‘‘تحدي الألفية‘‘.. نقلة نوعية في كفاءة المياه والصرف الصحي بالزرقاء

أحد مشاريع الألفية في الرصيفة والزرقاء - (بترا)
أحد مشاريع الألفية في الرصيفة والزرقاء - (بترا)

عمان - نقلة نوعية في كفاءة شبكات المياه والصرف الصحي شهدتها محافظة الزرقاء، أسهمت في تحسين نوعية حياة شرائح كبيرة من المواطنين وتخفيف معاناتهم من المشكلات المرتبطة بالتزوّد بالمياه من ناحية، وعدم كفاءة خدمات الصرف، وما يرتبط بها من مشكلات بيئية من ناحية أخرى.اضافة اعلان
جاء ذلك بفضل التعاون بين شركة تحدي الألفية ووزارة المياه والري وسلطة المياه والمؤسسات المعنية، حيث خصصت المؤسسة مشاريعها في المملكة لمحافظة الزرقاء التي تضم أكبر المدن الأردنية بعد العاصمة، وأكثرها كثافة سكانية إلى جانب مدينة الرصيفة، وعدد كبير من البلدات والتجمعات القروية والمناطق الريفية والزراعية.
وشكّلت المشروعات التي نفذتها شركة تحدي الألفية في محافظة الزرقاء فرصة تنموية من خلال توفير فرص العمل والتدريب المهني لعدد من سيدات المجتمع المحلي إلى جانب رفع سوية شبكة المياه والصرف الصحي في مدن المحافظة وزيادة كفاءتها لتخدم المواطنين اقتصاديا واجتماعيا.
وقال المدير التنفيذي لشركة تحدي الألفية المهندس كمال الزعبي في مقابلة مع "بترا" إن كفاءة مياه الشرب وشبكاتها في محافظة الزرقاء ارتفعت بعد مجموعة من المشروعات التي خططها ونفذها برنامج تحدي الألفية في المحافظة على مدى السنوات الخمس الماضية (2011-2016) ضمن المنحة الكلية بقيمة 275 مليون دولار.
وأضاف أن المشروعات التي نفّذتها المؤسسة في محافظة الزرقاء أسهمت في تقليل نسبة الفاقد من المياه وتحسين تزود المواطنين بالمياه وتحسين شبكة الصرف الصحي، إلى جانب توفير حوالي3000 فرصة عمل مباشرة وبدوام كامل للأردنيين في مجالات مختلفة، من مهندسين ومشرفين وعمال وسائقين، كلهم ساهموا في تنمية اقتصاد محافظة الزرقاء.
وبين أن البرنامج نفّذ مجموعة من المشروعات المتكاملة شملت مشروع شبكات المياه الذي استهدف تحسين كفاءة التزويد المائي لبيوت السكان وقطاع الأعمال في محافظة الزرقاء من خلال إعادة هيكلة وتأهيل حوالي 800 كيلو متر من شبكات المياه في مدينتي الزرقاء والرصيفة وبناء خزّان ومحطة للضخ في منطقة البساتين بالرصيفة، واستبدال 50 ألف عداد مياه للمشتركين.
وسعى هذا المشروع، بحسب الزعبي، والذي بلغت تكلفته 82 مليون دولار، إلى تخفيض معدل الفاقد من المياه في المحافظة وزيادة ساعات التزويد من 36 ساعة إلى 72 ساعة أسبوعيا، حيث تم الانتهاء من جميع الأعمال الميدانية لهذا المشروع والشبكة التي ضمنه.
كما تم تنفيذ مشروع إدارة المياه المنزلية والذي يعد جزءا من مشروع شبكات المياه بقيمة بلغت 5ر6 مليون دولار أميركي بهدف تحسين وتصويب أوضاع أنظمة المياه داخل المنازل في محافظة الزرقاء ما ساهم في تحقيق منافع لتلك الأسر، خصوصا ذات الدخل المحدود، من خلال زيادة الوفر المائي داخل بيوتهم.
وقال الزعبي إن المشروع حقق أهدافه من خلال 3 أنشطة رئيسية هي حملة التوعية تحت شعار "بالماء نحيا.. نبقيها لنبقى" التي تعاونت مع 12 من الجمعيات النسائية في الزرقاء والرصيفة لعقد جلسات التوعية، من خلالها وصلت إلى حوالي 3 آلاف امرأة، كما عقدت جلسات التوعية في 225 مدرسة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم شملت 33 ألف طالب وطالبة، و600 جلسة توعية نفذتها الواعظات بالتعاون مع وزارة الأوقاف شملت 11 ألف سيدة و4 آلاف جلسة أخرى في بيوت المستفيدين من صندوق المعونة الوطنية انضم اليها جيران المستفيدين من النساء ( 13 ألف امرأة)، و20 جلسة توعية في دواوين العشائر (ألف رجل)، وبالإجمال، وصلت حملة التوعية إلى حوالي 60 ألف شخص مباشرة، كما تم تدعيمها بأنشطة ترويجية مثل اللوحات الإعلانية ووسائل التواصل الاجتماعي.
