه بعض السياسات التعليمية؟ وذلك بشهادة بعض القيادات والخبراء سواء العاملون منهم او المتقاعدون من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.اضافة اعلان
هل سينتصر الأردن بتكيف التعليم فيه بما يتوافق مع التطورات العالمية على المستوى الصحي والاقتصادي والاجتماعي؟ وهل اصبح التعليم اهم التحديات الرئيسة امام الدولة والحكومة التي ما تزال تبحث في استراتيجيات لمواجهة المعوقات والتحديات الجديدة التي انتجتها جائحة كورونا؟
ان من اهم المشكلات التي رافقت بداية العام الدراسي الحالي قبل اسبوع تقريبا في المدارس، عدم وجود برامج او جهات متخصصة في الحكومة تدرس وتتابع المشكلات وتضع خيارات الحلول للطلبة وذويهم واصبح المواطن امام خيارين احلاهما مر، وهما: إما إرسال أبنائه للمدارس ويغامر بتعرضهم لاحتمالات الاصابة بالفيروس والثاني بقاء الأبناء في المنازل والتعلم عن بعد بكل المشكلات التقنية والفنية وتحمل الفاقد التعليمي والمعرفي الهائل الذي يخسره الطالب دون معالجات لهذه المعضلة.
المناهج ما تزال تثقل كاهل الطلبة الذين انخفض تحصيلهم المعرفي من مقرراتها جراء التعليم الالكتروني المباشر اكثر من النصف، او ما بات يعرف بالتعليم الضائع وخاصة في بعض المواضيع الاساسية التي تركز على اكتساب المهارات الحياتية وتعزيز المعرفة بالقضايا التربوية والوطنية.
هل ستنجح سياسات واستراتيجيات وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والجامعات بالعملية التعليمية الالكترونية والتعليم عن بعد، الذي اصبح إحدى سمات العصر والطريق الى المستقبل التعليمي للاجيال القادمة، والتي أكد عليها الملك عبدالله أن التعليم الالكتروني هو خيار المستقبل للاجيال القادمة، وانه يجب التحضير والعمل لتطبيقه تدريجيا وعلى مراحل في الاردن، وأكد جلالته على رؤيته أن يكون الأردن قدوة ونموذجا يحتذى في العالم العربي.
إن رؤية الملك لمستقبل التعليم في الاردن طموحة جدا ويجب على مؤسسات التعليم العام والعالي وضع السياسات والاستراتيجيات القصيرة والمتوسطة والطويلة الاجل لتحقيق ذلك، وإلا فسيكون الفاقد او الضائع التعليمي على ابناء واجيال الاردن كبيرا جدا يصعب استعادته او استعادة الثقة الوطنية بالعملية التعليمية، او الطلب لدى اسواق العمل على المنتج الاردني من التعليم.
التعليم في العالم كله يواجه تحديات مشتركة وكبيرة جدا بعد كورونا، لكن الأردن الذي شعاره الانسان اغلى ما يملك الوطن، عليه جهود كبيرة ومضاعفة وهي تحد كبير امام صناع القرار وواضعي السياسات، خاصة الحكومة ومجلس الامة القادمين، لأن الأردن بكل بساطة لا يملك إلا ثروة هائلة واحدة هي الانسان، والتي يؤكد عليها جلالة الملك في كل المحافل أن لديه في الأردن شعبا عظيما.