كما شملت الأنشطة ضمن هذا المشروع أعمال الإصلاح والتحسينات لأنظمة المياه والصرف الصحي داخل 4 آلاف من منازل المواطنين المستفيدين من صندوق المعونة الوطنية، وبرنامج السباكة للسيدات الذي تم من خلاله تدريب 30 سيدة على أعمال السباكة بالتعاون مع مؤسسة التدريب المهني، والتحقن بتدريب عملي مع مقاولي المشروع وتلقين بعد ذلك دورات لتحسين قدراتهن في إنشاء وادارة المشاريع الصغيرة وتسويقها.
ومن أهم المشروعات التي تم تنفيذها في محافظة الزرقاء مشروع شبكات الصرف الصحي بتكلفة 73 مليون دولار لاستبدال وإعادة هيكلة خطوط الصرف الصحي الرئيسية وتوسعة شبكة الخطوط الفرعية في ضواحي الزرقاء والرصيفة والهاشمية، لزيادة عدد المنتفعين من خدمات الصرف الصحي في المحافظة إلى 82 % من 72 %، للمساهمة في تقليل نسبة فيضان مياه الصرف الصحي على الشوارع وزيادة القدرة على تجميع مياه الصرف الصحي لمعالجتها وإعادة تدويرها، وشمل المشروع 300 كيلو متر من أنابيب الصرف الصحي.
وقال الزعبي إن المؤسسة عملت بالشراكة بين وزارة المياه والري والقطاع الخاص على تنفيذ مشروع توسعة محطة الخربة السمرا لتنقية مياه الصرف الصحي، والذي يبني على التوسعة السابقة التي مولتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لضمان الاستمرار في استخدام أحدث التقنيات لمعالجة 70 % من المياه العادمة في الأردن، وتوفير 133 مليون متر مكعب من المياه المعالجة لاستخدامها للري في وادي الأردن، حيث يشكّل ذلك 10 % من مياه الأردن السنوية، وجاءت مشاركة مؤسسة تحدي الألفية لتمثل مساهمة الحكومة الأردنية في هذا المشروع وبقيمة 97 مليون دولار من أصل 184 مليون دولار.
وذكر الزعبي أن شركة تحدي الألفية حققت إنجازات لاقت تقدير الإدارة الرئيسة للمؤسسة في الولايات المتحدة الأميركية، إذ حازت في العام 2014 على جائزة التميّز الدولي ضمن الحفل السنوي الذي أقامته مؤسسة تحدي الألفية بمناسبة مرور 10 سنوات على انطلاق أعمالها. وجاءت هذه الجائزة تقديرا لفريق شركة تحدي الألفية الذي أظهر التزاما مميزا واسلوبا مبتكرا في تحقيق النتائج بما يتماشى مع رؤية المؤسسة.
وبيّن الزعبي أنه نتيجة للوفورات التي حققتها شركة تحدي الألفية، تم تمويل إنشاء مبنى إداري لسلطة المياه في محافظة الزرقاء بقيمة 1.6 مليون دولار وجُهّز لسلطة المياه / شركة مياهنا في مدينة الزرقاء، بحيث سيعمل على تحسين العمليات والخدمات لتوفير مساحة أكبر للمراجعين.
وأشار الزعبي إلى أن المشروع نجح في تطبيق معايير السلامة العامة إلى حد كبير والتعامل مع شكاوى المواطنين نتيجة تلك الأعمال التي وصلت في بعض الأحيان إلى 80 موقع عمل انشائي في محافظة الزرقاء نتيجة للمهلة القصيرة لتنفيذ مشاريع البرنامج الإنشائية.
وكانت مؤسسة تحدي الألفية MCC، التابعة للحكومة الأميركية، قد وقعت اتفاقية منحة مع الحكومة الأردنية في العام 2010 تهدف إلى الحد من الفقر من خلال تحفيز النمو الاقتصادي في الأردن، حيث جاءت منحة برنامج تحدي الألفية بقيمة 275 مليون دولار إدراكاً من المؤسسة لحقيقة أن الأردن من أكثر الدول جفافا وأن قلة موارد المياه تؤثر على جميع مناحي الحياة، لتسهم في تحسن التزويد المائي لسكان محافظة الزرقاء من خلال إدخال تحسينات في كفاءة توصيل المياه ونطاق جمع مياه الصرف الصحي والقدرة على معالجة مياه الصرف الصحي.
وحسب الزعبي، سيستفيد من مشاريع البرنامج حوالي 3 ملايين شخص في محافظتي الزرقاء والعاصمة، وذلك مع اكتمال برنامج المنحة في 13 كانون الأول (ديسمبر) من العام الحالي.
يذكر أنه تم إنشاء شركة تحدي الألفية MCA-Jordan في حزيران (يونيو) 2010، وهي شركة ذات مساهمة محدودة تملكها الحكومة الأردنية لإدارة وتنفيذ برنامج المنحة والمحدد بخمس سنوات (2011 – 2016)، والتي مولتها مؤسسة تحدي الألفية الوكالة الأميركية التي تقدم المساعدات الخارجية للدول النامية في سعيها لمكافحة الفقر العالمي. - (بترا)